أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - المتاهة التي دخل فيها العراق .... !















المزيد.....

المتاهة التي دخل فيها العراق .... !


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الاحتلال الأمريكي للعراق و ما تبعه من اجراءات قسرية قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي و حاكمها للعراق بريمر في تفكيك و حل اركان الدولة العراقية وفق المبدأ و الأسلوب الذي تعتمده امريكا المسمى ب " الفوضى الخلاقة " تم حل الجيش العراقي و إسقاط الدستور العراقي و اعتماد قانون كتبه المحتل الأمريكي و اسماه " قانون ادارة الدولة العراقية " كدستور مؤقت للعراق , بعدها بدأت المرحلة الثانية حيث تم كتابة دستور دائم جديد للعراق .
رغم أن الصورة الخارجية لإجراءات كتابة الدستور الجديد و اسلوب المصادقة عليه في استفتاء شعبي عام تبدو و كأن هذا الدستور هو نتاج ارادة عراقية لكن حقيقة الأمر أن هذا الدستور الجديد استند على قانون ادارة الدولة العراقية , لذلك كانت الغاية الأمريكية المستهدفة من قانون ادارة الدولة العراقية موجودة في الدستور الجديد ايضا , لذا فقد مهد إقرار الدستور الجديد لدخول العراق في داخل متاهة رسم حدودها المحتل الأمريكي بعناية .
اصطدمت العملية السياسية الجارية في العراق منذ أن اصبح الدستور العراقي الجديد نافذا و لحد الان بعقبات رئيسة عديدة و فشلت كل المحاولات للخروج من هذه العقبات بحل دستوري يحل اصل المشكلة , بل بالعكس صار الدستور هو المشكلة و ليس الحل ...!
اكثر من عشرين سنة مضت و العراقيون يبحثون عن طريقة دستورية لتعديل الدستور لكي يكون مرجعا لهم في إزالة العقبات امام العملية السياسية الجارية في العراق فلم يجدوها .
يتطلب إقرار التعديلات الدستورية موافقة العراقيين في استفتاء عام بنسبة تزيد عن 50% على أن لا تعترض ثلاثة محافظات على التعديلات , لثلاثة محافظات حق النقض " الفيتو " لتعطيل أي تعديلات على الدستور لا يريدونها حتى لو وافقت عليها جميع المحافظات العراقية الأخرى .
إقليم كوردستان يتكون من ثلاثة محافظات و هكذا حصل الإقليم على حق النقض " الفيتو المعطل " على أي تعديلات دستورية لا تناسبه , و لأن إقليم كوردستان لا يمكن أن يوافق على تعديلات تجعل من العراق دولة موحدة فدراليا كباقي الأنظمة الفدرالية في العالم لذا بقت العملية السياسية في العراق تراوح مكانها في داخل المتاهة و بقى النظام في العراق مشوها لا بشبه أي نظام فدرالي " اتحادي " في العالم .
بسبب حق النقض الممنوح للإقليم انعدمت , في المرحلة الحالية , الإمكانية لإحداث أي تغيير إيجابي للوضع السياسي في العراق بالاعتماد على السياقات الدستورية .
لقد اصبح إلغاء الدستور الحالي و تشريع دستور جديد هو السبيل الوحيد للخروج من المتاهة إلا أن أمريكا لن تقبل و لن تسمح بإلغاء الدستور الحالي لأنه الضمانة الأساسية لبقاء العملية السياسية في العراق في مكانها داخل المتاهة .
في العموم يتم الغاء دساتير الدول و إقرار دساتير جديدة من خلال الطرق التالية :
** الاحتلال و هذا ما تم في العراق و دول أخرى .
** عن طريق انقلاب عسكري , هذا ما تم في العديد من بلدان العالم , فهل هنالك في الظرف الحالي للعراق امكانية لسيطرة المؤسسة العسكرية على مقاليد السلطة كما حدث في الانقلاب الذي قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر مثلا , هذا الاحتمال غير متاح في العراق ايضا فسمائه لازالت محتلة من قبل امريكا .
** من خلال انتفاضة شعبية مسلحة , هذا الخيار غير معقول تماما في حالة كحالة العراق .
** بالاتفاق بين مكونات الشعب العراقي , لو كان هذا الخيار ممكنا لكان من الأسهل تعديل الدستور دون أن يستخدم إقليم كوردستان حق النقض .
و عليه يمكن القول أن كل الطرق مغلقة امام العملية السياسية في العراق , و يبقى امام العراقيين خياران لا ثالث لهما :
فإما البقاء في حالة الركود السلبي ضمن حدود المتاهة التي رسمت أمريكا حدودها أو الذهاب نحو الحرب الأهلية الشاملة و تفكك العراق و اختفائه من الخارطة السياسية .
في المرحلة الحالية و في الظرف الإقليمي و الدولي المحيط بالعراق ليس للشعب العراقي أي أمل في الخروج من المتاهة .
أمريكا و الغرب عموما يهيمنون على مصير شعوب الدول الأخرى من خلال إدخالهم في متاهات يصعب الخروج منها .
الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في إخراج مصر من المتاهة رغما اعتراض الغرب و خصوصا أمريكا على الانقلاب الذي نفذه .
قيس سعيد لازال يناضل من أجل إخراج تونس من المتاهة و اعتراضات الغرب على الحركة التصحيحية التي يقودها لازالت شغالة .
في العراق و في هذه المرحلة ليس هنالك إمكانية لظهور سيسي عراقي أو قيس سعيد عراقي و سيبقى العراق داخل المتاهة ... و إن خرج منها الآن فسيتفكك و سيتحول الى دويلات متناحرة في حروب دموية .
لقد لاقى النموذج الأمريكي الجاهز للديمقراطية الذي تم فرضه على العراق ترحيبا من اوساط سياسية عراقية عديدة باعتباره حالة افضل من الديكتاتورية و الاستبداد الذي كان سائدا زمن نظام البعث الصدامي , لكنهم بدأوا يدركون أن هذا القالب الجاهز للديمقراطية مجرد متاهة سياسية دخلوا فيها و لا يعرفوا كيفية الخروج منها ...!
قد يتحقق الخروج من المتاهة بانفصال إقليم كوردستان عن العراق أو بقرار من الحكومة الاتحادية يتضمن فك ارتباط الدولة العراقية بإقليم كوردستان و قيام هذه الدولة بحدودها الجديدة الذي لا تشمل إقليم كوردستان بسن دستور جديد بإرادة عراقية حقيقية و بعدها تعطى الفرصة للإقليم للاختيار بين العودة الطوعية للعراق وفق هذا الدستور , أو البقاء ككيان منفصل عن العراق . من المؤكد أن الإقليم سيختار العودة الطوعية للعراق لأسباب عديدة منها شبح الخوف من إيران و تركيا , لكن السؤال : هل ستوافق أمريكا على مثل هذه الخطوة ...؟
امريكا لن توافق على فك ارتباط الدولة العراقية بالإقليم , اذا ما العمل ....؟
الجواب : لا شيء يمكن فعله فلقد حكمت الظروف على الشعب العراقي إما أن يعيش في نظام البعث الصدامي الديكتاتوري الذي وصل الى الحكم , كما قال قادته , بقطار أمريكي أو الدخول في المتاهة الأمريكية .
و مع كل هذا , قد يقول بعض العراقيين أن المتاهة الأمريكية ارحم على العراقيين من استبداد البعث الصدامي خصوصا بعد أن منحتهم امريكا الحرية الكاملة في شتم بعضهم البعض في ديمقراطية منفلته دون قيود .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارتيلات الصناعة العسكرية الأمريكية و دورها في صنع السياسة ...
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 4 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 3 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 2 )
- الحرب في اوكرانيا مفترق طرق ( 1 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 2 )
- منظمة شنغهاي في طريقها لأن تكون اتحادا أسيويا ( 1 )
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 2 ...
- ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- الدَين العام الأمريكي .... تحدي اقتصادي كبير يتنظر الحل
- هل هنالك علاقة بين العيد الوطني العراقي و الوطنية العراقية . ...


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - المتاهة التي دخل فيها العراق .... !