أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - لحم حلال ، لحم حرام














المزيد.....

لحم حلال ، لحم حرام


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(على ضوء التصريحات الأخيرة التي أثارت ضجة إعلامية في أستراليا حول عدم حشمة النساء)

في إحدى خطبه في الجامع المحلي بمنطقة شعبية في بغداد ، قال أمام الجامع مخاطباً جمهور المصلين باللغة الدارجة ، وكان أغلبهم من الشباب :

أوصيكم أيها الشباب بالإبتعاد عن تناول الخمر ، فهو حرام ومنكر ، حرمه ديننا الحنيف ، ولست أدري مالذي يعجكم في تناول هذا – العصرية – في أيام الصيف الحار؟ فالـ - العصرية وحتى المسَّيَحْ يؤدي إلى شحطه في البلعوم في الصباح - ، بالتأكيد أن طعمه مرٌّ وغير مستساغ ، يحرق بلعومكم وأفواهكم. ثم أن تناول المقبلات مثل اللبلبي ، و الباكله و الجاجيك والنومي حامض لن ينفع في تخفيف حدة طعمه وحرقته. فيا أبنائي ، أن شرب الخمر يفقدكم الصواب ويقلل من قدراتكم . . . ، سواء كان هذا المنكر - عصرية – أو – أسود - أو – أبو الكلبجه – أو بطل فريدة ! أن تناول هذه المشروبات له تأثيرات صحية أخرى ، مثل ، تعودكم على الأكلات الدسمه بعد الشرب ، مثل الكباب والمعلاق والفشافيش والباجه اللي يكثر فيها الدسم والشحم وغير ذلك. . .

(السؤال : كيف عرف الرجل كل هذه المسميات ولوازمها وهو رجل دين؟!)



التصريحات الأخيرة التي تم فيها تشبيهه النساء اللواتي باللحوم المتروكه دون غطاء أمام القطط والتي عاد مفتيها معتذراً عما قاله، أثارت ضجة أعلامية شملت كل الأستراليين المسلمين وألقت بظلالها على الدين الإسلامي.ً

جميل أن يكون لنا ممثلون في مجالات الدين ، والسياسة والنشاطات الأخرى ، لكن الأجمل أن يكون لهؤلاءالقدرة على التمييز في قول ما يستحق قوله في المكان والوقت المناسبين ، لا أن يتم إطلاق العنان للإدلاء بتصريحات دونما رويه. فعلى مثل هؤلاء أن يأخذوا بنظر الإعتبار الثوابت الأساسية في المجتمعات في الأوطان غير الأم.

جميل أن تكون لنا كياناتنا المستقلة ذاتياً وفق خصوصياتنا وثوابتنا الدينية واللغوية والقومية ، لكنه ليس جميلاً بالتأكيد أن نتعرض كل يوم لحملات إعلامية حكومية كانت أو مدنية تحملنا مسؤولية تصريحات لم نكن مسؤولين عنها.

جميل أن يكون رجال الدين المسلمون من الملمين بإمور الدين والدنيا وأن تكون لديهم خبرة فيما يتحدثون عنه في خطبهم ، لكن الأهم أن تكون لديهم خبرة في قول الكلام المناسب في الوقت المناسب دون الإساءة للثوابت الأساسية للمجتمعات التي تواجدوا فيها.

أن الحط من قيمة النساء بصورة عامة هو أمر غير حضاري ويتعارض لا مع بنود وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فحسب إنما يتعارض أيضاً مع قواعد الدين الإسلامي..


ليس لديَّ أدنى شك في أن أستراليا لم تبعث بطاقات دعوة للمهاجرين للقدوم والعيش بأمان في ربوعها ، فالمؤكد أننا نحن الذين سعينا بكل الوسائل للقدوم طلباً للأمان الذي أفتقدناه بفعل أرهاب أوطاننا الأم. . . وللحرية والديمقراطية اللتين ناضلنا من أجلهما في أوطاننا فلم نحصل عليهما لنجدهما في أوطاننا البديلة دون أن نبذل أي عناءْ.

ليس لديَّ أدنى شك في أننا جميعاً كنا نعلم أن أستراليا ليست بالمملكة العربية السعودية أو إيران . . أنما هي دولة علمانية يدين أغلب شعبها بغير الإسلام. كان نعلم أننا سنعيش في وطن لا يطبق القوانين والشرائع والسنن التي ندين بها. كنا نعلم بأختلاف الكثير من المعايير المتبعة في هذا البلد الكريم عن تلك التي نشأنا عليها ، ومع ذلك سلكنا كل الطرق للحصول على شرف الجنسية الإسترالية.

وما يؤسف له أن بعض رجال الدين ومن خلال تصريحات لا يمكن وصفها بأكثر من زلة لسان قد أدت إلى العصبيات الإعلامية في مسألة لم يكن المسلمون طرفاً فيها.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموتُ عضاً !
- ديمقراطية -القندرة- !
- الولاء لمن؟
- الشعب العراقي هو صاحب القرار
- جسرٌ ثقافي بين السَماوة وأديلايد
- الإرهاب الفلسطيني في العراق
- جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر
- بين زمنيين عن علاء اللامي والباججي و الجادرجي والجلبي ومكية
- الكويت تستقبل الحريري بالبيض الفاسد والباججي والمجلس يتسولون ...
- نداء من اجل تحرير العراق من الجزيرة مثلما تحرر من الدكتاتوري ...


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء مهدي - لحم حلال ، لحم حرام