|
هل الصحفي أو الكاتب القبطي له الحق في حرية التعبير
جورج المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 07:51
المحور:
الصحافة والاعلام
في التحقيق المقدم من الأستاذ ماجد سمير بعنوان وطن تحت الحصار المنشور في صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 29-10-2006 .تطرق التحقيق إلي موضوع حرية التعبير وحرية الصحفي في نشر أفكاره أو تحقيقاته .
قرأت التحقيق من أوله إلي آخرة وعدت الي أوله فوجدت أن أول جملة في التحقيق هي التي أتت بالمفيد. ولكن هذه الجملة أوجعتني جدا وأنا متأكد أن الأستاذ ماجد لم يقصدني بها بالطبع ولكن المثل يقول اللي علي رأسه بطحة يحسس عليها. والجملة تقول " فالقيود المفروضة على الحرية تبدأ بسلب حقوق التعبير عن الرأي سواء بالترهيب أو حجب النقالات أو الحبس مقابل النشر." و أود أن أضيف أو بسبب الإرهاب العقائدي .
هل الصحفي او الكاتب يعد حرا بدون قوانين تقيد حريته، من خبرتي خلال السنوات القليلة الماضية و التي قررت أن أخوض في فكرة الكتابة بما يدور في فكري تجاه أمور تهمني كمواطن مصري وتهمني كمواطن عالمي وتهمني كإنسان يتبع عقيدة تنادي بحب الظالم بل تطلب من المظلوم أن يصلي من اجل من يبغضوه ويظلموه. وجدت أن القيود الاخلاقيه التي تضعها عقيدتي علي قلمي اكبر بكثير من أي قوانين ممكن ان يضعها إنسان. وهذه القيود جعلتني أضع ميثاق شرف أمامي عيني مفصل لي شخصيا. وكل كلمة اكتبها أو أفكر فيها تمر من خلال فلتر العقيدة المسيحية و الذي يعتبر أضيق فلتر إذا ما اتبع بحذافيره. وهنا انا لا أريد أن أقول أن كل ما أكتب مر من خلال هذا الفلتر الضيق بل إنني تخطيت حدود هذا الفلتر ليس لأنه ضيق أو لأنني أردت تفاديه.
ولكن هناك أسئلة كثيرة محيرة تدور في ذهني كقبطي عندما أتصدي لموضوع اضطهاد الأقباط في مصر أو اضطهاد الأقليات الاخري في كل مكان في مصر و العالم.
وفي نفس الوقت هناك الكثير من الأسئلة الاخري ومن نوع أخر تدور في ذهني عندما أتصدي للمواضيع العامة التي تمس الإنسان المصري بغض النظر عن خلفيته العقائدية.
بدون شك هناك من الصحفيين المسلمين في الحبس أو ممنوعين من الكتابة في مصر عن عدد الصحفيين المسيحيين. و ليس السبب أن الصحفيين الأقباط أكثر حرصا عن الصحفيين المسلمين، أنما الفرق هو وسائل الأعلام التي يكتب فيها المسلمين و الأقباط.
بالطبع القبطي يرغب في المشاركة كمصري ويكتب بحرية عن كل ما يراه من فساد ومشاكل اجتماعية تضر بمصلحة المواطن و الوطن. وكيف يستطيع أن يكتب بدون أن يصبغ بصبغة انه مسيحي أولا قبل أن يكون مواطن مصري وبالتالي يعتقد أن ليس من حقه أن يتكلم عن مواضيع تخص الوطن لأنها ستعبر عن رأي الأقباط لمجرد أن الكاتب قبطي ويلصق راية وهو في أغلب الأحيان رأي شخصي بالكنيسة لان الكنيسة في الدولة المصرية تلعب دور سياسي مرغمة عليه لعدم وجود علمانيين يتهمون بشؤون الأقباط السياسية. وان فرض انه تحرر من هذا القيد أين يكتب راية الحر هذا ؟ معظم الصحف القومية و الحزبية صحف أما تتحكم فيها الحكومة أو صحف يتحكم فيها أحزاب. و الصحيفة القبطية السياسية الوحيدة صحيفة محكوم عليها هي الاخري بان تظل صحيفة بعيدة عن المشاركة السياسية الحقيقية و السبب مرة أخري هو نفس السبب الذي يواجه الصحفي المسيحي.
حتى المواقع الصحفية علي الانترنيت تجدها متخوفة من الانزلاق بين مواجهة الحكومة أو مواجهة أمور تتعلق بالمواطن القبطي، وفي معظم الأحوال أن كتبت تلك الواقع عن مواضيع تهم المواطن القبطي وتعبر بحرية عن راية في قضية ما تجد الصحافة الإسلامية تهاجمها علي أنها مواقع مسيحية معادية للإسلام. كما رأينا في احد الأحاديث التي دارت العام الماضي في احدي الفضائيات بعد مؤتمر الأقباط بواشنطن والذي اتهم فيه احد المتحدثين بان موقعه يعادي الإسلام في حين أن هذا الموقع لم يتحدث ألا عن وقائع حقيقية وعبر عن رأيه فيها من وجه نظر المواطن المصري القبطي الذي ترك وطنه واضطر للهجرة للبعد عن الأسباب التي يتحدث عنها هذا الموقع. فهجوم الصحافة أو الأعلام العربي ضد الصحافة أو ألأعلام القبطي تدل علي أن كلمة الحق أن قالها قبطي فهي تعد خيانة. و تحريض علي الفتنة و إلي آخرة من الاتهامات العنصرية و التي يتمتع بها الأعلام العربي ضد كل ما هو غير إسلامي. في حين أن الأعلام العربي مملوء بما يكفي أن يضع معظم الصحفيين و القائمين علي هذه الفضائيات أو الصحف خلف القضبان لتعديهم السافر علي حقوق الأقليات و العقائد الاخري.
وفي النهاية حتى أمور تهم القبطي في حياته اليومية تتعلق بقضايا تهمه من الناحية الاجتماعية لا يستطيع الكاتب القبطي أن يناقشها بحرية و ألا اعتبر خارج علي حدود البنوة ويصبح أبن عاق، وقد يحرم من الأسرار المقدسة أو يشهر به. هناك العديد من القضايا القبطية التي تستدعي الخوض فيها بصراحة وشجاعة ولا ينقصنا فيها مفكرين علمانيين ذوي خلفية علمية وخبرة ولكنهم ليسوا مدعوين لا رسميا ولا غير رسميا للخوض فيها وكأنها من المحرمات.
وحتى المواقع القبطية التي يعتقد البعض منكم أنها تتمتع بحرية النشر و الرأي هي الاخري عليها من القيود الداخلية ما يمنعها من ممارسة حرية الرأي و حرية التعبير، علي الرغم من أنها لا تقع تحت طائلة القوانين المصرية سيئة ألسمعه ألا أنها تعاني مما يعانيه الكاتب القبطي الحر.
#جورج_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللحمة طز في طعمه الويكه دي مافيش أحسن منه
-
الدولة المصرية الهلامية
-
رأي في رأي الأهرام
-
الحكيم يلوم نفسه و الغبي يلوم الآخرين
-
محامي الجامعات الإرهابية الحكومية يرفض مجرد فكرة أن يصل حزب
...
-
خراب يا مصر بسبب قضاء نفوسة
-
بلاغ إلي بوليس النجدة
-
قم ياعم بيسنتي وأنت ياعم طنطاوي وبلاش الحاجات دي عيب
-
التوريث خيال وليست حقيقة
-
من رماك علي المر
-
العالم كله أصبح محشور في عنق زجاجة التطرف
-
يا قلب مصر لا تحزن
-
دعوة التغيير و التجديد
-
خمس سنوات و نعم لم يكن كابوسا
-
الله كامل في خلق الإنسان و الإنسان ناقص بسبب عقلة
-
جائزة نوبل الممنوحة سببها ممنوع
-
شروط الإرهاب لإنهاء التفجيرات و الاغتيالات ؟
-
من كره مسلم لا يستحق أن يطلق علي نفسه لقب إنسانا
-
مات جسده وعقلة حي
-
مزارع شبعا، مسرحية فاحت منها روائح الكذب والتحايل!!
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|