|
ما يناهز المليون طفل عراقي بمجابهة وقائع (سوق) العمل وساسة الدجل!!!؟
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 17:50
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
اختارت الأمم المتحدة من بين أيامها لتنشيط العمل بميدان أو آخر يوماً عامياً لمكافحة عمل الأطفال ومذ انطلق دأبت على التعريف بالموضوع والدفع لبذل أفضل الجهود في مكافحة وقائع الاستغلال التي يتعرض لها الطفل والطفولة بكثير من بلدان العالم.. ولأنّ المجتمع الدولي يدرك خلفية أو سبب الاستغلال وارتباطه مباشرة بتحقيق العدالة فإن موضوع المناسبة لهذا العام جاءت بعنوان: "تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع. إنهاء عمل الأطفال". إنَّ مجمل مهام الأيام العالمية تكمن في تسليط الضوء على القضية المختارة وفي هذا اليوم، 12 يونيو حزيران يجري لفت النظر لتحفيز الكفاح الإنساني ضد تشغيل الأطفال بخاصة هنا التشغيل الجائر في ظروفه ما يستغلهم ببشاعة ويشوه طفولتهم ويصادر حقوقهم! لكن القناعة الأممية تظل واقعية المنحى والمنهج؛ إذ أكدت التجاريب البشرية على أنّ عمل الأطفال إنما ينجم عن اختلال هيكلي في بلدان التخلف وفي فرص العدالة الاجتماعية ما دفع لاختيار شعار العام ومستهدفاته بضرورة تجقيق العدالة الاجتماعية تمكينا للمجتمعات وطبقاتها الفقيرة حصرا من الدفاع عن الطفل ومنع تشغيله غير المنصف.. وفي ضوء تلك الغاية الإنسانية النبيلة دعت الأمم المتحدة في هذا اليوم العالمي لمكافحة عمال الأطفال إلى: "إعادة تنشيط العمل الدولي لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولا سيما في ظل التحالف العالمي المتوخى لتحقيق العدالة الاجتماعية، مع اعتبار إنهاء عمل الأطفال أحد عناصره المهمة" وإلى "التصديق العالمي لاتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام، التي ستتيح — جنبا إلى جنب مع اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 بشأن حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها، التي صُدّقت في عام 2020" وذلك لتلبية "الحماية القانونية لكافة الأطفال في كافة أشكال عمل الأطفال"... وتنفيذا لإرادة الشعوب في تجنيب الطفل والطفولة ظاهرة العمل المجحف بحقوقهم فإن النداء الإنساني يستهدف اليوم إنهاء هذه الظاهرة التي منعتها العهود والمواثيق والاتفاقات الدولية المتخصصة بالقضية، بكل ما تعلق ويتعلق بالأطفال والطفولة. لقد تفاقمت ظاهرة عمالة الأطفال عراقياً حتى باتت تشكّل خطراً محدقاً بمستقبل عموم الأطفال القريب منه والبعيد. إننا ندرك حجم الآثار الاجتماعية والتفسية سواء المباشرة على الأطفال أم على المجتمع حيث تنتفي منظومة القيم السامية والإحساس بالمسؤولية في رعاية الطفل والطفولة وأبعد منها تنهار العلاقات السرية والمجتمعية أو تتشوه وتظهر تحولات بلا منتهى فيها من سيء إلى أسوأ.. ونفسيا تنمعكس إحبباطات وانكسارات في بنية شخصية الطفل ما يدفعه لردود فعل سلبية كثيرة سواء تجاه ذاته أم تجاه محيطه وروابطه ببيئته الاجتماعية وكثيرا ما أدى هذا إلى ولوج عوالم غير سوية وربما بعضها كانت ظزتهر خطيرة أخرى مثل أطفال الشوارع والمشردين منهم في ضوء الانهيارات التي تحدث بحركة كحركة أحجار الدومينو... إن الحركة الحقوقية العراقية ومعها الحركة الوطنية الممثلة لتطلعات الشعب في إنفاذ برامج التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية هي ما يلزمنا الالتفات لتبنيه بصورة فاعلة ناشطة وتحفيز أرضيته المجتمعية.. بخلاف ترك الأكور على عواهنها في توهان وسط اتشغالات بأولويات لقمة عيش مادية بوقت ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. إن أطفال العراق يقعون اليوم بتقسيمات أضعفها وأقلها حجما تلك الطفولة المكتفية ماليا ماديا ولكنها أيضا المشوهة قيميا روحيا والحال فإن نسب توزع أطفال العراق تقع بين المشرد من أطفال الشوارع والنازح والمهجَّر وفيهم تطفو ظاهرة عمالة الأطفال في ميادين لا تتلاءم وأعمارهم ومحددات علاقاتهم بالعمل... هناك بتلك المنطقة يكون الابتزاز بوحشية أنماط العمل وتعسفها وتعقيدات مصاعبها الجمة فضلا عن قسوة ظروفها ومعاييرها المخصوصة بالكبار وبتوصيفات بعينها منهم! من هنا كان لابد من تعزيز رقابة حقوقية لمنظمات تخصصية لا تتشكل ولا تعمل على أساس (خيري) من بوابة الصدقات والتعطف على هذه الفئة والمرور عبر ذلك نجو منفاذ استغلال أخرى!! إنّ قضية عمالة الأطفال بتلكم الصورة التي حظرتها القوانين والعهود والاتفاقات الدولية الأممية يجب أن تنتهي بخاصة مع ظروف واردات كبيرة للعراق الغني بموارد ثرواته الطبيعية.. وأول الأمر يكمن في الارتقاء بمنطق توزيع عادل للثروة وتحسين ظروف طبقات الشعب الفقيرة مع تخصيص: 1. ميزانية لمجانية التعلين حتى نهاية التعليم المدرسي الثانوي. 2. قروض ميسرة خاصة بمتابعة التعليم الجامعي. 3. موازنات تجعم الضمان الصحي المجاني للأطفال تحجيجاً. 4. موازنات للأنشطة الاجتماعية والترفيهية عبر دعم الأسر باختلاف ظروفها. 5. اهتمام جدي مسؤول بقضايا نمط اشتغال الأطفال بميادين محسوبة ومتناسبة لمراحل عمرية متعددة. 6. منح جمعيات الطفل والطفولة كل أشكال الدعم المؤملة ومنها تبني مبادرات رعاية الأنشطة الإبداعية والمجتمعية أسوة بما يضارع المجتمعات الأخرى وأطفالها مثال برلمان الطفل العراقي. 7. إنجاز وثائق حماية الطفل والطفولة بصورة منهجية تحميهم من أنماط العمل الجائر وتضعهم تحت رعاية تتناسب ووجودهم الإنساني مع تطبيق فوري للقوانين المرعية محليا وطنيا وأمميا دوليا ونحن نطالب هنا المنظمة الدولية بالنظر لظروف غير طبيعية للعراق أن يكون لها مراقب أممي عراقيا وبفاعلية تستطيع رصد الانتهاكات وعدم الإصغاء لخطابات الإنجاوات الوهمية لقوى الحمن بخاصة بنهجها الفاسد المفسد.. فهلا تذكرنا أمهات أرامل بلا معيل ولا إعالة ما يقذف بأطفالهن إلى اسواق العمل حد تسميتها بحق أسواق نخاسة لاتجارها بهم!؟ هلا تذكرنا أطفال النزوح والتهجير القسري وحتى العائلدين كرها وقسرا بلا مأوى فعلي وما يفرض عليهم من قسوة الاضطرار للعمل المجحف!؟ هلا تذكرنا فئات مسحوقة من طبقات الفقر المدقع كيف تحيا وأدركنا حجم من تضطرهم للعمل من الأطفال في ظروف سوق العمل المعقدة والمنظومة القيمية السلبية المتدنية وكيف تسحق الأطفال بشروطها!؟ إن أطفال العراق باتوا مشروع انتهاك لقيم الحياة الإنسانية الكريمة بلا من ينقذهم ويفكر بهم وإذا كان هذا ينطبق على الأطفال الذكزر فإنه أقسى على الأطفال الإناث وتلكم مشكلة معضلة أخرى.. فلنتفكر ونتدبر ولننته من قشمريات طروحات ساسة الدجل ومنطق سن التكليف ومواعظه ةادعاءات تبني حيوات الفقراء وأطفالهم فيما هم زعماء ميليشيات الحرب والغيلة والابتزاز ببلطجة بلا حدود يوغلون بتشغيل بحقول توزيع المخدرات وزراعتها والسرقة والتسول وغيرها من الأعمال المخلة!!! لكم التعليق بموقف البراءة من هذا الواقع المؤسي فلا حياة لشعب يمرر بصمت مثل هذي الجرائم المرتكبة بحق حاضر الأطفال وسرقة مستقبلهم مبكرا ومسبقا
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطفل والطفولة في العراق بين انتهاك الحقوق وتطلعات الحماية و
...
-
حوار إعلامي بشأن أحداث مخمور
-
هل انتهاك حصص العراق المائية بسبب التغير المناخي أم القرار ا
...
-
الفنان قاسم الساعدي يتألق في أمستردام وسط معارض التشكيل المع
...
-
بشأن السياسة التركية المائية تجاه العراق وخاصة بمرحلة الانتخ
...
-
المحاصيل الاستراتيجية بين الاهتمام المفترض والاستهداف
-
الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟
-
بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على
...
-
ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت
...
-
ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا
...
-
عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع
...
-
تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم
...
-
في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه
...
-
زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي
...
-
تهنئة بالعيد التاسع والثمانين للحزب الشيوعي العراقي
-
رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2023 من وحي واقع المسرح العرا
...
-
معالجة موجزة في مخاطر منطق التلقين وضرورة التوجه الحداثي الم
...
-
اليوم العالمي للمرأة بين تهنئتها باعتراف أممي بعيد لإنصافها
...
-
اليوم العراقي للمسرح 24 شباط
-
الشعب يرفض مسودة لائحة تنظيم المحتوى الرقمي لأنها منصة تفتح
...
المزيد.....
-
إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
-
عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|