أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - عودة إلى سوينتون والصائغ














المزيد.....


عودة إلى سوينتون والصائغ


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 16:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


كان عليّ أن أعود إلى الاقتباس الشهير للصحافي والناشط العمالي الأميركي جون سوينتون (1829 - 1901)، وأنا أقرأ رسالة صديق قديم وصحافي يتقلد اليوم منصبًا مرموقًا في حكومة الإطار التنسيقي في العراق.
كتب لي ناصحًا وبود عهدته فيه منذ أن افترقنا قبل ثلاثين عاما “حبيبي كرم، لا أروع مما تكتبه في الثقافة والصحافة والموسيقى والحياة، لكنك تذهب أكثر مما ينبغي في مقالاتك السياسية، ومن يقرأها ولا يعرفك شخصيا يبدو له أنك تقف ضد وطنك العراق”!
وختم رسالته القصيرة على واتساب ناصحا بود أيضا أن استمر في مقالاتي عن مواقع التواصل والثقافة، وأتوقف عن غيرها كي لا أخسر القراء والأصدقاء بما أكتبه من مقالات تُنكل بالعملية السياسية في العراق.
لا أشك في دوافع صديقي القديم، وسبق وأن عبر عن إعجابه بما أكتب في مقال منشور له، لكن نصيحته “المخلصة” وفق التقويم المفرط بالتفاؤل أعادتني إلى مقالة سوينتون التي طالما تم اقتباس فقرات منها لوصف علاقة الصحافيين بطبيعة ما يكتبون، وأنهم سيتصرفون بحماقة لمجرد كتابة آرائهم الحقيقية!
يخاطب الصحافيين بقوله “لا يوجد أحد منكم يجرؤ على كتابة آرائه النزيهة” بيد أن سوينتون لا يمتلك الكثير من الأسباب للدفاع عن ذلك عندما يتعلق الأمر بجوهر الصحافة. وطالما تم التعامل مع كلامه المغالي وبأنانية شخصية عائدة له، بشكل عرضي عندما ينظر إلى تحدي الصحافيين للحكومات كشر مطلق.
في المقابل كان عليّ أيضا أن أستعيد شيئًا من تجربة الشاعر العراقي الراحل يوسف الصائغ، عندما يتعلق الأمر بالصحافة تحديدا وطبيعة ما أكتب. فالصائغ شيوعي عراقي وبقي هكذا، على الأقل بما يؤمن به، لكن في السنوات الأولى من الحرب العراقية - الإيرانية في بداية ثمانينات القرن الماضي كتب مقاله الشهير في جريدة “الثورة” آنذاك، عبّر فيه عن علاقته بالوطن. ولم يعرض يوسف عن عراقيته بعد احتلال العراق عام 2003، مع أنه كان يدرك “في زمن مثل هذا الزمان سينكرك الأهل والأصدقاء وتضيق عليك المنازل”.
وقال بعدها جملته الشهيرة في حوار مطول نشرته أثناء عملي الصحافي “جاءت الحرب ضد إيران.. أنا لا يدخل في عقلي حتى الموت أن يقف ماركسي مع الملالي.. أن يصطف مناضل مع عدو متخلف وضد بلدي.. هذا شيء لا يدخل في عقلي.. الكويت.. إيران أو غيرهما.. لم يكن عندي فكرة أن أكون مع صدام بقدر ما كان عندي هم أن يكون الحزب الشيوعي في الموقف الذي سيحاسب عليه التاريخ”.
عاش الصائغ بعد احتلال العراق وحيداً، ولم يجد له مكاناً في بلد محتل، فغادر البلاد إلى سوريا ليرحل هناك بعد عامين من صعود أول دبابة أميركية على جسر الجمهورية. كنت أتواصل معه، وحرضته على الكتابة، رغم يده المرتجفة، فكتب ما يُذكّر بأن يكون عليه الصحافي، وهو الشاعر قبل ذلك، متسقاً مع ذاته، مقالات أنصح صديقي الذي يتقلد منصبًا مرموقًا في حكومة الإطار التنسيقي بالاطلاع عليها “جمعتها في كتاب وصدر بعد وفاته بعنوان: يوسف الصائغ: تخطيطات وأفكار بصوت عال”.
باح الصائغ في مقالاته الصحافية قبل أن يمتص الموت رحيق أنفاسه الأخيرة بأسئلة عن الوطن وجراح التماثيل ودمها المراق في الزمن الديمقراطي الجديد، وعندما فجر “البرامكة الجدد” نصب أبوجعفر المنصور بدا مقاله أعلى من الصوت العالي، وأعاد الأسئلة الجريحة وهو يرثي خالد الرحال، وعندما تفاقمت الأسئلة الأخرى حول تأريخه لم يتنصل مما آمن به.
كذلك، أنا أيضا يا صديقي وأنت تكتب لي من المنطقة الخضراء، كصحافي مثل الصائغ يوسف وهو يكتب: أنا لا أبدلُ جلد وجهي، حين يُشتي الفصل/ لا أبداً وحقك/فالندوب به، ندوبي/ والجراحُ -سلمتَ- بعضُ ملامحي…



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومتى كانت كرة القدم عادلة؟
- ما ينتظر الحكومات…
- مرة أخرى، الإعلام الغربي أطلق النار على قدميه!
- تويتر مشتاق لدورسي
- سعادة السوداني بغياب الدرس الصحفي عن عرّاف وقرداحي
- الموت حائر أمام أغاني عبدالكريم عبدالقادر
- رئيسي يربت على كتف الأسد “انتصرنا”!
- العالم يمتلك ما يكفي من الشجاعة للابتعاد عن واشنطن
- جوانا تقربنا من الوعد الزائف
- أنا أصدّق ماسك، ومتى كذب!
- التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين
- وزيرة تهوي إلى الحضيض
- الصرافية سيد الجسور
- هل الغرب نظيف أخلاقياً بما يكفي بشأن العراق
- إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية
- كرسي مخزي للسوداني في قمة الديمقراطية
- التبضع من سوق الغبار السياسي في العراق
- الأغاني كلها تخذل كاظم السعدي
- استرضاء من أُرغم على تجرع السم
- عن أيام ابتسام وغادة


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - عودة إلى سوينتون والصائغ