أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - ملامح صحوة عربية














المزيد.....

ملامح صحوة عربية


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 22:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ الرابع والعشرين من شباط ــ فبراير 2022، وعلى نحو دراماتيكي، تتباين وتيرته، تحولت المواقف والسياسات والأنحيازات الدولية، في المنطقة العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي.

قبل هذا التأريخ كان الحديث متواترا عن ناتو شرق أوسطي، يضم بلدان الخليج وبلدان عربية إخرى تحت قيادة إسرائيلية، لمواجهة ما كان يوصف حينها بخطر إيران وأذرعها على الأمن العربي، مما كان سيعني زج البلدان العربية في حرب ضد إيران لصالح إسرائيل والولايات المتحدة. وكانت مهرجانات التطبيع مع إسرائيل تنتشر في عواصم العرب من غرب أسيا إلى شمال أفريقيا.

كانت الثروات الطبيعية العربية تتدفق وفق أحتياجات الغرب الى أسواقه، بالضد من قوانين السوق في العرض والطلب، ولم يكن العرب هم من يحددون العرض بما يؤدي إلى أستقرار أسعار بضاعتهم، بل كان حجم العرض يحدد من خلال مكالمات تلفونية من عواصم القرار الغربية الى عواصم العرب، بشكل يؤدي أحيانا الى جعل سعر البضاعة العربية، لا يزيد إلا قليلا عن كلفة أنتاجها، وذلك لكي يكون سعرها في متناول المستهلك الغربي العادي، بما لا يجعله يعترض على التفاوتات الطبقية الهائلة بينه وبين النخب الأقتصادية والمالية الغربية وأمبراطورياتها المرعبة.

كانت العواصم العربية، بدفع من عواصم الغرب، تعمل ضد بعضها، وتهدر أموالها في نشاطات تخريبية مدمرة لا تستفيد منها سوى إسرائيل. كانت عواصم العرب مجبرة على التحول الى مستهلك لنفايات المنتجات الغربية، من اسلحة وذخيرة، لا تستخدم لتدعيم امن شعوبها، بل في تسليح زمر إرهابية تستخدم الدين والطائفة ستارا لأجرامها. حتى وصل الأمر الى قيام دولة خلافة إسلامية بين العراق والشام، تباع فيها السبايا من النساء. وكان لتلك الخلافة فروعا في أكثر من بقعة عربية وأفريقية.

لم يكن لأصحاب القرار في عواصم العرب، من بديل للخضوع لما يملى عليهم من عواصم الأمبراطوريات الكولونيالية القديمة. كانوا يرون في هيمنتها قدرا لا فكاك منه.

مع الرابع والعشرين من شباط ـ فبراير 2022، أكتشف أصحاب القرار العرب، أن الغرب الذي كان يبتزهم ويلغي إرادتهم، وإرادات شعوبهم ليس كلي القدرة، وأن ثمة أطرافا دولية يمكن الأعتماد عليها في تحقيق توازن ينهي وضع المأساة ــ المهزلة الذي كانوا يتخبطون فيه.

أنحسرت تدريجيا أناشيد التغني بالتطبيع مع محتلي الأراضي العربية، وخفت صوتها حتى لم نعد نسمعه إلا من شرائح بالغة الضعف والتأثير. وقبر حديث الناتو الشرق أوسطي، وبدلا من أعداد العدة للسير تحت راية أسرائيل في الحرب ضد إيران، جرى عقد مصالحة تأريخية معها.

وصار الحديث يدور عن أنتفاء الحاجة الى وجود أجنبي في المياه العربية لحمايتها من التهديدات، وعن قدرة العرب على حماية أمنها، وأمن الملاحة فيها بالتفاهم والتعاون مع من كان ينظر إليه كمهدد للأمن والأستقرار. ولم يستمع صانعوا القرار العرب، إلى أحتجاجات الغرب على المصالحات العربية ــ العربية، وعلى أنتظام الجامعة العربية كأداة للتقارب بين العرب، وليس حلبة للصراع فيما بينهم.

ووجد صانعوا القرار العرب ما يكفي من القوة لرفض الأتصالات التلفونية التي تطلب منهم ضخ ثروات بلدانهم الطبيعية الى الأسواق، بما يسحق من قيمتها، ومن عائداتها. وتجاوزوا ذلك الى امتلاك القدرة الى التحكم بالمعروض من منتجات بلدانهم بما لا يستجيب للطلب فقط، وأنما بما يستجيب لأستقرار أسعار تلك المنتجات لتأمين متطلبات التنمية الأقتصادية لشعوبهم وبلدانهم.

وأمتلك صانعوا القرار في العواصم العربية الفاعلة، الجرأة على التعامل مع منظمة بريكس التي تتطلع، الى الحد من الهيمنة الأمريكية والدولار الأمريكي الذي يستخدم كسلاح في النزاعات السياسية والأقتصادية، وأبدى بعضهم رغبة في الدخول بشراكات مع المنظمة، ومضى بعض آخر منهم ابعد من ذلك الى التقدم بطلب عضوية رسمية كاملة فيها.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - ملامح صحوة عربية