عبدالقادر حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 01:44
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قبل أن أقرأ ما كتبته الأديبة نعمات البحيري " يوميات امرأة مشعة ، الحنان الرسمي" و خاصة الفقرة الأخيرة ( عفوا هذا النهار سأفتح نافذتي و أنظر لأزهار الحديقة المقابلة لشرفتي و أردد .. الله ما زلت أحيا ).. كنت قد شعرت بثورة تتأجج في مكامني أثارها المقال الجميل " سنظل يا نعمات .. نسقي أشجارنا القليلة " للكاتب شعبان يوسف ، و قد أعاد لذاكرتي هذا المقال شريطا كاملا من الأحداث المشابهة و القامات المتألمة أمام أعيننا ، مواقف مر بها مبدعون و مبدعات من طراز نعمات ، و كنا في كل " منحنى " نصرخ على سفح " أشجارنا القليلة " خوفا عليها من النخر الذي يدب في جذوعها ، و من حالة أغصانها التي سنظل نراها وارفة مهما حدث أو يحدث ، و سنظل نرعاها بصراخنا .. و في الوقت الذي يجب أن نثمن فيه أي نداء أو تضامن ، ينبغي أيضا أن نفعل شيئا لتجاوز هذه ( السيزيفية ) - نسبة إلى صخرة سيزيف - التي صارت ديدننا ، فبالأمس غير القريب مات الشاعر الجزائري أبو إلياس في بيت العجزة ، دون أن نستطيع مواساته بشيء ، و لم يستطع صراخنا أن يفيد الروائي الكبير محمد ديب و لسوء حظنا تكفلت برعايته دولة أوربية ، و بالأمس القريب افاد صراخنا حين وصلت حالة الكاتبة المغربية مليكة مستظرف إلى حد لا يمكن أمامه السكوت ، فثارت ثورة الكتاب و الحمد لله قيض الله حلا و لم يخيب رجاءنا ، و ها هو أحد كتاب صاحبة الجلالة المحترمين بالجزائر الأستاذ سهيل الخالدي يتألم وحيدا في بيت العجزة ، فماذا صنعنا له ، و ماذا نملك له غير الصراخ و الدعاء ، و اليوم يجب أن يستمر صراخنا ، و نحن نقرأ على ايقاع النداء الجميل لشعبان يوسف في ضواحي الفضفضة ، و على ايقاع تلك الروعة الآسرة التي تسأل بها نعمات عن عزت عواد ، الأمر الذي ( يوحي بإمكانية حدوث تعاضد بين الكتاب ، ذلك التعاضد الذي قد يقدم بعض العزاء ) على حد قول الروائي التركي أورهان باموق ، إنه بعض العزاء ، و ليس الحل ، و ليس الموقف الحقيقي الذي سيخلده التاريخ ، و يحمل صفحاته ناصعة للأجيال القادمة ، واعتقادي أنه يجب على الكتاب التفكير في آلية تعمل باستمرار ، و تقدم خدماتها على الدوام ، و تكون حاضرة و مستعدة كلما ادلهم أمر ، أو حل خطب .. و إذا لم نوفق في حل كهذا ، فإننا سنظل نصرخ .. و ذلك أضعف الإيمان ..
#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟