المبادرة الصينية: بين الإقرار والإنكار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 11:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

مرّت المبادرة الصينية (الحزام والطريق) في العراق بمراحل متعرجة ومتأرجحة ومتذبذبة ومتباينة بين القبول والرفض، والإقرار والإنكار، والاعتراض والموافقة. وجاءت هذه المواقف المتناقضة كلها بأكثر من صيغة رسمية على الصعيدين التنفيذي والتشريعي، حتى اختلطت الأمور على الناس في ظل هذا التشتت الدبلوماسي الصريح الناجم عن التعامل المتردد مع المبادرة التي أحدثت تغيرات محورية في خارطة العالم، وبخاصة في دول الجوار، وكان من المفترض ان تمر خطوطها البرية والبحرية والجوية بالعراق لما يتمتع به من موقع استراتيجي تتحسر عليه معظم البدان. .
لسنا هنا بصدد الدفاع عنها وبيان فوائدها ومنافعها، أو بيان مثالبها وثغراتها. ولسنا أيضاً بصدد الاسباب والمسببات التي ربطت مصيرنا بهذه الأرجوحة المضطربة، بقدر ما نريد استعراض التخبط المرصود في التعامل مع هذه المبادرة. .
- في شهر حزيران من عام 2011 وصل رئيس الوزراء الاسبق (نوري المالكي) الى الصين، وبحث مع نظيره الصيني ون جياباو في بكين توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وضرورة العمل على مساهمة الصين في إعادة إعمار العراق، والرغبة في تحقيق شراكة استراتيجيّة. .
- وفي 23 ديسمبر 2015 أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اثناء زيارته للصين على أهمية مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأكد العبادي على ضرورة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين البلدين. .
- بتاريخ 9 / 8 / 2018 اصدر مكتب رئيس الوزراء الأمر الوزاري رقم ( 70 ) المتضمن تأليف لجنة في زمن وزير النقل الاسبق (الحمامي) لتسريع الانضمام الى المبادرة الصينية. .
بتاريخ 27 / 9 / 2018 وزير النقل الاسبق (كاظم فنجان الحمامي) يخاطب مجلس الوزراء بكتاب رسمي مرقم بالعدد 28526 بتشكيل لجنة مختصة لتسريع انضمام العراق إلى المبادرة الصينية، وذلك في ضوء الامر الديواني رقم ( 70 ) لسنة 2018. أي قبل مغادرته الوزارة بشهر واحد فقط. .
- في ايلول 2019 أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من بكين أن العراق سينضم إلى مبادرة الحزام والطريق. وجاء الإعلان خلال لقاء جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ. .
- بتاريخ 24 / 11 / 2020 وزارة الخارجية العراقية تخاطب السفارة الصينية في بغداد للاستعلام عن شركة (CMEC) الصينية الراغبة في تنفيذ مشروع ميناء الفاو. .
- بتاريخ 14 ‏/ 12 ‏/ 2020 أي بعد اسبوعين فقط، مدير الموانئ فرحان الفرطوسي يختار شركة (دايو) الكورية، ويستبعد الشركات الصينية من العمل في ميناء الفاو. .
- في نهاية عام 2020 أبدت الشركة الصينية (CMEC)، اهتماماً واضحاً بتطوير ميناء الفاو الكبير والنهوض بمستوى الموانئ العراقية نحو الافضل، فكان مصيرها الرفض من ادارة الموانئ، بينما اتخذ وزير النقل (ناصر بندر) موقفا متفرجاً. .
- في يوم 2 يونيو 2022، التقى سعادة السفير الصيني لدى العراق (تسوي وي) برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمناقشة المبادرة، من دون ان يخرج بنتيجة. .
- الحراك الشعبي يتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته (مصطفى الكاظمي) بعرقلة وتعطيل المبادرة الصينية والعمل على إتمام صفقات مشبوهة مع السعودية والاردن ومصر. .
- بتاريخ 9 / 12 / 2022 عقد رئيس الوزراء العراقي (محمد السوداني) جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني بحثا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل توطيدها. .
بتاريخ 1 / 6 / 2023 السفير الصيني في العراق (تسوي وي) يعتبر مشروع التنمية الاستراتيجي العراقي مكمّلاً لمشروع الحزام والطريق الصيني. جاء ذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحضور وزير النقل العراقي. .
وهكذا امضت الحكومة العراقية حوالي 12 سنة في مواقفها المعلنة من المبادرة من دون ان تحسم أمرها، ومن دون التوصل الى نتيجة مقنعة ومرضية، ومن دون التوصل إلى صيغة عملية ومنتجة على أرض الواقع. ولك ان تتخيل تداعيات هذا التخبط على الصورة التي رسمها العراقيون في اذهانهم عن موقف الدولة منها: هل نحن معها أم ضدها ؟.

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات