أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين عفوس - قراءة في تحولات أنماط التدين














المزيد.....

قراءة في تحولات أنماط التدين


عزالدين عفوس

الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتاب له بعنوان: "الدين والإعلام في سوسيولوجيا التحولات الدينية" توصل الباحث رشيد جرموني إلى النتائج التالية:
_إننا نعيش في عصر تم فيه نزع القداسة عن المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية؛
_تم تجاوز الإسلام السياسي إلى أشكال أخرى من التدين تتماشى مع متطلبات السوق وتركز على الاخلاق والقيم الناعمة "السائلة"؛
_ظهور نمط التدين الفردي، حيث تم الانتقال من المطلق الذي تمثله الجماعة والقبيلة والثوابت العامة المتفق حولها، إلى النسبي والمتغير الذي يستجيب لمتطلبات العصر وتغيرات المجتمع وما تريده السوق؛

يمكن تفسير النتائج التي توصل إليها الباحث بشكل مقتضب من خلال النقط التالية:
1- عودة التدين الفردي: في اعتقادي يجب ربطه بالسياق العام الذي يعيشه مجتمعنا والعالم بصفة عامة، والمتمثل في النزعة الفردية التي قامت عليها الحداثة، وتشجيعها من قبل النيولبرالية لتنفرد بالأفراد، وبالتالي سهولة استغلالهم وتشييئهم، و"تسييل" قيمهم بما يتماشى مع قيم السوق، القائمة على الاستهلاك والخضوع للمؤسسات..
2_ تجاوز الإسلام السياسي أي الحركات الإسلامية و السلفيات، وكل تلك المؤسسات والتنظيمات، وظهور أخرى :
إن هذه الأشكال من التنظيمات الإسلامية ظهرت مع الحداثة، فهي خاضعة لمنطق الحداثة، ومتقاطعة مع الحداثة في كثير من الأمور (أهمها النسبية، والسيولة، والتفكيك) فهي أداة استعملتها الحداثة لاجتياح المنطقة التي كانت تسيطر عليها الشريعة، بعد تفكيك "مؤسسات" الإسلام التقليدية (هنا المؤسسات ليس بمعناها الحداثي)، وهذا التفكيك ساهمت فيه تلك التنظيمات الإسلامية التي حاولت تجاوز كل القواعد والضوابط و"المؤسسات" الإسلامية التي وجدت منذ القرن الثاني الهجري، بل وقبله، و كان هدفها محاولة إيجاد توافق مع الحداثة والدولة الحداثية ومؤسساتها، فكانت الغاية إما "أسلمة الحداثة" أو"تحديث الإسلام" ، وكلاهما فشل فشلا ذريعا، لأن أصول الحداثة متعارضة مع أصول الشريعة، فلا يمكن الجمع بينهما، والنتيجة هي ما رأيناه من المنتجات المسخة التي لا ملامح لها،
ما جعل الشباب التابع لهذه التنظيمات الهلامية يفقد الثقة في خطاباتها، فهي لم تف بوعودها له منذ قرن وكيف من الزمن، ولا يجد فيها غير التلون والسيولة.
3_ القول في الإعلام "الإسلامي" مثل القول في التنظيمات الإسلامية، ذلك أنها تسيطر عليه سيطرة شبه مطلقة.
4_ الفتوى الصادرة عن هذه التنظيمات وشيوخها، يغلب عليها طابع التشدد أو الميوعة أو التسرع في أحسن الأحوال، لأنها لا تخضع لقوانين وضوابط وأخلاقيات وأعراف "مؤسسات" الإسلام التي حمت الشريعة لقرون وقرون، (وأخص هنا الفقه المذهبي، وعلم الكلام، والأصول، والفتوى...)، فتكون فتوى شاذة ولا تبالي بالمآلات ولا تراعي أحوال المجتمع العامة، وتخلق الصراع والتفرقة فيه، هذه التفرقة والتفريخ الذي يولد مزيدا من التنظيمات والجماعات والطوائف التي لا تكاد تهتدي لضابط يضبطها، ولا أصل تابث لها، تنتج فقط التشدد والتطرف والتفكيك الذي طال حتى المؤسسات الحداثية التي اعتقد في وقت معين أنها ستكون عوضا عن مؤسسات الإسلام التقليدية.
كما لابد من إدراك أهم فرق بين النوعين من المؤسسات، ف"المؤسسات" التقليدية تتمحور حول الجماعة، ولها هدف متعال يتجاوز الفرد ويتغيى الحفاظ عليه وسط الجماعة، في حين أن المؤسسات الحداثية تمثل سلطة الدولة، وتتمحور حول الفرد بهدف تحقيق مصالحه وحقوقه التي يمنحها له القانون الوضعي.
هذا في نظري هو تفسير ما توصل إليه الباحث من نزوع نحو التدين الفردي وتجاوز الإسلام السياسي (الحداثي) ومؤسساته (التي في نهاية المطاف هي مؤسسات حداثية)، وأرى أن هناك رجوعا للإسلام التقليدي وإعادة بناء مؤسساته (الفقه المذهبي، الأصول ، علم الكلام، الفتوى ...) ولو جزئيا، لأن عودة مؤسسات كهذه ستصطدم مع الدولة الحداثية ومؤسساتها، ولا يمكن الجمع بينهما، فلا أدري كيف سيكون الأمر؟
فإذا كانت الحداثة من قبل أعملت آلية التفكيك في كل التنظيمات "ما قبل الدولة الحداثية" ، وآل الأمر إلى كثير من الفوضى، فما الذي تخبئه لنا مابعد الحداثة؟



#عزالدين_عفوس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعاظ والمثقفون وسياسة الإلهاء
- من سيطعم 8 مليارات نسمة؟
- ال -في إطار...-
- الكون 25 وفناء مجتمع الوفرة
- من جوع وعطش المغاربة
- مجتمع الفرجة
- البوز ونشر قيمة الغش
- فخاخ التنمية
- حالة الطوارئ نمط حكم جديد
- الحرب والوباء وإعادة الضبط
- حوار هادئ حول أدلة فعالية اللقاحات
- كورونا وزمن الانتكاسات
- العنف والتضحية
- الشباب المغربي والمشاركة المدنية
- الإسلام والحداثة


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين عفوس - قراءة في تحولات أنماط التدين