أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية - 6 -















المزيد.....

جيوسياسة الانقسامات الدينية - 6 -


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 06:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الإسلام في إفريقيا- ما وراء ظاهرة الجهاد؟"

يرى بعض الباحثين الغربيين وفيما يسمونه بـ "مسألة أسلمة إفريقيا جنوب الصحراء" مسألة أساسية في القرن الحادي والعشرين بسبب التركيبة السكانية للمنطقة. كما يثيرون مسألة عولمة الحقائق الدينية وعلاقة المسلمين بالسياسة والدولة. إنهم يدعو إلى رؤية منطقية في مواجهة تعقيد التطور الأخير لما ينعتونه بـ "الإسلام الأفريقي" . ويعتبرون أن الجماعات الجهادية تسبب العديد من الضحايا بين المسلمين أنفسهم ويطالبون بإعادة الجهاديين إلى "الطريق الصواب"" علما أنهم ينبهون إلى ضرورة تجنب الوقوع في شراك باعتبار التعقيد لظاهرة الإسلام والمسلمين في إفريقيا جنوب الصحراء.

بلغة الأرقام من الواضح أن المسلمين السود يتزايد عددهم بسبب تزايد عدد السكان. إنهم يكادون اليوم أن يشكلوا ربع المسلمين في العالم. ولكن ، كما هو الحال في القارات الأخرى ، زادت أيضا نسبة "غير المؤمنين واللادينيين" بشكل كبير.

يرى جملة من المؤرخين، أن الفترة الاستعمارية كانت مواتية للديانات السماوية على حساب المعتقدات العتيقة المرتبطة بالأرواح. وقد اعتمدت السلطات الاستعمارية في الكثير من البلدان على النخب الإسلامية في تدبير الشؤون اليومية للساكنة. ومن ناحية أخرى ، كان اختلاط السكان في صالح تطور الإسلام ، الذي قبل تعدد الزوجات والعبودية ( لا سيما في شقها المرتبط بخدمة العائلات والخدمات المنزلية).

كما أنه لوحظ، أنه غالبًا ما يكون لدى السكان المسلمين أطفال أكثر من المسيحيين، وتزايد عدد المدارس القرآنية، والمساجد و القدوم على القيام بمناسك الحج والتوجه إلى مكة...

كما أن المسلمين استفادوا مما وفرته العولمة من أمكانيات هائلة للتواصل، والتي استخدموها لخدمة مساعيهم. وقد صدرت جملة من الأبحاث اهتمت بتحليل دور و وزن تقنيات المعلومات في نشر الرسائل الدينية وتبادل المعلومات العقائدية.

فإذا كان الإسلام يأتي تاريخيًا من العالم العربي، فقد أصبحت العلاقات أكثر توتراً في فترة ما قبل الاستعمار، وتقوى حضور بعض الطرق الصوفية وتنامى وزنها في بعض المجتمعات الإفريقية وتكاثر مريدوها وتقعد انتظام مناسبات لقاءاتهم في أماكن محددة باستمرار.

هذا، علما أن فكرة مركزية العالم العربي (الإسلامي) ظلت تكرس اعتبار أفريقيا جنوب الصحراء امتدادا أو هامشًا للإسلام. لطالما اعتبر الأفارقة أنفسهم حفدة العبيد الذين انتشروا في العالم بعد تهجيرهم قسرا . كما طور الأفارقة "مذاهبهم" و"تفسيراتهم" للقرآن ، على يد أئمة من أبناء جلدتهم. مما قد يفسر مدى تعقيد التبادلات وتداول الأفكار بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا جنوب الصحراء. ولاشك أن الحج إلى مكة لعب دورًا رئيسيًا في إنشاء طرق التجارة قبل القرن التاسع عشر.

الوهم ... الحقائق

لا تخفى على أحد اليوم العلاقة الوطيدة بين الإسلام والسياسة ، لطالما كان للإسلام صلات حيوية بالسياسة، فتاريخ الإسلام المبكر يؤكد الطبيعة السياسية الأساسية لدين الإسلام لكن بدون رجال دين ("حراس الهيكل") وقتئذ، خلافا لما هو عليه الحال اليوم. لقد ارتبط الدين ارتباطًا وثيقًا بالسلطة السياسية، إذ على امتداد التاريخ غطت الخلافة كل طموحات السلطة ، بما في ذلك الطموحات الاقتصادية والثقافية والسلوكية.

على الصعيد الإفريقي نسوق هنا مثالا: من بين أمور أخرى ، هناك مثال على الصراع بين حكام "بورنو" (1) و"سونغاي" (2) . في إفريقيا ما قبل الاستعمار ، أثر الإسلام على أشكال الدولة ، لا سيما في المناطق المتأثرة اليوم بالحركات الجهادية ("ماسينا" في مالي). وفي القرن التاسع عشر أبدى الإسلام معارضة للاستعمار الذي كان موقفه تجاه الإسلام غامضًا في كثير من الأحيان: محاربة الإمارات الساحلية ولكن احترام الديانة التوحيدية التي يمكن الاعتماد عليها في نظر المستعمر أكثر من الوثنيين، مما خلق معا حالات مقاومة وحالات تعاون مع المستعمر.
-------------------------------------------------------------
(1) - مملكة "كانم" ، التي ستصبح مملكة "كانم- برنو" في القرن الثاني عشر ، والتي تأسست منذ القرن الثامن في شمال تشاد الحالي ، أسلمت في القرن التاسع. كان قادتها من بين الأوائل في إفريقيا جنوب الصحراء الذين اعتنقوا الإسلام.
(2) - كانت إمبراطورية "سونغهاي" في البداية مملكة صغيرة تمتد من نهر النيجر حول مدينة "جاو" الحالية. في القرن السابع ، أصبحت مملكة "جاو" تابعة لإمبراطوريتي غانا ومالي. بلغت إمبراطورية "سونغاي" أوجها خلال القرن الخامس عشر ، و امتدت على جزء من النيجر ومالي ونيجيريا الحالية.
----------------------------------------------------------

كانت حركات الاستقلال مسيحية في حين كان المسلمون أكثر تحفظًا. هذا هو الحال بشكل خاص في إفريقيا الناطقة بالفرنسية حيث تتناغم قوافي الاستقلال مع العلمانية أو حتى الاشتراكية، كما هو الحال في السنغال، حتى لو كان للمسلمين هناك دائمًا علاقات وثيقة مع القوى السياسية. ومنذ نهاية الحرب الباردة، وفرت "الأيديولوجية الدينية" للإسلام إطارًا لفهم العالم.


صعود الإسلام السياسي في نهاية الحرب الباردة: "النزول إلى الجحيم"

فالإسلام السياسي ليس بجديد على عكس ما يزعمه بعض المحللين. تبين التطورات السياسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ تسعينيات القرن الماضي تراجع أنظمة الحزب الواحد والديكتاتوريات العسكرية ، مما سمح بتنمية الجمعيات الخيرية والسياسية المدعومة من الإسلام - على سبيل المثال في كوت ديفوار والكاميرون ومالي وبنين وموزمبيق . وسمح الانفتاح على نظام التعددية الحزبية بولادة العديد من الأحزاب السياسية الإسلامية ، ولكن دون نجاح حقيقي ، إذ أعلنت معظم البلدان نفسها علمانية رسميًا في دستورها (السنغال والنيجر) . يتم التركيز على جمهوريتين إسلاميتين: موريتانيا - حيث لا يوجد للأحزاب الإسلامية حضور مأثر في الحكومة- والسودان ، حيث أن تقسيم عام 2011 مع الجنوب ، بشكل متناقض ، وضع حدًا للنظام الإسلامي في الشمال.

هناك فرق بين الجهاد الساحلي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، والذي ، على الرغم من غياب الدول الحديثة ، كان له وزن حقيقي في تنظيم المجتمعات على مساحات شاسعة من جهة، ومن جهة أخرى "الجهاديين" المعاصرين الذين هم مجموعات غالبا غير محكمة التنظيم، ودون امتلاك مشروع مجتمعي حقيقي ، ويضلون يشكلون معارضة للدول التي تقاوم محاولاتهم لأسلمة الأنظمة السياسية ("بوكو حرام" ، "الشباب الصوماليين").


عنف الجهاديين: بين الخضوع والعصيان - نبذة مختصرة عن تاريخ الجهاد في إفريقيا-

المختلفة لكلمة "الجهاد" تفسيرات مختلفة منذ بدايات الإسلام. وهناك جملة من الصراعات في إفريقيا ضد "المسلمين السيئين" الذين تحولوا بشكل سيئ من القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر ، ومن الأمثلة: الجهاد "الفولاني" peul - - تحت إمرة الحاج عمر التل (3) الذي أنشأ إمبراطورية "توكولور" وإمبراطورية "عثمان دان فوديو" (4) ( خلافة "سوكوتو"). علما أن الحركات "الجهادية" الحالية تقع في نفس المناطق: منطقة "دوري" في "بوركينا فاسو" على سبيل المثال.
-----------------------------------------------------
(3) - حاكم وأمير حرب وعالم مسلم وزعيم جماعة "التيجانية الصوفية". وُلِد بين عامي 1794 و 1797 ، وأسس إمبراطورية توكولور الإسلامية في ما يُعرف الآن بغينيا والسنغال وموريتانيا ومالي. في البداية كان من أتباع القادرية ، تم اعتنق التيجانية و لعب دورًا رئيسيًا في انتشارها في النيجر ومالي وموريتانيا والسنغال . اختفى في ظروف غامضة سنة 1864.
(4) - (1754 -1817 )، مصلحً ديني وكاتبً وعالم مسلم من جماعة القادرية الصوفية.
------------------------------------------------------

إذا كان وصول المستعمرين الأوروبيين وضع حدًا للدول الجهادية ، فقد ظل الدين الإسلامي، عموما، عنصرًا من عناصر الاحتجاج المناهض للاستعمار. فإذا لم يتم طرح الإسلام - بشكل بارز - في حركات التحرير والتحرر وفي معارضة ما بعد الاستقلال ، فإنه غالبًا ما يكون كامنًا (النيجر ، الطوارق في مالي ، الجبهة الوطنية لتحرير تشاد (5)) . وأتاح وصول الإسلاميين إلى السلطة في إيران (الثورة الخمينية) ثم سقوط الاتحاد السوفيتي تطوير واتساع نفوذ "الأيديولوجية الإسلامية".
----------------------------------------------------------
(5) - الجبهة الوطنية لتحرير تشاد - Frolinat - هي حركة مسلحة تشادية تأسست في 22 يونيو 1966 في السودان من قبل "إبراهيم أباتشا" حاربت النظام الجنوبي الذي اتهمه بالتمييز ضد السكان المسلمين في الشمال والوسط والشرق.
-------------------------------------------------------------------
______________________________ يتبع _________________________



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترتيبات الأمنية لأوكرانيا مستقبلا - 1 -
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 5
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 4
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 3
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 2
- جيوسياسة الانقسامات الدينية 1
- جرائم في حق أطفال أوكرانيا
- -الإسلام في إفريقيا- ما وراء الجهاد؟-
- موسكو تشن حربا أخرى في الداخل
- ما هي مكانة الفضاء في الاستراتيجية العسكرية الروسية؟
- -ثقافة الإلغاء-
- -بايدن- يوقع على ميزانية إنفاق 1.7 تريليون دولار، منها 3.8 م ...
- الامم المتحدة تطلب من محكمة العدل الدولية التفكير في -الاحتل ...
- القضية الديموغرافية: سكان إسرائيل في فجر 2023
- تكلفة الحرب: الاقتصاد الروسي يواجه عقدًا من التراجع
- سوق السلاح في الشرق الأوسط
- هل يستطيع صندوق الحرب الروسي الصمود ؟
- -بريغوزين- ضد حاكم بطرسبورغ: ما يكشفه الخلاف عن قوة روسيا
- المجتمع المدني العالمي في عصر جيوسياسي: ملاحظات أولية
- تحول نوعي: العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بعد الحرب في ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرزوق الحلالي - جيوسياسة الانقسامات الدينية - 6 -