|
عن ( عدم الاستغفار / أنواع المعاصى / الشعر والشعراء )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 17:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( عدم الاستغفار / أنواع المعاصى / الشعر والشعراء ) السؤال الأول : كنت أتكلم مع خالى وقال لى انه لم يقع فى ذنب يستحق أن يستغفر له ، فهو يصلى ويزكى وقد أدى فريضة الحج ويصوم رمضان ويؤدى ما عليه ، فعن ماذا يستغفر ؟ وأخذ يمدح نفسه ، واقتنعت بما قال ، ثم أخذت أشك فيه لأنه على خصام مع أهله ، ويتكلم عنهم بما لا يجوز ، وقد سمعته يكذب . ما رأيك ؟ إجابة السؤال الأول 1 ـ أعظم البشر ( الأنبياء ) كانوا يستغفرون الله جل وعلا . نوح عليه السلام دعا ربه جل وعلا فقال : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) (28) نوح ) ابراهيم عليه السلام كان من دعائه : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الشعراء ). وقال جل وعلا عن بعض الأنبياء ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران ) . والله جل وعلا أمر خاتم النبيين بالاستغفار : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55) غافر ) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) (19) محمد ) 2 ـ وكانوا يدعون ربهم أن يلحقهم بالصالحين . قالها ابراهيم عليه السلام : ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) الشعراء )، ويوسف عليه السلام : ِ ( أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف )، ومثله سليمان عليه السلام الذى قال : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) النمل ). 3 ـ كل البشر يخطئون بما فيهم الأنبياء ، ولو عاقب الله جل وعلا البشر لأفناهم جميعا. قال جل وعلا : 3 / 1 : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )(61) النحل ) 3 / 2 : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) (45) فاطر ) 4 ـ تزكية النفس بالصلاح ذنب عظيم قال جل وعلا : 4 / 1 : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) النساء ) 4 / 2 : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم ) 5 ـ هذا الرجل الذى يزكى نفسه بالباطل رافضا أن يستغفر الله جل وعلا قد سيطر عليه شيطانه ( قرينه الشيطانى ) فزيّن له سوء عمله وصدّه عن السبيل . ينطبق عليه قوله جل وعلا : 5 / 1 : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) الزخرف ). 5 / 2 : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) فصلت ). السؤال الثانى : ربما سؤالى هذا ساذج . لكن اريد أن أعرف ما هى أنواع المعاصى ؟ إجابة السؤال الثانى : المعاصى نوعان : سيئات صغائر ، وذنوب كبائر . العقوبات فى الشريعة الاسلامية تقع على الكبائر التى تخصُّ حقوق الأفراد والمجتمع مثل السرقة والزنا والشذوذ ورمى المحصنات العفيفات بالزنا ، وقطع الطريق والقتل والجروح . هناك كبائر تخص حقوق رب العزة جل وعلا فى مجال الايمان مثل الشرك أوالكفر وفى مجال العبادات مثل ترك الصلاة والصيام والحج مع القدرة عليه وتقديم الصدقات وعدم الوفاء بالنذر . هذه الكبائر عقوبتها مؤجلة ليوم الدين . هناك معاصى شخصية عقوبتها أيضا مؤجلة ليوم الدين ، ولا عقوبة عليها فى الشريعة الاسلامية مثل شرب الخمر ولعب الميسر والأزلام . والمؤمن مأمور باجتنابها . كل المعاصى يؤاخذ الله جل وعلا بها من يرتكبها إن لم يتب . قال جل وعلا : 1 ـ ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) الزمر ). 2 ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) الفرقان ) الأمر مختلف فى شريعة الدين السنى ، فقد استحلوا الحرام وحرموا الحلال ، ونتعرض لذلك فى كتابنا عن التناقض فى تشريعات المرأة بين الاسلاك ودين السنة الذكورى . السؤال الثالث : هناك من يتهم القرآن الكريم بتحريم الشعر ولعن الشعراء . أرجو توضيح هذا الموضوع . أجابة السؤال الثالث : موضوع الشعر والشعراء جاء فى القرآن الكريم فى السياقات الآتية : 1 ـ نفى أن يكون القرآن الكريم شعرا. قال جل وعلا : 1 / 1 : ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس ). 1 / 2 : ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) الحاقة ) 2 ـ نفى أن يكون النبى محمد عليه السلام شاعرا . فقد كانوا يتهمونه بأنه شاعر . قال جل وعلا : 2 / 1 : ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) الصافات ) 2 / 2 : ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ) (5) الأنبياء ) 2 / 3 : ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) الطور) 3 ـ الشعراء منهم المؤمنون الصالحون ومنهم غير ذلك . قال جل وعلا : ( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) الشعراء ).
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للمرة الأخيرة : الروح هو جبريل . أمّا الانسان فهو ( نفس وجسد
...
-
عن ( عدة المطلّقة والواقى الذكرى / قمطرير / بعضكم لبعض عدو )
-
أثناء الزواج : القوامة بين الاسلام والدين السنى الذكورى
-
عن ( ظلّام وظالم / عرايا تماما / آيتا الدعاء )
-
أثناء الزواج : فقه الجماع الجنسى فى الدين السنى
-
عن ( صبر النبى / إحتقارا لفرعون وقومه / عن المطلقة والأرملة
...
-
الهوس الحيوانى لأئمة المحمديين بالجنس
-
عن ( المشى هونا / وارد / الملوك إذا دخلوا قرية / الصلاة على
...
-
التكرار فى القرآن الكريم فى لمحة سريعة
-
عن ( الحق والباطل / جميل جمال / ذو القرنين )
-
أثناء الزواج : حق الزوجة فى المتعة الجنسية
-
قبل الزواج : تفصيلات النكاح :
-
عن ( سبق الأنصار / الويل / صلاة الفجر / الصلاة مع المحمديين
...
-
عن ( الشورى الاسلامية ، سورة الكوثر )
-
قبل الزواج : ــ الصداق
-
عن ( رهق / الثقافة السمعية / ذرية ابليس )
-
قبل الزواج :ــ الولي في عقد النكاح
-
ما هو الفرق بين كلمتى ( بيان ) و ( بلاغ ) فى القرآن الكريم ؟
-
قبل الزواج : رضى المرأة بالزواج :
-
عن ( إنعامات البشر / شقق الجنة / باخع / مزدجر / إنشقاق القمر
...
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|