|
عن ( الشورى الاسلامية ، سورة الكوثر )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7639 - 2023 / 6 / 11 - 21:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ما هو تفسير هذه الاية ( فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ) لان اهل التراث دائما يحتجون بها ويقولون لا يجب ان تخالف اوامر ونواهي النبي في الاحاديث والا سنكون خالفنا امر الله لان الاية عامة وشاملة جميع اوامر ونواهي النبي هكذا يقولون . إجابة السؤال الأول : 1 ـ هذه المواشى السلفية تعتقد فى اسطورة الاجماع ، بينما هم فى خلاف وشقاق على مستوى أديان التشيع والسنة والتصوف ، وعلى مستوى الطوائف ( فى التشيع ) والمذاهب ( فى السُنّة ) والطرق ( فى التصوف ) . ويصل الخلاف فى الصفحة الواحدة من كتبهم من الفقه والحديث والتفسير واللاهوت ( علم الكلام ). ينسون أن ابن حنبل قال ( من إدعى الاجماع فى شىء فقد كذب ، وما أدراه أن الناس إختلفوا وهو لا يعلم . ) . من تخلفهم العقلى إيمانهم أن هناك إجماع هو ( الأمر الجامع ) وهو المراد بقوله جل وعلا : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ (62) النور ) يعنى الأحاديث التى أجمعت عليها أمتهم . لو قُدّر لحمار وحشى مخطط أن يعرف القراءة العربية لأدرك أن الآية الكريمة لا شأن لها على الاطلاق بأحاديهم المفتراة فى العصر العباسى بعد موت النبى محمد عليه السلام . 2 ـ الآيات الأخيرة من سورة النور هى عن فرضية الشورى بمعنى الديمقراطية المباشرة بمفهوم عصرنا . ولنا كتاب منشور هنا عن الشورى الاسلامية ، وكونها سبقت الديمقراطيات الحديثة النيابية التمثيلية ، وحتى الديمقراطيات المباشرة ، حيث بدأ تطبيقها فى وجود نبى يأتيه الوحى ، وحيث أنه متجذرة فى عقيدة الاسلام ، وأنها فريضة تعبدية ، وليست مجرد تشريع بشرى . 3 ـ ونعطى لمحة سريعة عن الشورى الاسلامية ( الفريضة الغائبة ) : 3 / 1 : فى عقيدة الاسلام 3 / 1 / 1 : فالله جل وعلا وحده هو الذى لا يُسأل عما يفعل ، وهذا هو الفارق بينه وبين المخلوقات . قال جل وعلا : ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) الأنبياء ). 3 / 1 / 2 : النبى محمد كان مأمورا بالشورى ، قال له ربه جل وعلا : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) (159) آل عمران ). الذى يستنكف الشورى يرفع نفسه فوق مستوى النبى محمد عليه السلام . 3 / 1 / 3 : يحتل فرعون جانبا هاما فى القصص القرآنى ، وهذا للتأكيد على أن المستبد يصل به إستبداده الى زعم الالوهية ضمنا أو صراحة . 3 / 2 : الشورى فريضة تعبدية كالصلاة والزكاة المالية . ونزل هذا فى مكة قبل أن تقوم للمسلمين دولة . قال جل وعلا فى وصف المجتمع المسلم : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) الشورى) . ونلاحظ : 3 / 2 / 1 : مجىء الأمر بالجملة الإسمية : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ َ ) وهى تفيد الأمر اللازم مثل : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران ). 3 / 2 / 2 : عمومية الأمر ليشمل كل أمر يهم الناس ، وعمومية المشاركين فى الشورى رجالا ونساءا على قدم المساواة ، وعمومية التطبيق من الأسرة الى العمل الى الشأن العام ، أى تكون الشورى ثقافة حياة . كل ذلك جاء فى غاية الاعجاز والايجاز فى قوله جل وعلا : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ). 3 / 2 / 3 : جاءت الشورى بين فريضتين هما الصلاة والزكاة المالية : ( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ). وهذا يعنى أن الشورى الاسلامية هى الديمقراطية المباشرة ، لا ينوب فيها أحد عن أحد ( الديمقراطية النيابية ) ولا يقوم أحد ممثلا لأحد ( الديمقراطية التمثيلية ) . ففى الصلاة وفى الزكاة لا توجد إستنابة ، لأن الصلاة والزكاة المالية ــ وكذلك الشورى ـ فريضة على كل فرد بشخصه . 4 ـ سورة النور من أوائل ما نزل فى المدينة وفيها تشريعات إجتماعية وسياسية وعقابية . وفى نهاية السورة قال جل وعلا فى تصحيح لخطأ كان يحدث فى تطبيق فريضة الشورى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64) النور ). ونلاحظ : 4 / 1 : أن مجالس الشورى كان يُنادى عليها ليجتمع كل الناس رجالا ونساءا ، لأنها ( أمر جامع ) . 4 / 2 : كان هناك من يتسلل ، ومن يتخلف بعذر أو بدون عذر . ولأن الحضور فرض اسلامى فنزلت هذه الآيات بالتحذير والتهديد . أخيرا 1 ـ تم تجاهل فرضية الشورى منذ عصر الخلفاء الفاسقين ، وتعايش المحمديون مع فراعنة من خلفاء وسلاطين وملوك ورؤساء ، كل منهم يزعم الألوهية صراحة أو ضمنا . 2 ـ فى عام 1992 أصدرت ندوة الأزهر بزعامة د عبد الغفار عزيز بيانا نشرته جريدة ( النور ) يفتى بقتلى وقتل د فرج فودة ، بسبب إعلاننا تأسيس حزب المستقبل . وتأسيسا على هذه الفتوى إغتالت ( الجماعة الاسلامية ) د فرج فودة ، وإعترفوا فى الاذاعة البريطانية بأن الاغتيال جاء تنفيذا لفتوى ندوة الأزهر . الذى يهمنا هنا أن هذا البيان شدّد على قتلنا مستشهدا بتلك الآيات الكريمة فى سورة النور . 3 ـ هؤلاء السلفيون هم عبيد الاستبداد . السؤال الثانى : يقول الله جل وعلا للنبى : ( فصل لربك وانحر) هل المراد بها الاضحية في العيد الاضحي ؟ إجابة السؤال الثانى : سورة الكوثر من أوائل ما نزل من القرآن الكريم ، وتعطى لمحة عن معاناة النبى من شانئيه وأعدائه بعد ما بدأ تبليغ الدعوة بالقرآن الكريم ألذى أعطاه الله جل وعلا . ومذكور فيها ( الكوثر )، وهو من أسماء القرآن الكريم الذى ، مثل ( الفرقان والكتاب والذكر والحكم والنعمة ) ( الكوثر / القرآن ) أعطاه الله جل وعلا لخاتم النبيين ، عليهم جميعا السلام . وعليه مسئولية القيام بهذه النعمة أن يصلى وأن ينحر صدقة لربه جل وعلا شكرا على نعمة ربه جل وعلا . وأن من يعاديه بسبب القرآن الكريم فهو ملعون مقطوع أبتر .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبل الزواج : ــ الصداق
-
عن ( رهق / الثقافة السمعية / ذرية ابليس )
-
قبل الزواج :ــ الولي في عقد النكاح
-
ما هو الفرق بين كلمتى ( بيان ) و ( بلاغ ) فى القرآن الكريم ؟
-
قبل الزواج : رضى المرأة بالزواج :
-
عن ( إنعامات البشر / شقق الجنة / باخع / مزدجر / إنشقاق القمر
...
-
قبل الزواج : ( الخـطـبـة )
-
( الوزارة بين القرآن وتاريخ المسلمين / ليس ابنى / كفر واحد ق
...
-
لمجرد التذكرة : التقدم للخلف : ( نكاح الشياطين لنساء المسلمي
...
-
عن ( إنتقل لرحمة الله / كتاب المجرمين / أعدّ و إعتدّ )
-
رسالتان عن ( زواج الجيرل فريند ) وحتمية ( العدّة ) قبل أن تت
...
-
عن ( السمع قبل البصر /عبادة قريش / الحق والباطل / قرة عين /
...
-
رسالة من قرآنى مثقف ... أنقلها وأرد عليها بالتفصيل.
-
حسابات مُهلكة
-
تعدد الزوجات ليس خصوصية للنبى وآل البيت هن زوجاته فقط
-
عن الزواج والمعراج
-
عن ( الزواج فى الاحرام والتفريق بين الزوجين )
-
عن ( صبر المصريين / سنسمه على الخرطوم )
-
زواج القاصرات
-
هل الزنا يحرم الزواج الحلال..؟
المزيد.....
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|