أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - وثيقة مكة لن توقف النزيف














المزيد.....

وثيقة مكة لن توقف النزيف


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الجديد الذي جاءت به وثيقة مكة وقبل ذلك والسؤال الأهم هو : هل تتمكن هذه الوثيقة الموقعة في مكة من وقف نزيف الدم السائل على أرض الرافدين ، أرض الحضارات والتمدن ؟ .
هل يتحكم علماء الدين الشيعة والسنة الذين اجتمعوا في مكة مؤخرا بوقف حمامات الدم التي تحصل بالعراق ؟
ان كانت الاجابة بنعم فتلك كارثة ، لكننا على يقين تام أنهم لا يتحكمون بذلك ونستثني حارث الضاري وزمرته المجرمة ، ذلك الرجل الذي بينما كانت مكة مشغولة بمحاولة وقف هذا النزيف أخذ باطلاق تصريحات يحاول من خلالها صب الزيت على النار من خلال اشادته بتنظيم القاعدة المجرم الذي يقتل أبناء العراق بكل وحشية ودموية على أساس أنهم أما كفرة ، روافض ، أو عملاء للأجنبي ، أو مرتدين ، ومن المؤكد أن تصريحه في جدة الذي ادعى فيه وبكل وقاحة أن جلال الطالباني وعبد العزيز الحكيم يتحملان مسؤولية اراقة دماء العراقيين لن يكون التصريح التحريضي الأخير ضد أبناء العراق .
لقد أجمع سياسيون وأعضاء في البرلمان العراقي على أن الشعب العراقي سيجني ثمار مؤتمر مكة في أقرب وقت على أساس أن هذه الوثيقة ستنجح في الحد من الاحتقان الطائفي ، لاسيما أنها تضمنت فتوى تحريم سفك دماء العراقيين ، لكننا نشك في ذلك ، إذ أننا نعتقد أن الفكر الوهابي الذي أجاز قتل الشيعي وهتك عرضه وسلب أمواله لن تثنيه مثل هذه الفتوى لأنه يعتمد على فتوى صادرة من شيخه محمد عبد الوهاب الذي أجاز قتل الشيعة ، الكفرة ، الروافض ، فضلا عن ذلك فان شيوخ الفكر الوهابي من هذا الجيل قد أجازوا قتل أبناء السنة من الذين يعدونهم ( مرتدين ) ، أما البعثيون فانهم يعدون هذه الطائفة عميلة للأجنبي وتستحق القتل وهم بذلك يواصلون منهجهم الاجرامي الذين اعتادوا عليه حينما كانوا يتسلطون على رقاب العراقيين قبل سقوط نظامهم . الفرق في عملهم الآن هو أن عملية القتل كانت منظمة ، أما الآن فقد أصبحت عشوائية . لقد كانوا يقتلون العراقي في المعتقلات والزنازين أما الآن فيقتلونهم بالشوارع والمطاعم والمساجد ، ومن المؤكد أن الفتوى التي أصدرها الموقعون على وثيقة مكة لن تثنيهم أيضا. بيانهم الأخير يؤكد ذلك ، إذ أنهم لا يهددون السياسيين فقط، بل حتى أقربائهم من الدرجة الثالثة .
يبدو أن بعضنا يحاول خداع نفسه ، أو أنه يحاول أن يقنع نفسه بأي حل ينقذه وينقذ العراق من الكارثة الدموية التي يعيشها .
لا شك في أن علماء الدين من الطائفتين الشيعية والسنية الذين اجتمعوا في مكة ووقعوا على وثيقتها يتمنون وقف نزيف دم العراقيين ، لكننا نعتقد أن الأمر خارج عن ارادتهم وتأثيرهم ، إذ أن ارادتهم وتأثيرهم يقع على المواطنين البسطاء ، أو بمعنى آخر على المقتولين في الشوارع والمساجد والمطاعم والأسواق الشعبية وهؤلاء لا حول لهم ولا قوة في ايقاف نزيفهم .
السؤال الآن هو : أذن تخاطب مَن هذه الوثيقة ، تخاطب القتلة من التكفيريين والبعثيين ؟
ان كان الأمر كذلك فان المثل العراقي " بللها واشرب ميها " هو خير جواب على سؤالنا . وان أردنا أن نكون أكثر واقعية فنقول أن هذه الوثيقة لا تخاطب هاتين الفئتين ، بل تخاطب جهات وأطراف أخرى مسؤولة عن النزيف الحاصل بالعراق منها ميليشات بعض الأحزاب والعصابات الطائفية التي ظهرت على السطح ، لاسيما بعد تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وما أعقب ذلك من جرائم قتل على الهوية ، لكننا وبالواقعية نفسها نعتقد أن هذه الوثيقة لن تحقق مبتغاها مع هؤلاء الذين تقودهم أجندات سياسية ليست لها علاقة بالخطاب الذي خرج به علماء الدين من خلال وثيقتهم التي وقعوها في مكة وهذا الأمر يشمل أيضا الأحزاب الدينية .
للأسف ، نحن نعتقد أن هذه الوثيقة ستكون وثيقة أخرى تضاف الى الوثائق العديدة التي وقعتها أطراف دينية وعشائرية ولم تصل الى وقف نزيف الدم .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة عشائر الأنبار
- مبروك .. العراق يتأهل الى نهائيات آسيا بكرة القدم
- وثيقة عهد أم حبر على ورق
- صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت
- الوقت المناسب للمناقشة .. متى ؟
- اجتثاث العلم البعثي أيضا
- رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم
- تحقيق الانجازات في ظل التهديدات
- فيلم هندي : ارهابي هندي بالعراق
- رفع الصور قبل فوات الأوان
- رسائل تضامنية
- هيئة اجتثاث البعث
- العراقيون أولى بأموالهم
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !
- بغداد تحت السيطرة الآن !
- مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
- الحوار والمصالحة مع مَن ؟
- أتحداكم جميعا
- برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي


المزيد.....




- هجمات داغستان.. السلطات الروسية تُعلن ارتفاع حصيلة القتلى
- مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية.. م ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- لجأ لشركة -غير مرخصة-.. شاب مصري يصف لـCNN وفاة والده المسن ...
- بعد هجوم قوات كييف الإرهابي على سيفاستوبول.. موسكو تستدعي سف ...
- Foreign Policy: الوجود الأمريكي تراجع بشكل خطير في القطب الش ...
- بوتين يوقع قانونا يسهّل آليات حجب المواقع المحظورة في روسيا ...
- اليونان.. وفاة واختفاء عدة سياح بسبب الطقس الحار -غير المعتا ...
- نتنياهو: المعارك -العنيفة- ضد حماس في رفح -على وشك الانتهاء- ...
- إسرائيل تلوح باستخدام أسلحة غير معهودة ضد لبنان وسط مخاوف من ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - وثيقة مكة لن توقف النزيف