أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - خمسة أكثر وأكبر من 500














المزيد.....


خمسة أكثر وأكبر من 500


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 01:02
المحور: حقوق الانسان
    


بداية نعبر عن حزننا واسفنا لفقدان أي إنسان مات غرقاً في عرض البحر، ونقدم تعازينا الحارة لشعوبهم وذويهم بصرف النظر عن لونهم ودينهم وعرقهم وجنسهم وتعدادهم. وندعم كل الجهود الدولية لانتشال الضحايا وإنقاذ الاحياء منهم حيثما تعرضوا للكوارث. لكننا وجدنا انفسنا في واقع الحال أمام تناقضات عربية ودولية في التعامل مع حادثتين بحريتين مأساويتين وقعتا في الوقت نفسه. كانت الاولى قرب السواحل اليونانية وراح ضحيتها 500 مهاجر معظمهم من ليبيا ومصر وسوريا. وكانت الثانية في المحيط الاطلسي وراح ضحيتها خمسة فقط (اثنان من بريطانيا، وباكستاني، وأمريكي، وفرنسي). فهرعت البلدان كلها بطائراتها وغواصاتها وفرقاطاتها وخبراءها واقمارها الصناعية لانتشال الخمسة، وانشغلت شبكات الاعلام في كوكب الارض بنقل أخبار ضحايا الغواصة الامريكية ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة. بينما تجاهلت مصير الـ 500. فالخمسة في حساباتهم أكبر وأكثر وأهم وأفضل من الـ 500. فوجدنا أنفسنا أمام قيمٌ ومعايير عنصرية وغير إنسانية رسمتها لنا الفضائيات والابواق العربية قبل الغربية. والاغرب من ذلك كله أن إعلام سوريا ومصر وليبيا كان أكثر المتحدثين عن ضحايا غواصة الأثرياء (تيتان) الذين قضوا غرقاً فوق حطام السفينة (تيتانيك)، واختفت جثثهم في ظلام المحيط. لكنهم لم يتحدثوا عن مصير 500 لاجئ ومهاجر عبروا البحر الابيض المتوسط فأغرقتهم دولة الإغريق مع سبق الاصرار والترصد، وتناثرت جثثهم فوق السواحل اليونانية. فالخمسة في منطق الابواق الإعلامية المنحازة أكثر عشرات المرات من 500 سوري ومصري وليبي. واللافت للنظر ان الفضائيات العربية خصصت وقتها كله لمتابعة محاولات فرق الانقاذ في المحيط الاطلسي Breaking News، واشاحت بوجهها عن مصير المساكين الذين ابتلعهم البحر بجريمة علنية مقصودة ارتكبتها زوارق خفر السواحل اليونانية. .
ولكي نستعرض هذه المعايير المزدوجة لابد من التذكير بحملات الاعلام الأوروبي في المطالبة بطرد اللاجئين السوريين واعادتهم إلى براكين النزاعات المتفجرة في الشام، بينما رفع الاعلام الأوروبي عقيرته بالنواح والصياح للمطالبة برعاية اللاجئين الاوكرانيين والاهتمام بهم. .
لسنا هنا بصدد فضح المعايير الغربية المزدوجة، فهي معروفة ومكشوفة. لكننا نبدي اسفنا وحزننا على الاعلام العربي الذي فقد مصداقيته، وفقد حماسه الوطني، وفقد مشاعره الإنسانية، وفقد أخلاقه المهنية، وفقد مروءته للأسف الشديد. ولم يدرك حجم الفوارق الكبيرة بين العدد ( 5 ) والعدد ( 500 ). فقد عجز الكلام عن الكلام والنور أطفأه الظلام. .
رسالة اخيرة نبعثها إلى الشركة التي أنتجت هذه الغواصة الفاشلة: إذا كنتم لا تستطيعون التحكم بالتقنيات في أعماق البحار والمحيطات، فكيف تستطيعون السيطرة على مركباتكم الهائمة على وجهها في الفضاء الخارجي ؟. .
ورسالة أخرى إلى الفضائيات العربية التي تنكرت للمبادئ والقيم الإنسانية، و استرخصت أرواح أبناءنا، ولم تكترث بهم. نقول لهم: لقد فشلتم في إخفاء خبثكم وراء اقنعتكم الزئبقية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل جاءنا الحديد من الفضاء ؟
- مقامرة بمستقبل قناة السويس
- مبيد زراعي يهدد الرجال
- عدالة الملك حمورابي
- يخضع للتعذيب حتى الموت أو الاعتراف
- أحزاب امتهنت الظلم والتعذيب
- هل غابت الشمس عن الأرض ؟
- وأخيراً أنا الذي دفعت الثمن
- اليونان تنتهك حقوق الإنسان
- شوكولامو - وشكوماكو
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 4
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية/ ج 3
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 2
- البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / ج 1
- ما الذي تعرفه عن علم الكائنات المشفرة ؟
- مجالس للخداع والانتفاع
- تجنيد القروش الخليجية
- إرتفاع رسوم البوسفور والدردنيل
- مشروع الثقب الصيني العميق
- انقذوا منظمة (روبمي) قبل ان تفقد مؤهلاتها


المزيد.....




- الأمم المتحدة: الدعم السريع احتجزت شاحنات إغاثة في دارفور
- مبعوث ترامب: صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة يتقدمان بشك ...
- وصول 9 معتقلين أفرج عنهم الاحتلال إلى قطاع غزة
- نتنياهو يطالب الوسطاء بضمان سلامة الأسرى
- أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين.. ماذا تغيّر في غياب محمد فلنة؟ ...
- -صفعة جديدة للمحتل-.. تفاعل مع مشاهد تسليم الأسرى في جباليا ...
- مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين لدى استقبالهم الأسرى ...
- بتسليم الأسرى.. فصائل غزة تتحدى إسرائيل
- إصابة شابين بالرصاص واعتقال طفل خلال اقتحام الاحتلال غرب رام ...
- إسرائيل تكشف شروطها لاستئناف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - خمسة أكثر وأكبر من 500