ادلى ناطق بلسان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالتصريح التالي:
استقبلت جماهير شعبنا نتائج قمتي شرم الشيخ والعقبة باستياء كبير وتخوف مشروع من ان تكون بداية تدهور خطير نحو مسار مدمر لفرض المفهوم الاسرائيلي لخارطة الطريق بما يفرغها من مضمونها ويحولها إلى تنفيذ من جانب واحد لما ورد فيها من التزامات على الجانب الفلسطيني بينما تتنصل اسرائيل من استحقاقاتها المفترضة.
ان الموقف الذي اعلنه الرئيس بوش حول الالتزام الامريكي بأمن اسرائيل كدولة يهودية هو نقلة شديدة الخطورة تشكل مؤشراً على جدية التعهد الذي قطعته الادارة الامريكية لشارون بأن تؤخذ في الاعتبار التحفظات الاسرائيلية أثناء عملية تطبيق الخارطة. وهذا الموقف هو تنكر من جانب الولايات المتحدة لحق اللاجئين في العودة الذي كفلته الشرعية الدولية وتجاهل لحقوق مليون وربع المليون فلسطيني عربي داخل حدود 48. وهذا يجعل ما ورد على لسان الرئيس بوش من وعود للجانب الفلسطيني مجرد كلمات جوفاء، وبخاصة انه لم ينجح في، أو لم يحاول، بذل جهد للضغط على شارون اثناء وجوده في العقبة لكي يفي ما تمليه عليه خارطة الطريق من التزامات واولها اعتراف اسرائيلي واضح لا لبس فيه بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة والوقف الكامل لنشاطات الاستيطان. فقد تعمدت كلمة شارون ان تتحدث عن قبول خارطة الطريق كما وافقت عليها الحكومة الاسرائيلية، أي مرفقة بالتحفظات والتعديلات التي تجعل منها مجرد خطة امنية لاغتيال الانتفاضة والمقاومة وفبركة قيادة فلسطينية بديلة. وهو الموقف الذي يحظى كما هو واضح برعاية الولايات المتحدة وتواطؤها.
في ضوء ذلك كان مستغرباً ان تفيض كلمة الوفد الفلسطيني بسيل من التعهدات والالتزامات التي تتجاوز حتى ما تتطلبه خارطة الطريق نفسها على ما فيها من اجحاف. ان هذا الانزلاق الخطير يتطلب وقفة حازمة من جانب القيادة الفلسطينية للجم التدهور والتأكيد على استحالة التقدم ما لم تلتزم اسرائيل بوضوح بما يمليه عليها نص الخارطة من اعتراف بدولة ذات سيادة ووقف الاستيطان. وهذا يدعو الى إعادة النظر بالموافقة غير المشروطة على خارطة الطريق وتبني التحفظات التي ابدتها عليها سائر القوى الوطنية والاسلامية سعياً لاحداث تطابق بينها وبين قرارات الشرعية الدولية التي تضمن حقوق شعبنا وصولاً الى دولة مستقلة ذات سيادة في حدود 4 حزيران 67 وحق عودة اللاجئين وذلك وفقاً لجدول زمني ملزم ورقابة دولية فاعلة ومتعددة الاطراف.
اننا نحذر من الانسياق وراء الضغوط الامريكية الاسرائيلية الهادفة الى تمزيق لحمة الصف الفلسطيني وزرع بذور الفتنة تحت حجة مكافحة ما يسمى بالارهاب والتحريض. اننا نؤكد اهمية الدعوة الى استئناف الحوار الفلسطيني – الفلسطيني الجاد لصون الوحدة الوطنية ومواجهة الضغوط الخارجية وتبين السبل للتصدي للتحديات الخطيرة التي تواجهها مسيرتنا الوطنية في ضوء التواطؤ الامريكي – الاسرائيلي المعلن وصون مسيرة الانتفاضة المباركة حتى دحر الاحتلال.
الاعلام المركزي
6-6-2003