أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود أبو عزوم - اللهم نجينا من الآت














المزيد.....

اللهم نجينا من الآت


محمود أبو عزوم

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 07:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم أتمالك أعصابي في أول أيام العيد أثناء خروجي ووالدي وأخوتي لزيارة أرحامنا ووصلهم، كان المشهد أقسى من أن أتحمله، بدأت بالصراخ والعويل إلى أن وصل بي الأمر إلى أن انتابتني حالة هستيرية قلما أمر بواحدة مثلها، قد أكون بالغت في ردة فعلي لكن المشهد صعب...
كنا نحاول الخروج من شارعنا بأحد مخيمات مدينة رفح، وكمثل كل عيد نجد في طريقنا من نعرفه ومن لا نعرفه وفي كلا الحالتين نبارك لهم العيد ونتمنى لهم الخير كل الخير ولا شيء غير الخير، في آخر الشارع كانت هناك مجموعة من الأطفال عددهم بين التسعة والأحد عشر وأعمارهم بين السابعة والعاشرة، كان معظمهم يحمل في يديه لعبتنا المفضلة (السلاح)، ولا أخفي عليكم أزعجني مشهد أن يحمل طفلة صغير قطعة من السلاح ويتبختر بها وقد يعرف عنها أكثر ما يعرف عن القدس فهو يعرف اسمها ولونها ونوعها ونوع ذخيرتها وقد يكون محظوظاً فيكون على معرفة باسم صانعها، كان المشهد متقن بشكل أفضل من مشاهد السينما، لا مخرج ولا مونتاج ولا موسيقى تصويرية ولا مراقب للنص فقط ممثلين بارعين أتقنوا أدوارهم بشكل يبعث الحيرة هل أصفق لبراعتهم أو أصرخ على براءتهم, وزعوا أنفسهم إلى مجموعتين يتقاتلون فيما بينهم لكن بطريقتهم ليسوا كما كنت ألعب في صغري (عسكر وحرميه) وليس كما لعب غيري (يهود وعرب)، لقد لعب هؤلاء لعبة الكبار، كانوا يلعبون حرب حماس وفتح وأقسم أنهم كانوا يمارسون متعتهم لكن بشراسة، القتال على أشده... سقط أحدهم قتيل قرب الأعداء... خرج إليه اثنان زاحفين على بطونهم... سحبوا جثته نحو حصنهم المقام من صفائح القمامة... وقف باقي المناضلون فوق جثمانه يرقصون ويسبون ويمزقون السماء برشاشاتهم... نعتوه بالعميل بالحقير بالمجرم... قتلوه ألف مرة... زغردوا وهتفوا في وجهه"يا بن حكومتنا الرشيده.... صفينا عالحديده"، واضحٌ أنهم معبأين جيداً، ثوريون من طراز خاص، لم يدم الأمر كثيراً ما هي إلا لحظات وجاء الرد من الطرف الآخر... هجوم عسكري مضاد... استخدموا فيه من كل ما تشتهي الأنفس، حجار ورصاصات وهتافات أذكر منها "الله أكبر... يا عملاء أمريكا وإسرائيل... قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.... دعونا ندخل بكم الجنة"، كانت المعركة شرسة وعنيفة، وكاد لهيبها يصيبنا لولا كرم الله وستره، كنت بحاجة للحظات لأفهم هل أنا في صحوي أو في منامي؟! والحمد لله لم يدم السؤال كثيراً لأني كنت قد خرج عن طوري المعروف به-الهدوء- وبدأت أصرخ فيهم وأصرخ في أهلهم وفي الفارين من نيرانهم، لكن لا حياة لمن تنادي، الشرارة انطلقت وصعب أن تحاصر نارها، جذبني والدي من يدي وعنفني بأن لهم أهل وأن لا سلطة لي عليهم، وظل يسحبني عنهم حتى غابوا عن ناظري وهم يتناحرون غير آبهين بي وبصراخي، تركتهم وعقلي غائب جزئياً عني مع أسئلته (كيف ولم ولصالح من وماذا ذنبهم؟)
على صوت رجل في الخمسين استفقت من غيابي كانت تجاعيد وجهه معاني كثيرة أولها النكبة وآخرها الحرمان، كان يقول "ما أوسخنا هذا ما اقترفته يدانا" ثم أقسم وقال" والله ما فعلناه في الأشهر الـ 6 الماضية سنحتاج إلى خمسين عاماً لنصلحه وقد لا نستطيع" هنا أعدت كلماته إلى داخل وصدّقته وأكملت ما قاله" اللهم نجينا من الآت"



#محمود_أبو_عزوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة جدية في ثقافة الأنا والآخر


المزيد.....




- -لا تقاتل من يفوقك 20 ضعفًا-.. ترامب يرد على طلب زيلينسكي شر ...
- مصدر مطلع لـCNN: السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى البنك ال ...
- كارني: نسعى لبناء جيش قادر على التصدي للتهديدات التي تواجهها ...
- موسكو تتبنى الهجوم الروسي الدامي على سومي
- رئيس وزراء لبنان في أولى زياراته إلى دمشق لبحث ملفات شائكة ...
- وساطة وتحركات عسكرية وفتاوي .. مصر على صفيح ساخن بسبب غزة
- البيت الأبيض يعلن إحراز تقدم كبير في المحادثات التجارية مع ب ...
- السيسي من الدوحة ومدبولي بالقاهرة.. مصر تروج لفرصها الاستثما ...
- طهران: مواقف أمريكا المتناقضة هي السبب الرئيسي الذي يدفعنا ل ...
- طهران: المفاوضات تقتصر على رفع العقوبات


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود أبو عزوم - اللهم نجينا من الآت