أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مشروع قناة نهرية عراقية – سورية














المزيد.....

مشروع قناة نهرية عراقية – سورية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما استمع لحديث طريق الحرير والافكار الصينية, ترجع بي الذاكرة الى فكرة الأستاذ السوري والتي عرضها سليم مطر في كتابه الذات الجريحة, فكرة لو تمت لغيرت شكل الاقتصاد العالمي, ولأصبح كل من العراق وسوريا قبلة للعالم, ولتشكل منافس اقتصادي حقيقي لاقتصاديات دول المنطقة بل والعالم, وقد تم التعامل مع الفكرة السورية بتجاهل تام, حيث كانت توجهات الحكم ألصدامي بعيد عن أي تخطيط للنهوض, بل جل أفكاره في الطريق الأمثل لديمومة حكمه, أم الجانب السوري فكان يدرك ممانعة النظام العراقي, مما جعلهم لا يهتمون بها, لان الفكرة لا تتم ألا باتفاق الدولتين.
الفكرة تتمثل بشق قناة نهرية لحركة السفن العملاقة, تمتد من سواحل سوريا على البحر المتوسط إلى شواطئ الخليج العربي في البصرة.
عندها ستكون حركة سفن أوربا أسهل وأسرع للوصول إلى النفط, وتصبح تجارة الصين واسيا بصورة عامة تمر عبر العراق وسوريا باتجاه اوربا, ويتشكل خط ملاحة تجاري جديد يلغي أهمية قناة السويس, بسبب الفرق في المسافة, وضمن فكرة الأستاذ السوري أن يتم استغلال ضفتي القناة من العراق إلى سوريا, ببناء مدن سياحية وفنادق ومدن ملاهي ومراكز تجارية وأراضي زراعية, حيث تتشكل نهضة اقتصادية وزراعية وسياحية واجتماعية للبلدين.
لكن معوقات الفكرة كثيرة, ومن أهمها:

• الفوضى الداخلية للبلدين
يعيش العراق منذ عقود طويلة حالة من عدم الاستقرار, بسبب الصراعات السياسية, وتواجد العصابات الإرهابية, بالإضافة للفساد الكبير الذي ينخر في جسد كل مؤسسات الدولة, مما عطل أحلام العراقيين بحصول نقلة في حياتهم, ولهذه العوامل العديدة يتحول أي حلم إلى كابوس, خصوصا مع تواجد طبقة حاكمة لا يهمها ألا مصالحها.
أما سوريا فهي تعيش ظرف شديد التعقيد, بعد سنوات الحرب الطويلة, فالبلد محطم, والعصابات إرهابية تسيطر على بعض الأرض, وهنالك عامل إقليمي داخل في الساحة السورية بالفعل, كل هذه الأمور تجعل كل الأحلام مؤجلة إلى فرصة تاريخية أخرى.
قد يتحقق الحلم في زمن أخر مع شخوص آخرين, أما ما موجود ألان من ساسة, فلن يكونوا جزءا من أي الحلم.

• رفض دول الإقليم
بعض دول الإقليم تمثل عقبة كبيرة أمام أي جهد للنهوض والأعمار, فالسياسة السعودية والقطرية ترفض المشاريع الكبيرة للدول ألأخرى, والتي قد تكون بوادر تغيير ايجابي لدولة ما, لأنها طامحة للانفراد بتفوقها الاقتصادي, وهي ترغب بإبقاء العراق وسوريا بحاجة دوما للأخر, فلا يسعدها هكذا مشروع عملاق, وكان نهجهم المعروف ضد العراق وسوريا, داعم لأي عنف أو فوضى وسعت بكل جهد كي لا يستقر البلدين, وهذا النهج مستمر وسيكون معوق حقيقي ودائم أمام الحلم الكبير.
وقد كان على الساسة في العراق وسوريا التوصل لتفاهمات ايجابية بعد 2003 مع دول الخليج المؤثرة مع تركيا ليبعدهما عن منطقة العداء مع القوى العالمية, فالسلام ممكن أن يتحقق عبر حزمة مصالح, والجلوس في مفاوضات حقيقية, وفهم وأدراك لمطالب الأخر.

• الموقف الإسرائيلي الخفي
منذ وعد بلفور في بدايات القرن الماضي, والحرب مشتعلة بين العرب واليهود, وكانت مواقف إسرائيل دوما ضد إي سعي لنهضة عربية وخصوصا العراق وسوريا ومصر, لكن الغريب في العشرين سنة الأخيرة كان صوت إسرائيل ضعيفا, فهل يعني أنها اتجهت للسلم؟
الحقيقة أن هنالك من يقوم بما تريده إسرائيل, وهو الشروع بتدمير العراق وسوريا ومصر, فالعصابات التكفيرية المدعومة إقليما من القوى العظمى, قد فعلت أكثر مما فعلته إسرائيل طيلة حروبها مع العرب, ولهذا اتجهت للصمت, مع أن هنالك كلام كثير وتسريبات إعلامية عن دور إسرائيلي سري, ودعم غير مباشر لهذه الجماعات التكفيرية التي تحارب في العراق وسوريا, أي أن حربها ضد العرب لم تتوقف.
إسرائيل تعارض أي نهضة حقيقية للعراق وسوريا, وكل المصائب التي جرت على البلدين, كانت لإسرائيل يد فيها, فإسرائيل احد العوامل الخطيرة أمام شعوب المنطقة, لذا يعتبر الحلم صعب تحققه مع وجود كيان خطير كإسرائيل, يعلن العداء ويستمر في نهجه المسموم.

• موافقة الدول العظمى
المشروع كبير ويهم الدول الكبرى, لذا الحصول على موافقة هذه الدول أمر يجعل الأمور متيسرة, لكن كان سلوك الساسة في العراق وسوريا, في تصعيد مستمر ضد أمريكا, فالفكرة لن تتحقق مع استمرار النهج المعادي لأمريكا, لأنها ستبذل كل جهودها لمنع تحققها, فقط لان سوريا رفضت المشروع القطري لنقل الغاز عبر أراضيها, ووافقت على المشروع الإيراني لنقل الغاز عبر أراضيها, مما دفع دول كبرى للسكوت أمام دخول الإرهابيين لسوريا, وعمليات التدمير الوحشية التي مارسها الإرهابيين, بل أخذت صبغة عالمية بان ما يجري في سوريا هو ثورة ضد الدكتاتورية.
المشاريع الكبرى تحتاج قادة حكماء, يفهمون طبيعة النظام العالمي, ويعرفون الطريق لكسب ألأحلام, ويخططون لكيفية كسب قضايا الوطن, عبر سياسة الاحترام المتبادل, والشراكة في المشاريع الاقتصادية, والدعم المتبادل, فالعداء يجر الويلات ولا يكسب حق ضائع.

• الثمرة
الفكرة كبيرة جدا وتصل إلى حد الخيال, وهي ممكنة التحقق لكن بشروط, وهي:
الأول: استقرار البلدين وسيادة القانون.
ثانيا: انتهاج سياسة داخلية حكيمة للبلدين.
ثالثا: تحقيق وحدة سياسية اقتصادية بين البلدين.
رابعا: تغيير السياسة الخارجية بما يخدم مصالح البلدين.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
- تاريخ المنتخب العراقي عام 1990
- مطلبنا: مساواة العطاء الحكومي بين جميع الموظفين
- اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
- شبح الرقيب وقلق الكاتب
- اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا
- دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية
- المغزى من حفلات توقيع الكتب
- شهادات عليا مضروبة من بيروت
- الصلح السياسي بين إيران والسعودية
- فوضى الشوارع ومحنة صعود الباص
- اسباب الفشل العراقي في تصفيات موسكو 1980
- اسبوع المعارض الفنية في بغداد
- الدكتاتورية والسرد الروائي
- قراءة لفيلم : الشيطان يرتدي برادا
- شارع الموت بين الكمالية – حي النصر
- كلاسيكو العراق ومطب المدرب المحلي
- جحيم ارتفاع اسعار المواد الغذائية


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مشروع قناة نهرية عراقية – سورية