بين التحريفية والإصلاحية في أحزابنا غير الموقرة

عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7639 - 2023 / 6 / 11 - 16:27
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

اعتقد وبتواضع الغيور على الوطن . أن مسمى الاصلاحية في المغرب فيه نظر مثله مثل مسمى تحريفية . فالتحريفي ينطلق من نظرية يدركها جيدا ويحاول اختراقها وتمرير بديلا لها من الداخل وباساليب انتهازية باسم الحداثة والعلمية او الواقعية السياسية وهدا ما ينتفي عند البعض ممن بنتهج الهروب الى الامام ضاربا بعرض الحاءط كل الاسس الماركسية ليحق له منطقيا وضع يده في يد الرجعية وفي مقدمتها الظلامية باسم النضال المشترك وغيره من الترهات . اما ما نسميه اصلاحية في احزابنا فهي مجرد تعسف بالنسبة لاحزاب لا يهمها من الاصلاح سوى ما توزعه الطبقة الساءدة من ريع سياسي ونقابي واداري مقابل تلميع صورة الاستغلال والاستبداد بتزكية وشرعنة ديمقراطية البيعة والاسياد . بدل طرح برنامج واضح المعالم تدافع عنه خدمة للوطن والجماهير التي تدعي تبني قضاياها . فحتى ما نسميه تجاوزا بورجوازية صغيرة المعروفة بطبيعتها المتذبذبة والانتهازية بحكم موقعها من وساءل الانتاج بالمفهوم المتعارف عليه في التحليل الماركسي يكاد ينعدم في هذه الأحزاب وعمن يمثلها بعيدة كل البعد حتى عن راسمالية الدولة وما بالك بالاشتراكية الديمقراطية . بل مجرد وسيط انتهازي لايختلف عن "شناقة" العمل السياسي مقابل تمثيلية شاحبة مسموح بها في دور رجل الاطفاء . لتوجيه وتضليل الجماهير والقطيع من تبعها الدين لايهمهم من النضال سوى تحقيق ماربهم ضمن القبيلة السياسية . بل يعشعش فيها الفساد في مسلكيات اعضاءها ومنخرطيها فتوزع المناصب في هياكلها "التنظيمية" سواء في الحزب او ادرعه وروافده النقابية والجمعوية . فلكل تنظيم سياسي نقابة وجمعية "باصل تجاري" مسيج لايدخله الا المقربون . حيت تكون المسؤوليات والمناصب على اساس الولاءات للزعماء وليس على اساس الكفاءة السياسية المبدءيةوالتنظيمية وخدمة البرنامج الحزبي والاداء النضالي وسط الجماهير. فالاصلاح يبدا من البيت السياسي على الاقل وفق قواعد نضالية نظيفة اولا . ففاقد الشيء لايعطيه .

#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات