أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد زكارنه - الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟














المزيد.....

الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن التيار الإسلامي المتصاعد أصبح مطلبا جماهيريا إسلاميا وعربيا، فلا أحد يستطيع نكران الفساد الإداري والمالي الموصومه به الأنظمة العربية العلمانية في العقود الخمس الماضية، إضافة الى تتوق شعوب المنطقة الى الإنعتاق من الهيمنة الامبريالية الصهيونية المسيطرة اقتصاديا وسياسيا بل وثقافيا واجتماعيا على كامل منطقة الشرق الاوسط، ناهيك عن حالة العداء المستفحل جراء السياسة الامريكية العنصرية ضد كل ما هو عربي واسلامي والهجمة الشرسة التى يتعرض لها دين الاسلام ورسوله الكريم تحت ما بات يعرف باسم "صراع الحضارات".. ولكن السؤال الابرز هل يلتقى المطلب الجماهيري بالخيار الامبريالي الصهيوني حول ما اصطلح على تسميته ب " الاسلام السياسي"؟؟.
سؤال يبدو للوهلة الاولى صعب ومتشابك في آن، ولكن نظرة سريعة على تاريخ العلاقة العربية الامريكية فيما بعد الحرب العالمية الثانية تفك لنا شفرة هذا التسأل.. فبعد انتهاء عهد الاستعمار الامبراطوري بمفهومه العسكري بدأت تلوح في الافق بوادر سياسة استعمارية بثوب جديد مطرز بالاقتصاد ومدعوم بالثقافة خاصة مع إدراك القوى الاستعمارية للرياح القومية العاتيه باتجاه الاستقلال في جميع الاقطار العربية، فقام البناء الاستعماري الجديد على تقويض بعض التيارات المتلحفة زورا وبهتانا بشعار الوحدة وعلى اسس ومفاهيم تبدو في إطار الصورة حضارية وانسانية في آن متمركزه على الديمقراطية والسلام، إلا أن هذه المفاهيم قدمت كالسم في الدسم على أطباق من ذهب تخدع البصر وتسمى " الاستقلال" وما هو باستقلال إلا من التواجد العسكري الرسمي.
وكان لازما لاي استعمار جديد أن يقدم تحت راية قومية تستطيع مخاطبة الجماهير لتسويق خيار السلام كخيار إستراتيجي حضاري لحل النزاعات تحت مظلة دولية هي هيئة الامم المتحدة.. فكان أول الغيث قطرة بدأت بالسقوط مع إنتصار حرب السادس من أكتوبر73 التى أخرجت مصر كبرى الدول العربية من دائرة الصراع بدلا من انهائه عبر توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد بعد زيارته الشهيرة للكنيست الاسرائيلي.. لتصبح الخطوة الاولى في عملية دفع العرب نحو مستنقع ما سمى بالسلام تحت راية قومية عربية لحقت بها راية الاردن بتوقيع الملك حسين اتفاقية وادي عربة ومن ثم منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية اوسلو.. وهكذا استطاعت الإدارات الامريكية المتعاقبة التخلص من التيار القومي العربي تحت رايات قومية عربية تهيأت لها الظروف بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر لتلعب دورا وظيفيا من حيث تدري أو لا تدري لصالح المشروع الصهيو أمريكي.. حيث اعتمد المشروع الاستعماري الجديد على سياسة الاحتواء الاقتصادي مرفقا بالاحتلال الثقافي عوضا عن الاحتلال العسكري لتمرير مخططاته الاستراتيجية.
الا أن الأوضاع في الشرق الاوسط لم تبقى على حالها عشية انتهاء حرب الخليج الاولى التى خاضها العراق لحصر ثورة الخمئني داخل الحدود الايرانية والحيلولة دون تصديرها، إضافة الى انتصار الافغان العرب في حربهم التى خضوها للإجهاز على ما تبقى من المد الشيوعي.. والحربان تم خوضهما بالوكالة عن الولايات المتحدة المستفيد الاول من نتائجهما..فبعد انتهاء الحرب الافغانية الروسية وفرض حركة طالبان سيطرتها على أغلب الاراضي الافغانية واعلانها دولة اسلامية بداء التيار الاسلامي الاصولي في التصاعد مع انتشار الافغان العرب في جميع انحاء العالم لتشكيل قواعد اسلامية للانطلاق نحو اعادة انتاج الدولة الاسلامية في المشرق العربي الشيء الذي استدركته الولايات المتحدة الامريكية متأخرة عشية أحداث الحادي عشر من سبتمبر فكان السؤال الابرز كيف نعالج هذا التيار الاسلامي الاصولي؟ خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية تعلم ان علوم السياسة والاقتصاد تنبىء بسقوط الامبراطوريات ما بين السنة الخامسة عشرة والعشرين من عمرها اي انها اصبحت على وشك السقوط خاصة وانها اصبحت القطب العالمي الاوحد بعد سقوط الشيوعية رسميا بداية تسعينيات القرن المنصرم، الا ان علوم السياسة ايضا تشير الى ان الامبراطوريية التي تستطيع تغيير شكلها ونمطها وافتعال احداث مستعرة وحروب متفرقة يمكنها ان تعمر اكثر من عقدين من الزمن وعليه رأى مفكروا السياسة الامريكية تغيير طرق واساليب ادارتهم للعالم باشعال الحروب هنا وهناك وتسمية عدو وهمي فكان الاسلام الاصولي.
ولما كانت تجربة الاحتواء في الشرق الاوسط قد لاقت نجاحا باهرا مع تيار القوميين العرب كما اسلفنا وجراء فشل الخيار العسكري في العراق وأفغانستان رأت الادارة الامريكيه تجربة المجرب في التعامل مع التيار الاسلام الاصولي الذي اصبح واقعا لا مناص منه بالبحث عن راية اسلامية معتدلة يمكن تقويضها روجت لتسميتها ب "الاسلام السياسي" فيما الاصوليون لا يؤمنون بالعمل السياسي.. وحتى تكلل هذه التجربة بالنجاح يجب اختيار الزمان والمكان والعنوان اختيارا دقيقا من حيث العوامل الجغرافية والاقتصادية والبشرية والعقائدية، وبما ان التجربة بحسب هذه العوامل لا تصلح في مصر او الجزائر او السودان وقع الاختيار على فلسطين بعنوانها الاسلامي الاكثر جماهيرية والاقل اصولية "حركة المقاومة الاسلامية حماس" خاصة وانها تعد امتدادا طبيعيا لحركة الاخوان المسلمين في مصر، وما هذا الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني وحكومته الإسلامية الا للوصول الى التنازل المطلوب فكلما اشتددت وكبرت تداعيات الحصار كلما اتسعت وتتسع اسقف المطالب اذ أن الوصول الى اعلى سقف من الحصار يؤدي بطبيعة الامور الى اعلى سقف من التنازلات حتى وإن لم تؤتى ثمارها عاجلا.
فالتجربة التي بدأت خطط لها إن نجحت في فلسطين أن تعمم على سائر الاقطار العربية وهكذا يستطيع الغرب والامريكان معا التخلص من الاصولية الاسلامية بيد اسلامية تستطيع دمجها في النظام الدولي، وأما إن فشلت فتجهض في مهدها الاول فلسطين وهو ما يقودنا الى حقيقة أن "الاسلام السياسي" هو خيار امريكي اكثر مما هو مطلب جماهيري



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
- الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
- دعوة للمصالحة أم باب دوار
- وكلاء الاحتلال نبت شيطاني
- -حماس ليست شيطانا.. وفتح ليست ملاكا-
- الكوميديا السوداء في روايات حماس
- سجل يا زمان
- اعلان توبة في الوثنية
- صرخة من أجل الحياة
- طنجرة الحكومة
- ضد الحكومة
- طلب الإنجاز وإنتاج الفعل
- زواج إسرائيل من -فؤادة- باطل
- لبنان لا تهادن
- المؤسسة الأممية والفراغ بين شرقين
- الحرب المتلفزة والإدمان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد زكارنه - الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟