رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 00:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 79
موريس بوكاي والاعجاز التاريخي في القرآن
اقترن اسم موريس بوكاي بقصة غرق الفرعون الذي تبِع النبي موسى وبني إسرائيل. إسمٌ ردده شيوخ الوهابية على مسامعنا ونسجوا حوله قصص متناقضة كلٌ منهم يروي واحدةً مختلفةً عن الأخرى، ولكنها تتفق جميعا على أنه دكتور فرنسي أجرى أبحاثاً على مومياء فرعون ذهبت إلى فرنسا في الثمانينات.
واكتشف بوكاي أثناء كشفه، أن المومياء عليها الكثير من حُبيبات الملح وأنها محفوظة بشكل سليم، مما قاده إلى الاعتقاد بأن هذا الفرعون مات غرقاً في البحر. وتتفق الروايات على أن بوكاي أراد أن يفصح عن اكتشافه المذهل (غرق الفرعون) إلى العلن، و لكن أخبره أحد مساعديه أن هذا الأمر مذكور في القرآن قبل ١٤٠٠ سنة، فذُهِل بوكاي وقرأ القرآن وأسلم طبعاً عندما مر على الآية التي تقول : {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92] وحَسُن إسلامه وكتب عندها كتاب ”التوراة والإنجيل والقرآن والعلم“ وشرح فيه عن الإعجاز العلمي في القرآن وغير ذلك .
ويضيف بعض الشيوخ بعضاً من بهاراتهم الخاصة إلى القصة، قائلين بأن بوكاي كان قد درس الإنجيل والتوراة قبل القرآن ولم يعثر فيهما على ما يشير إلى غرق الفرعون ونجاة جثته، ولذلك زادت دهشته عندما عَلِم بما ذكره القرآن.
نهاية سعيدة كالعادة. ولكن ما مدى صحة هذه القصص؟
فهل اعتمد بوكاي على القرآن كمصدر تاريخي وفضله على التوراة كما يروج الشيخ محمد حسان والدكتور زغلول النجار والمتأسلم يوسف استس وغيرهم من رجال الدعاية الاسلامية المضللة ؟!!!
الحقيقة أن موريس بوكاي نفسه يقول : " قمت بدراسة موازية لنصوص الكتاب المقدس والقرآن ، مركزا على خصوصيات هذا أو ذاك من النصان ، وتوصلت الى نتيجة مفادها : ان المعلومات الخمسة البالغة الاهمية لوضع تتابع تاريخي لتاريخ العبرانيين في مصر، ولا واحدة منها توجد في القرآن ، وهذا يقودنا الى القول أنه في حال لو لم يكن نعرف الكتاب المقدس في ضوء المعارف الحديثة المعروضة ههنا ، لو أردنا ان نعتمد على النص القرآني لوحده ونحدد الاحداث في الزمن ، لن نتمكن من ذلك على الاطلاق " .
من الواضح ان بوكاي يعد التوراة المصدر التاريخي الذي يعتمد عليه لأنه زوده بخمسة معلومات بالغة الاهمية لوضع تتابع تاريخي لتاريخ العبرانيين في مصر، ولا واحدة منها توجد في القرآن وأنه لو اعتمد على النص القرآني لوحده لتحديد الاحداث تاريخيا ، لن يتمكن من ذلك على الاطلاق. فهل كلامه هذا يدل على انه اسلم واعتبر القرآن مصدرا تاريخيا اسلم بسبب اعجازه التاريخي كما يروج رجال الدعاية الاسلامية المضللة ام انه يفضل الاعتماد على التوراة لأنه لن يصل الى شيء في حال اعتماده على القرآن ؟!!! .
ينظر : بالفرنسية
Moïse et pharaon les hébreux en Egypte - Maurice Bucaille
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟