عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 14:41
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
اِلْتَعَجَ اليم ذات وبال، اِرْتَمَضَ .. تغلغل الماء في الماء بَيْنَ الشِّعَابِ بين الصخور في مسام آلفَجوات؛ وفي الرمل آلأخضر صَخِبَ الموج تطاير الزبدُ من شدة وعوعة ريح سَموم ساخنة متقلبة لا شرقية ولا غربية لا آتجاه لها لا بوصلة، معتقلةَ دهاليز ضاغطة ما يفتأ زحير زعافها الأبكم يزمجر جؤارا أزليا خانقا دون هداية يتطاير أوارها يتَقاطعٌ أملته ضرورة آعتباط صدف آحتكاك صهارة صفائح تاكتونيك كن فيكون مجرد غبش حالة شرود شارد بين قر وصر بين فصول متشنجة لا نظام لها ... لقد أفسد الأنام حياة آلأنام .. عم آلفساد في آلبر وآلبحر .. تجمَّعَتْ رَغَـاوٍ كَـقِمم الجبال الشاهقات ما لبثت أن تشظت لتغـدُوَ في الأجواء بُـوَيْـضَااااتٍ دقيقةً، آلاف البويضات بآلكادِ تُـرَى .. طارتْ مُخَضبة مُخَصَّبََة .. حَطّتْ رحالَها في القارات الخمس تطلب دِفْءً ودمَ مُحال .. وإذْ يَدورُ العامُ، تشهد الأمصارُ هجوم أخَامِسَ جراد جَرّارةٍ بكتائبَ لا تُحْصَـى تُـقْبِلُ من كل الأنحاء وآلأجواء .. يُـودي أوارُها بالأخضر باليابس، يكـرُّ لا يبالي .. وإذ تغضنت آليابسات ولمْ يتبق سوى البحر، فإن حشدَ الهَوام تجمع قرب الشُّطآن آلمصهدة بسخام آليحموم معانقا الأمواجَ راسما زبدا لازبا أبيضَ يميل إلى رماد كامد .. عَبَّ كرع تجرع آلأمواهَ .. أسكرته المُلوحة وأَجّ آلأُجَـاجِ .. ترنح أوغل في التوغل داخل الأعماااق .. ثــم على مهل غطس في آلغـيـاب ...
يَمُر وقت، يبدأ البحر في النُّكُوصِ .. بتُؤَدَة يتناقص، يتجاوز الحدودَ التي ألفها التراجُـعُ .. ينحسر ينجزر .. تضيق المساحاتُ .. تكبر آليابساتُ آلقاحلاتٌُ .. تنفق أسماك وحيتان وحيوات آلأمواه على الصخور .. يتقوقع المَحار .. تنهشه التضاريسُ .. يقتلُ البطاريقَ النتـوءُ .. يتجعد الزبد .. يتزايَـدُ .. تنكمش الزرقة القمراء، تصبح بُحَيْرة باهتة بلا حَـراك .. تغدو بركة خجلى آسنة على وَجَلٍ تحتضرُ .. تتناسل الطحالبُ .. يَغيضُ الماء .. تَغِيضُ الحياة في الحياة دون تستويَ سفينة آلطوفان على جودي آلوجود .. لا جَرَمَ تلكمُ ستكون آخر قُبْلة تبصقها أشداق أباليس آلأنام في رحم آلآنام ...
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟