أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية














المزيد.....


دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لمنظمات الإسلام السياسي دور هام وخطير في نشر خطاب الكراهية حول العالم، ولم يعد خافيا الخطر الذي بات يهدد العالم نتيجة تفشي خطاب الكراهية، من صراع دموي مدمر.. ويعرف خطاب الكراهية بأنه سلوك يحرض على العنف، ويقوض التنوع والتماسك الاجتماعي، ويهدد القيم والمبادئ المشتركة التي تعمل على الترابط المجتمعي، كما أن خطاب الكراهية يثير العنصرية وكره الآخر ، ويجرد الأفراد من الإنسانية، ويؤثر بالسلب على الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والأمن وحقوق الإنسان.
وللكلمات وقع خطير على أمن وسلامة المجتمعات. حيث ان الكلمات يمكن أن تكون سلاحا خطيرا وقد تسبب أذى جسديا جسيما؛ فالكراهية تؤجج الأعمال العدائية وقد لعب خطاب الكراهية دورا هاما في تصعيد حدة العنف والإرهاب والتطرف، وكان له دورا رئيسا في ارتكاب العديد من الجرائم المروعة في العصر الحديث .
فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في تعظيم خطاب كراهية؛ بحيث أصبح منتشرا بشكل خطير عبر الحدود، كما أظهر انتشار خطاب الكراهية ضد الأقليات أن العديد من المجتمعات معرضة بشكل كبير للوصم والتمييز والتنمر .
ومن ثم، أطلق السيد غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية من خلال دعم الدول الأعضاء في مكافحة هذه المشكلة في ظل احترام حرية التعبير والرأي. وقد تم ذلك بالتعاون مع المجتمع المدني ووسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.. فإن العَداء مستمر في العالمين الواقعي والافتراضي، كما أن حملات التّشهير والمعلومات المضلّلة منتشرة بلا هوادة ، حيث يجتاح خطاب الكراهيةُ جميع أنحاء العالم، وتسللت لغة الاستبعاد والتهميش إلى وسائط الإعلام والمنصات الإلكترونية المتعددة.
وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان لمواجهة خطاب الكراهية، وأعلنت يوم 19 حزيران/يونيو يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية. وقال الأمين العام: "ان خطاب الكراهية خطر محدق بالجميع ومكافحته مهمة منوطة بنا جميعا.. وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع خطاب الكراهية والقضاء عليه من خلال تعزيز احترام التنوع والشمول.. وعلى الجميع أن يحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وخطاب الكراهية يغذي الصراع من خلال تفاقم انعدام الثقة بين المجتمعات ويقوّض التماسك الاجتماعي بين المجتمعات التي عاشت معا في السابق في سلام. حيث واجهت مجتمعاتنا أهوالا لا يمكن تصوّرها على أيدي الجماعات الأصولية المتطرفة التي استخدمت أساليب دعاية متقنة وخطيرة لحشد الكراهية.
فلم يعد خافيا مدى تأثير جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش المدمر على المنطقة، وذلك من خلال اللجوء إلى خطاب مليء بالكراهية والدعاية ضد المجموعات العرقية والدينية المختلفة، مثل: مجموعات الإيزيدية والمسيحية بل وضد المسلمين وغيرهم من المكونات الدينية الأخرىواضطهادهم حيث تواجه المجتمعات العربية والإسلامية مستويات معقدة من التعصب وتصاعد الكراهية.
ولطالما استُخدم خطاب الكراهية؛ لتحقيق مكاسب سياسية من خلال نشر خطاب معادٍ موجه ضد المكونات الدينية والعرقية والنساء .. إلخ، حيث إن خطاب الكراهية يضعف المجتمعات ويدمرها، كما يعمل على زرع بذور الخوف والكراهية وانعدام الثقة في نفوس الأفراد والجماعات. فإذا ترك دون رصد ومراقبة، يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف وربما يساعد في تهيئة الظروف الملائمة لإرتكاب جرائم إبادة جماعية كما فعلت تنظيمات داعش وغيرها.. وعادة فإن خطاب الكراهية والعنف ينتشي في سياقات الأزمات المتتالية، فالمسائل مترابطة ومتشابكة، ولا أعتقد أن خطاب الكراهية منفصل عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتكلس الجانب الفكري والمناخ الثقافي الذي يسمح بالحوار والتعدد وقبول الآخر.
وهو ما يتطلب استجابة سريعة ومنسقة من القيادات الدينية وصانعي السياسات والإعلاميين والمثقفين بل وعامة الناس، للعمل على مواجهة خطاب الكراهية والبحث عن الدوافع الرئيسة لخطاب الكراهية، وتقديم كل الجهود لدعم حقوق الإنسان الأساسية ورفض كل أنماط التعبير التي تنشر الكراهية أو التمييز أو العداوة أو تحرض عليها أو تروج لها أو تبررها ضد شخص أو مجموعة، بناءً على الدين أو الأصل العرقي أو الجنسية أو اللون أو النسب أو الجنس أو أي عامل هوية آخر.
وما لم يتم التصدي بحزم لهذا الخطاب، فإنَّه قد أن يؤدي إلى وقوع أعمال عنف وجرائمَ كراهية ضد الجماعات المختلفة. ومع أن بعض التصريحات قد لا تحرض على العنف مباشرةً، فإنها يمكن أن تنشر بذور التعصب والغضب التي تؤدي إلى إضفاء الشرعية على أعمال الكراهية، مثل تكفير الآخر فإنه يعتبر تحريضًا على العنف، فإنه لا يلزم أن تكون الدعوة صريحة إلى استخدام العنف أو التسبب فيه. ولكن أيضًا إلى احتمالية أن يؤدي هذا الفعل إلى العنف.
وتعتبر القيادات الدينية عنصر جوهري في اشعال حرب خطاب الكراهية، وهو مكا يقوض قيم التنوع الديني والتعددية. ومن المؤسف أن نرى مظاهر إساءة استخدام الدين في بعض الأحيان لتبرير الأعمال العدائية والتحريض على العنف. وعلى هذا، فإنَّه من الأهمية بمكان أن تلتزم القيادات الدينية كافَّة على إظهار روح المحبة والتسامح التعاون . ومن الأهمية بمكان أن تضع الحكومات أطرًا قانونية سليمة ومحددة بشأن خطاب الكراهية لمساءلة مرتكبيه، واحترام الكرامة الإنسانية، وحماية الجماعات المهمَّشة، وتحقيق التوازن بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، فرغم ضمانات حرية التعبير إلا ان المجتمع الدولي وضع بعض القيود، مثل: خطاب الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية, أو ما يشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
- جدلية الفكر والتكفير
- الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
- أهمية التكامل الاقتصادي العربي
- العقد الاجتماعي


المزيد.....




- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...
- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية