|
الميزانية الثلاثية بدون عدالة اجتماعية ولا تنمية تنصف الشعب العراقي
فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سُئل أحد الحكماء كيف يمكن التعرف على الإنسان ؟ فقال من خلال سلوكه وعمله وتصرفاته مع الناس ... والآن كل حديث أو تصريح للسيد رئيس الوزراء السوداني وكذلك تحالف إدارة الدولة التي ولد السوداني من رحمها لا يخلو من مصلحة وإشباع الفقراء والجياع والعدالة الاجتماعية ولكننا عندما ننظر إلى الميزانية الثلاثية الذي وضع أسسها ونصوصها وفقراتها تحالف إدارة الدولة والقوى المحسوبة عليها بينما المفروض صياغتها من قبل الخبراء وأصحاب الاختصاص عندما جاءت خالية من عملية التنمية الاقتصادية في العراق وعدم توزيعها العادل للثروة العراقية بينما تمنح الموظفين الكبار دون غيرهم من الأتباع والمحسوبين على تحالف إدارة الدولة الامتيازات الكبيرة بينما المفروض أن توزع الثروة العراقية وفق الدستور سواسية لا فرق بين إنسان وآخر عراقي من حيث الدين أو القومية والمفروض أن توزع الثروة وفق مبدأ اقتصادي رئيسي هو العدالة الاجتماعية وتحضرني الآن خاطرة عن صوت العدالة الإنسانية ونصير الفقراء والمحرومين الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) عندما كان جالساً في محل صديقه الحميم ميثم التمار في مدينة الكوفة عندما شاهد غلام يستجدي من الناس لفقره فنادى على مخدومه (قنبر) وطلب منه متابعة وسؤال ذلك الغلام الذي يتسول ويستجدي من الناس فعاد قنبر بعد استفساره من الغلام وأخبر الإمام علي (عليه السلام) بأن هذا الغلام نصراني المذهب ولا يملك هو وعائلته المال فأمر الإمام (عليه السلام) مخدومه قنبر أن يرافق هذا الغلام ويذهب معه إلى بيت المال ويعطيه كما يعطى للمسلمين. بينما نشاهد ونلمس أن بيت المال (خزينة الدولة) بيد المسلمين وفي الوقت نفسه تحرم المسلمين من حقوقهم المستحقة منها وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وفي الوقت نفسه هناك البطون التي تتضور من الجوع ونسبة 25% بالمائة من الشعب العراقي يعيشون تحت مستوى الفقر ما يعادل عشرة ملايين إنسان من أصل نفوس العراق أربعون مليون إنسان أي ما يعادل ربع عدد نفوس الشعب العراقي بينما نشاهد ونلمس ونسمع أن فئة صغيرة من المحسوبين والمنسوبين قد أتخمهم الفساد الإداري وأصبحت كروشهم متدلة من بطونهم .. كما تبين ذلك من اختلاف التنمية عن النمو لأن التنمية تعتبر قرار سياسي تتمسك وتعمل به الدولة لأنها تهمها ولأنها تدخل فيها جوانب اقتصادية واجتماعية وإنسانية لكونها تركيبة متكاملة ويكون عملها وتطبيقها محصور بالدولة فقط ولا أحد غيرها تطبيقها والسير بها وإذا نظرنا إلى الموازنة الثلاثية فنجدها خالية من أية إشارة إلى التنمية لأن الربع النفطي في الميزانية ينفق على الرواتب بشكل كبير كما أنها لا تحسن فرص التعليم ولا تحسن ظروف وعملية الصحة ولا معالجة الماء والكهرباء ولا توفر الخدمات لأبناء الشعب العراقي وكما يقول الاقتصاديون : إن الاقتصاد عبارة عن حلقة من أجل تقليل مساحة الفقر وتحسين الحالة الاقتصادية لأبناء الشعب وتنويع مصادر الموارد ... كما أن التفاوت الطبقي والفساد السياسي والمحاصصة الحزبية والطائفية بعد انفلاته من قيوده وضبطه سبب خلل في معادلة عدم المساواة والعدالة الاجتماعية وخلل في توزيع الثروة العراقية حيث تذهب إلى مجموعة محددة من الموظفين والفساد الإداري بينما يجب أن تكون الثروة ملكاً لجميع أبناء الشعب وهنالك عشرة ملايين إنسان عراقي من أصل أربعين مليون لا يصلهم إلا الشيء القليل من موارد الدولة وإن أغلبهم يسكنون في بيوت الإيجار أو في العشوائيات وإن أغلبهم بلا سكن وعاجزين عن مراجعة الأطباء وشراء الدواء وقسم منهم رواتبهم لا تتجاوز أربعمائة أو ثلاثمائة ألف دينار أو من العوائل المتعففة التي يبلغ راتب العائلة الواحدة مائة وخمسون ألف دينار. ما المقصود بمفهوم التنمية ؟ لقد برز مفهوم التنمية في علم الاقتصاد وعندما استخدم للدلالة على عملية إحداث مجموعة من التغييرات الجذرية في مجتمع معين يهدف اكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده ... بمعنى زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه بالصورة التي تكفل زيادة درجات الإشباع لتلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستثمار ثروات البلاد المتاحة وحسن توزيع عائدات ذلك الاستثمار ... ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينيات القرن العشرين حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير البلدان غير الأوربية تجاه الديمقراطية وتعرف التنمية السياسية بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية ويقصد بمستوى الدول الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوربية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية وترسيخ المفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة ... ولاحقاً تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من حقول المعرفة فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان ... وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع (الفرد .. الجماعة .. المؤسسات الاجتماعية المختلفة .. المنظمات الأهلية ..) إضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع ... هذا هو مفهوم التنمية الذي لم يدخل في فقرات الميزانية الثلاثية ولكن يبدو فيه فقرات تتناقض مع مفهوم وأهداف تحالف إدارة الدولة وأصبحت من الخطوط الحمراء التي فرضت على السيد رئيس الوزراء والفئات والعناصر التي وضعت وصاغت فقرات الميزانية وأصبحت بذلك فقرة (16) حول اطفاء سلف الدولة أفضل من التنمية وأنواعها حينما انحشرت مع فقرات الميزانية الثلاثية وكذلك تخويل الجامعات الأهلية بتدريس الماجستير والدكتوراه.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق ليس في أيدي أبناءه الأصلاء المخلصين الآن
-
التطهير والتصفية في المدراء العامين وإبدالهم بآخرين
-
دور التحالفات في بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية
-
يوم الطفولة العالمي والطفولة في العراق
-
لماذا النظر والترقب لحكومة السوداني بحذر وحساسية ..؟
-
فضيحة مدوية وطعنة فاشلة لرصانة التعليم العالي
-
خاطرة : قِنِّي والدينار
-
دور الثقافة والمثقفون في تقدم الشعب وتطوره
-
فشل المحاصصة الطائفية والحزبية في السياسة العراقية
-
سياسة الدولة العراقية بين الداخل والخارج
-
عراق الفرهود والسرقة والنهب والفساد الإداري
-
جهاز الدولة العراقية بين المواطنة والإصلاح والتسيب والإهمال
...
-
الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء .. صيف لاهب وشتاء قارص
-
مليون خريج يتظاهرون في المدن العراقية من أجل التعيين وتوفير
...
-
التنمية مشروع يصب في تطوير وتقدم وسعادة الشعب العراقي
-
بوتين الأحمق يتعهد لمجلس الجامعة العربية في جدة على تقديم خب
...
-
المتقاعدون العراقيون ومظلوميتهم
-
مشكلة الخريجون وأزمة تعيينهم في العراق
-
المطلوب من الميزانية الثلاثية تنمية وتطوير حياة الشعب العراق
...
-
استبدال القضاة المحايدين عملية تثير الشبهات والحساسية
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|