كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 00:48
المحور:
حقوق الانسان
لا أدري كيف تحملت الشعوب العربية بطش الأنظمة المستبدة، التي تسلقت سدة الحكم فوق جماجم الأبرياء ؟، وغرست ركائزها في قيعان طوامير السجون المرعبة ؟، وأشاعت الخوف والفزع في قلوب الرجال والنساء والأطفال ؟. .
ولا أدري كيف آمنت القطعان البشرية بأفكار ومبادئ الزعماء الذين ارتكبوا ابشع المجازر ضد شعوبهم، وفرضوا سلطتهم بالقهر والظلم والتعذيب ؟. ولا أدري كيف انساق الناس وراء الأحزاب المدعومة من الشقاوات والبلطجية والقبضايات والشبيحة والمتطرفين والموتورين وأصحاب العاهات العقلية ؟. .
فكلما ورد ذكر حزب من تلك الأحزاب حتى تتبادر إلى الأذهان مشاهد سجونهم ومعتقلاتهم ومقابرهم الجماعية ومسلسل حروبهم الخاسرة وخططهم التنموية الفاشلة. .
ففي مصر كانت صورة وحش المخابرات المصرية صلاح نصر تمثل أقذر الكائنات الشيطانية على وجه الأرض. وفي مصر أيضاً كانت صورة (حمزة البسيوني) ملك التعذيب، وكلب عبد الناصر المطيع تمثل أبشع الكائنات الشريرة. وفي العراق ظلت صورة ناظم گزار ترمز للرعب والموت، وظهرت صورة (غازي كنعان) ومن بعده (عاطف نجيب) في سوريا. وربما يطول بنا المقام في استعراض اسماء المجرمين المتحزبين المتعطشين للدماء، والذين كانوا يشكلون القوة الضاربة للاحزاب العربية المراوغة والمخادعة. .
لكن السؤال المحير الذي يراود المواطنون العرب حتى يومنا هذا، هو: ما الذي جنته تلك الاحزاب بعد ارتكابها الفواحش والمجازر المقززة في اقبية سجونها المظلمة ؟، وما الذي استفادته من ظلمها وبطشها واستهتارها بعد إحكام قبضتها وتسلطها على رقاب الناس في معظم العواصم العربية ؟. .
لقد ترك هؤلاء رواسب الخوف في قلوبنا من طنجة إلى الفاو، الأمر الذي يجعلنا غير مهيئين للديمقراطية. لأن النماذج السيئة التي تكلمنا عنها تركت وراءها أجيال من الذين آمنوا باساليبهم اللاإنسانية، وأخذوا على عاتقهم الاهتمام بتطوير أدوات التعذيب. .
(قلت لكم مرارا: ان الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء لا تقتل الأعداء، لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا، تقتلنا وتقتل الصغارا)
ورحم الله الشاعر: أمل دنقل. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟