انقذوا منظمة (روبمي) قبل ان تفقد مؤهلاتها

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 02:47
المحور: المجتمع المدني
    

تعرضت المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (ROPME) إلى انتكاسات خطيرة ومتلاحقة بعد رحيل رائدها الدكتور عبد الرحمن العوضي رحمه الله. فتكاثرت عثراتها وهفواتها وإخفاقاتها، ثم اصبحت مرتعاً للمنتفعين والمتكسبين والباحثين عن الشهرة والألقاب والنياشين حتى ابتلعتها البيروقراطية المقيتة، لتلفظ انفاسها في الكويت من دون ان يكون لها أي دور فاعل فوق مسطحات حوض الخليج العربي، خصوصا بعدما صارت حكراً على غير المؤهلين، وربما يندهش أصحاب الاختصاص في العراق والبحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان والسعودية إذا علموا ان امينها التنفيذي الحالي كان مستشارا طارئاً لدي الدكتور العوضي لفترة من الزمن، وكان يعمل في المنظمة بعقد وبأجر مالي معلوم، وكان من المفترض تأقلمه مع المنظمة، وتفاعله مع متطلباتها، والمثير للدهشة انه اصبح بعد رحيل الدكتور العوضي قائماً بأعمال الأمين التنفيذي لعامين متتاليين من دون ان يعترض عليه احد، وهو الآن حصانها الأسود بعد ان أصبح امينها التنفيذي بكامل الصلاحيات لمدة طويلة تنتهي في شهر اغسطس من هذا العام (2023)، والمنظمة الآن عبارة عن كيان موميائي متهالك ومتحجر في متاحف الفشل. وبالتالي يحق لنا ان نتساءل: لماذا دعمت دولة الكويت مرشحها مع علمها المسبق بأنه لم يفلح في إدارة هيئة البيئة الكويتية في وقت سابق وبشهادة الجميع من أهل الكويت الخيرين ؟، ومن ثم هل هو جاد ومهتم بهذا الصرح الإقليمي أم بأعمال أخرى ؟. فالمنظمة على حد علمنا بحاجة إلى عمل دؤوب لإحيائها وتحديثها ووضعها على جادة العمل الفعلي. علما أن دولة الكويت قامت بتخصيص أرض ومبنى مهيب، كلفها الملايين من أجل دعم المنظمة، ويعد الآن من صروحها الإقليمية، وهو بحق هدية لا تُقدر بثمن منحتها الكويت لدول المنطقة، على أمل أنها ستخدم الاهداف المرسومة، لكن هذا المبنى الفاخر صار للأسف الشديد عنواناً للبطالة المقنعة، ومأوى لجنسيات مختلفة لا تمت بصلة لأبناء الدول الأعضاء، ولا حتى في التخصصات المرجوة (لا من بعيد ولا من قريب). .
من يصدق ان هذه المنظمة البحرية البيئية ليس فيها متخصص واحد في البيئة أو في البحار ولا في الانهار؟. فهي الآن من اقوى عناوين الركود والجمود والشلل، وليس لها أي دور عملي أو رقابي على الصعيد الإقليمي، ولم تحقق أي خطوة منتجة منذ رحيل عميدها الدكتور العوضي. اما على الصعيد الدولي فهي غائبة تماماً منذ سنوات. .
وقد حاول العراق (باعتباره من ضمن الدول الأعضاء) تقديم الدعم والمساعدة، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل. .
من هنا نناشد القيادات الخليجية الحكيمة، وبخاصة دولة المقر بضرورة انتشالها وتفعيلها وتنشيط محاورها الميدانية. أما إذا تُركت متحجرة في مقرها الأنيق، فانها ستحتفظ بالقشرة الخارجية فقط، من دون ان يكون لها أي دور فاعل. وستكون دول المنطقة هي المتضرر الوحيد والخاسر الأوحد. .
والله من وراء القصد. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات