كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 09:47
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
خرج الشعب اليوناني عن بكرة أبيه في مظاهرات عارمة اجتاحت ساحات العاصمة اثينا وضواحيها للاحتجاج ضد الحكومة اليونانية التي تسبب قواتها الساحلية بإغراق زوارق المهاجرين والنازحين مع سبق الاصرار والتخطيط والتعمد. وذلك بتصرفاتها العدوانية والعنصرية المتوحشة. فخرج اليونانيون بقواربهم المدنية (غير الحكومية) في طلعات تفقدية بحثا عن الناجين، أو لالتقاط جثثهم الطافية على سطح الماء. فعثروا في اليوم الأول على 78 جثة قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية. بينما أصبح مصير بقية المهاجرين الذين يزيد تعدادهم على 500 في حكم الموتى والمفقودين. ومعظمهم من المصريين والسوريين والعراقيين واللبنانيين. .
اعلن الشعب اليوناني الحداد على أرواح الضحايا العرب، وطالب حكومته بتنكيس أعلامها. بينما لم تحزن شعوبنا العربية، ولم تذرف دمعة واحدة. ولاذت حكوماتنا بالصمت، اما فضائياتنا الغارقة في الكذب والتلفيق والتضليل فتعمدت التعتيم، وتجاهلت خبر الفاجعة، باستثناء القلة القليلة منها. .
ففي الوقت الذي كانت منصات التواصل العربية منشغلة بترند الشوكولامو والاتهامات المصرية الموجهة لدولة قطر بتجنيد القروش. كانت منصات التواصل اليونانية تؤطر نوافذها بالسواد حزنا وألما على الاطفال العرب الذين اغرقتهم زوارق الحكومة اليونانية. .
اما أغرب ما لمسناه على صعيد وزارات الهجرة والمهجرين في مصر والعراق ولبنان وسوريا. أي في البلدان التي فقدت الفارين من جحيمها. فهو مواقفها المشتركة في إلقاء اللوم على الضحايا الذين تبعثرت جثثهم فوق السواحل اليونانية. والذين أقامت لهم الكنائس التعازي والمواكب الجنائزية من دون ان يتعرفوا على أسماء الشهداء وهوياتهم. حتى السفن التجارية الكبيرة التابعة لخطوط الشحن الدولية، والتي كانت متواجدة في المنطقة، اعلنت حالة الطوارئ، واستنفرت طواقمها للبحث عن الناجين والمفقودين. لكن هذه الكارثة المفزعة لم تتفاعل معها منظمات المجتمع المدني في مصر وسوريا والعراق ولبنان. ولم تفكر حكوماتنا العربية بتوجيه مذكرة احتجاج واحدة تدين فيها الممارسات الارهابية لخفر السواحل اليونانية. في حين اتخذت المنظمات اليونانية موقفاً مشرفاً بإعلان تفاعلها الانساني مع الفاجعة. .
وبالتالي فان الحكومات العربية المعنية بالأمر اشتركت بدم بارد مع اليونان في ارتكاب هذه المجزرة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟