أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....















المزيد.....

العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرة هي الاحداث التي مرت بهذا البلد المسمى العراق، دامية ومرعبة وما اكثرها، مفرحة ومثيرة للآمال وترسم لأبناء هذا البلد مستقبلا يرتجى ان يكون زاهراً وما أقلها (تقابل على الدوام بالبكاء والدموع لقلتها أوكأننا نعلم تماما أنها ستتلاشى في لحظة تاريخية ما من زماننا التعس). أحداث كثيرة ولحظات تاريخية فاصلة ما بين مرحلة وآخرى، غير ان كل اللحظات كانت تصل خاتمتها المؤلمة والمفزعة أو الدامية في غالب الاحيان، وكأن هذا البلد ما وجد الا لتكون ارضه شاهداً على النكبات والمجازر وحمامات الدم. ثورات وأنقلابات عسكرية خالصة!!! وتحولات سياسية كثيرة غيرت مسار هذا البلد وتركت آثارها على واقعه الاجتماعي والسياسي والثقافي غير أن كل منها كان لابد وان يصل الى خاتمته المعهودة او الدامية.
(نعال) ابو تحسين كان لحظة تاريخية حاسمة في تاريخ العراق المعاصر، هي من اللحظات المفرحة وما اقلها، لحظة أنهيار واحدة من أعتى وأشرس الدكتاتوريات في العالم، لحظة زوال وسقوط نظام حكم قومي فاشي كانت مسيرته وتاريخه سلسلة من كوارث ومآسي جعلت مجتمعا بملايين البشر الذي يعيشون فيه يرزحون تحت أقصى درجات الاستلاب والقمع والاذلال وأمتهان الكرامة الانسانية، هي لحظة أن يصدح صوت الانسان المقهور والمستلب ضد الطغيان والقهر والقبضة البوليسية ، فأبو تحسين لم يقل شيئاً سوى أن هذا الطاغية المتوحش قد أذلنا وكأن صوته يردد صدى من يصرخون في قعر السجون والمعتقلات او من يطلقون صرخاتهم الاخيرة في ساحات الاعدام، ( كان غير معني بمشاهد الفرهود الديمقراطي التي تجري حوله أو تعليقات من يقومون بهذا المشهد الساخرة منه، أحدهم كان يقول وهو يحمل تلفاز من دائرة حكومية مجاورة لمكان ابو تحسين ، حيل على حلكه على حلكه...، لم تكن تعني له شيئا ما ) الا ان نعله وهو يصفع صورة الدكتاتور المهزوم كان يقول أشياء كثيرة حتى أصبح صورة مثيرة تتكرر في وسائل الاعلام على الرغم من ان الكثير من سكان هذا العالم لايفهمون سر نعل ابو تحسين أو ماذا يعني ان يقوم بضرب صورة صدام بهذه القسوة او بهذه الثأرية الطاغية، الا انه بالنسبة للعراقيين كان يعني لحظة سقوط وأذلال دكتاتور أذلهم وأذاقهم مرارة الحياة. لحظة مفرحة كنا نتمنى أن تدوم طويلا فرمز الطغيان والجبروت البعثي يعامل بنعل مما يعني انه وصل الى ذروة لحظات انحطاطه وسقوطه وزوال سلطته الفاشية. كانت لحظة مفرحة حقا. العراقيون جميعا كانوا يأملون ، ولاادري لماذا ، أن عهد ما بعد سقوط نظام البعث الفاشي سيكون عهدا زاهرا ويرفل بالحرية والكرامة ( الدعاية الامريكية حول الديمقراطية وسقوط الكتاتورية وحقوق الانسان والمجتمع العادل التي رافقت حربها ضد العراق كان لها تاثيرها الكبير) . الملايين التي سحقت وأذلت تحت سلطة نظام البعث الفاشي وحكومته واجهزته القمعية والبوليسية، كان يجب ان تتمتع بحريتها وكرامتها وان تكون حرة في أختيار النظام السياسي الذي يفترض ان يقوم، الا أن كل آمالها قد ذهبت أدراج الرياح فالمجتمع الانساني الذي كنا نتطلع لتحققه بمجرد زوال نظام البعث قد اصبح حلماً بعيد المنال. المواطنة التي سحقها نظام صدام حسين وحزبه سحقتها الطائفية والمحاصصات القومية والدينية مرة أخرى وعملت على تعزيز هويات معدومة القيمة وتجرد العراقي من هويته الانسانية وانتماءه الوطني . الانسجام الاجتماعي الذي كان قائماً منذ قيام الدولة العراقية أصبح نهب لصراع القوى والمليشيات الطائفية والقومية حتى أصبح الانسان يعرف بأنتماءه لطائفة دينية او قومية أولاً ثم يقال انه عراقي ثانيا.
أنهارت الدولة التي كانت قائمة بمؤسساتها وقوانينها على امل ان تبنى دولة أنسانية جديدة على أنقاض ما تهدم ،كما وعدنا المحتل –المحرر، غير أن الخراب كان نصيب كل شيء فالتشظي والتناحر والمخاوف المتزايدة من ضياع العراق وتشرذمه أصبح صفة سائدة في مجتمع عرف عنه الانسجام والتلاحم او هكذا يقول المتحدثون بقلق عنه،لانه وبكل بساطة مجتمع مدني ومتحضر رغم بقايا الارث العشائري والديني الذي انطلق من قمقمه مرة اخرى.
من جديد أصبح نعل أبو تحسين لحظة تاريخية عابرة ويراد لها ان تمحى من ذاكرة العراقيين ككل اللحظات المفرحة في حياتهم . القوى السياسية والطائفية المتناحرة والمتصارعة من اجل السلطة قد بدأت تؤسس لدولة هشة أساسها المحاصصات والتقاسم وتعزيز النزعات القومية والطائفية وافراغ مبدء المواطنة من محتواه لصالح الولاءات الاخرى. المجتمع الحر والانساني الذي كنا نأمل ان يتحقق في العراق قد تلاشى امام مشاريع ولاية الفقيه والدولة الدينية وحكم الشريعة وسلطة رجال الدين والمليشيات الطائفية وفرق الموت. الحديث عن دولة مدنية وعلمانية ضامنة للحقوق والحريات الفردية والمدنية للانسان بات يواجه بحملات شرسة وأتهامات بالتكفير والالحاد والخيانة او السعي لتشويه صورة وحقيقة المجتمع الاسلامي!!! حتى توجها رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني بحذائه ليكون الحد الفاصل بينه وبين من يطالبون بقوانين لاتستند الى الشريعة الاسلامية. (قندرة المشهداني) لحظة تاريخية حاسمة هي الاخرى في تاريخ العراق المعاصر، هي لحظة كشفت الزيف الهائل الذي يتشدق به المشهداني ومن هم على شاكلته حول الحرية وأحترام الرأي الآخر ووجهات النظر المخالفة. (قندرة المشهداني) شاهد على القطيعة وحالة اللاتواصل بين القوى السياسية المتصارعة في العراق من جهة وبين الانسان والمرأة العراقية وكل من يتطلع للعيش في مجتمع حر وانساني بعيد عن قيود وسلطة الدين والشريعة من جهة أخرى، بل هي أعلان حرب ضد من يقف بوجه فرض الشريعة وأعتبارها مصدرا للقوانين والتشريعات، أعلان حرب ضد ما تبقى من المدنية والتحرر وكل القيم الانسانية في المجتمع العراقي. (قندرة المشهداني) كانت النقيض الكامل لنعل أبو تحسين، نقض الحرية بالاستبداد ، نقض التحرر والمدنية بالرجعية، نقض الامل بالأنزواء وسحق الارادة ، نقض لحظات الفرح بأنتظار النهايات المؤلمة.المرحلة الفاصلة ما بين أشهار ابو تحسين لنعله مقابل صورة لصدام حسين وبين أشهار المشهداني لقندرته ضد من يقف بوجه فرض الشريعة الاسلامية في العراق، كانت مرحلة مرعبة ودامية بكل تفاصيلها ، القتل اليومي المتواصل، أنفلات المليشيات وفرق الموت وأشباح تتلذذ بقتل العراقيين مثل أبو درع ، تزايد المخاوف الامريكية من أحتمالات تدهور الاوضاع في العراق الى مرحلة لايستطيعون هم او غيرهم من السيطرة عليها وفوق كل هذا طموحات الحكيم وحزبه في اقتطاع امارات لهم لن تكون سوى نسخة مشوهة لكنها أكثر قتامة من جمهورية الدم والارهاب الايرانية. ..
ربما كان (نعال أبو تحسين) يتعامل مع طاغية واحد لكنه كان رمزاً لنظام وحكومة وحزب فاشي، الا أننا الان أمام طغاة (يقف المشهداني وقندرته في مقدمتهم) ورموز وأحزاب ومليشيات وسجون ومعتقلات ، ترى كم (أبو تحسين) سنحتاج واي معمل قادر على أنتاج نعل تتعامل مع هؤلاء الطغاة.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يستاء (ابو الغيط) من محاكمة صدام حسين
- الصمت هو ما يريدونه منك ياوجيهة ..إإإ
- رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية
- حروب المرجعية
- الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة
- عن الشيوعية وبوش وبن لادن
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً
- الاعترافات الخطرة لقادة الحروب
- قانا 2 عار ..الأنسانية
- عن الحرب والدمار والالهام الالهي
- دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
- حروب لبنان المتواصلة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....