عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 16:55
المحور:
الارشيف الماركسي
’’ان جملة ماركس الشهيرة ’’الدين أفيون الشعوب’’قد أسالت مدادا غزيرا نظرا لقربها من الأحجية.وما قصده ماركس بعبارته الشهيرة تلك ليس الهجوم على الدين من حيث هو دين.بل الهجوم على الشروط الاجتماعية البائسة التي تنتج الدين بشكل يومي.ففكر ماركس ليس أطروحة موجهة ضد الكهنوت ..بل صرخة لاجثتات البؤس وتغيير العالم.وعلى الرغم من وجود ماركس فوق أرضية فيورباخية فانه لم يهدف الى صقل الشعور بل أكد على الواقع المادي الذي هو الشرط الأساسي في تشكيل هذا الشعور.فمن خلال الهجوم على الوعي الديني هتك ماركس كل مركبات النظام القائم.فالشعور الديني ليس محايثا للانسان يلازمه منذ ولادته بل هو نتاج اجتماعي.فالخيالي في تشكلاته ينهل باستمرار من المعين الاجتماعي..
لاتشكل صيحة ماركس هنا صيحة أخلاقية مجردة ولا دعوة للعقلانية المبهمة بل دعوة الى الحركة.فالتوجه الى الدين ينطلق من بندقية السياسة . بندقية الدعوة الى التغيير.تولد الشروط المشوهة ديالكتيكيا وعيا مشوها.ونقد الدين من حيث هو سعادة زائفة نقد للشروط الموجودة.يركز ماركس في تحليله على دور ووظيفة الدين من حيث هو معوض ومهدئ على مستوى الشعور ونزوع عاجز نحو سعادة مفقودة يجب تملكها .الغاء الدين من حيث هو سعادة زائفة للشعب...فالسعادة يجب أن تعاش لا أن تتخيل.لكن الانسان لايتخلى عن سعادته الواهمة الا عندما يدخل في سعادة حقيقية أي عندما يغير واقعه’’
فيصل دراج من كتاب ’’الماركسية والدين’’
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟