ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 09:17
المحور:
المجتمع المدني
أغلب الأحزاب العربية الحاكمة أو المشاركة في الحكم وحتى المعارضة منها لا زالت تتبنى النهج الاشتراكي بعلاته وحسناته , ليس المقصود من وراء ذلك الطعن بمعتقدات الغير خصوصاً وأن أطروحة الاشتراكية تتماشى مع حالة الهذيان العربي , كونها التعبير الأمثل عن الضحية وحقها في العيش الكريم واسترداد حقوقها المستغلة بعدالة تامة , بينما تبقى الرأسمالية بجشعها وطمعها في الكسب وجني الأرباح عبر تسخيرها للطاقات وتبديد قواها في مشاريع استغلالية للجهد البشري الأبعد عنا شعوبياً والأقرب إلينا حكومياً .
هناك حالة متضادة بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي يعيشها العامل العربي لدى رب عمله, فالعامل عند الرأسمالي يحصل على دخله اليومي أعلى بكثير من الذي يعمل عند الاشتراكي , مقابل زيادة في الإنتاج لصاحب العمل ودرّ أرباح هائلة تأتي من ساعات العمل الطويلة التي يمضيها العامل.
وعلى العكس فإن الإنتاج الاشتراكي محدد بأجر معين وبساعات عمل محددة أيضاً, منعاً لاستغلال أي جهد ولإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من العمال لكي يعملوا ويكسبوا عيشهم .
الغريب في الأمر أنّ خلطاً حاصلاً بين النظامين بطريقة معكوسة أي العمل على الطريقة الرأسمالية والقبض على الاشتراكية , هذا ما حدثني عنه صديق لي كان يعمل صحفياً في إحدى الدول العربية , سألته عن هموم العمل , فقال لا هموم في العمل سوى أن الجيب دائماً خاوي الوفاض من المادة, قلت له متسائلاً : ويحك يا صديق ما الذي تقوله , الإعلاميون أحوالهم عال العال في العالم أجمع.
ردّ مفجوعاً , صحيح ما تقوله لكن هذا لا ينطبق على وضعي , لذا اضطر أحياناً لمزاولة مهن أخرى غير مهنتي الأساسية عسى أن يمر الشهر بخير وسلامة ولا تنزل على رأسي الفواجع والمنغصات كالصاعقة .
قلت له: إذا كان مرتبك قليل حتماً ساعات العمل قليلة أيضاً , أجاب نافياً .. لا يا عزيزي أنت مخطىء في اعتقادك ,إنّ ساعات العمل التي أعمل بها تزيد على ساعات العمل في كلا النظامين معاً , إني أعمل كثيراً وأكسب قليلاً, طبيعة العمل رأسمالية بالدرجة الأولى , أمّا الكسب فهو اشتراكي صرف .
تظاهرت بأن لا علاقة لي بالقضية فالشأن شأنه وحده , لكني مضيت قائلاً .. حياتنا كلها على بعضها شئنا أم أبينا.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟