حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 20:41
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
طفَشَ أي خَرَجَ هائمًا على وجهِه غاضِبًا من سوءِ المعاملةِ؛ قد يكونُ خروجًا من المَنزلِِ، من العَملِ، من النادي، من البلدِ. الخروجُ قد يكون داخليًا أو خارجيًا. الخروجُ للداخل عنوانُه الاِنعزالُ والاِبتعادُ والمُقاطعةُ، أما للخارجِ فهو لبلدٍ أو مكانٍ يُحققُ الاِستقرارَ المَعيشي ولو كانَ ثمنُه الغُربةَ الباردةَ القاسيةَ بعيدًا عن دِفءِ الأهلِ والأماكنِ.
العِلمُ كثيرُ المُتطلباتُ، معاملٌ ومكتباتٌ وحياةٌ مستقرةٌ تُحققُ التَفَرُغَ للأبحاثِ والعملِ. جامعاتُنا، مع الأسف، لا تُحَقِقُ أيًا من تلك الأساسياتِ بل تَستَنزفُ أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ ومُعاونيهِم، نفسيًا وماديًا، بطلباتٍ رائدُها المَنظرةُ الكاذِبةُ بمُسمياتِ التطويرِ والساعاتِ المُعتمدةِ والاِعتمادِ المُؤسسي والجَودةِ. أليست شعاراتٌ لا تُحقِقُ منافِعًا إلا لرافِعيها؟؟ النتيجةُ الحَتميةُ الطَفَشانُ داخليًا بمقاطعةِ المُناسباتِ والاِحتفالياتِ واللجانِ. لجانُ ترقياتِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ، مثلًا، زهَدَ الكثيرون في الاِنضِمامِ إليها أو التحكيمِ فيها، خاصةً وأن المُهيمِنينَ على أمورِها لم يتغيروا لعقودٍ، طَوعًا أو كَرهًا؛ الجُمودُ والرُكودُ والتراجًُعُ هم النتيجةُ الحَتميةُ.
الطَفَشانُ من الجامعاتِ اِستفحَلَ في التَخصُصاتِ الحديثةِ إما للشركاتِ العالميةِ في الداخلِ أو الخارجِ ، أو للجامعاتِ الأمريكيةِ والغربيةِ حيث يُعادُ تشكيلُ طلابُ البحثِ العِلمي الذين طَفَشوا باِعتبارِهم المادةُ الخامُ التي يحتاجونَها.
قامَت وسائلُ التواصُلِ الاِجتماعي على كُعوبِها لما طَفَشَ لاعبٌ المُصارعةِ عَلنًا، وأيقَظَت مؤقتًا الإعلامَ وبعضًا من مَسؤولين، ويقينًا ستعودُ ريما لأقدمِ عاداتِها، وسَيُنسى من طَفَشَ وسط شعاراتِ التشجيعِ والتطويرِ والرِيادةِ. لم، ولا، ولن تشعرُ وسائلُ التواصلِ الاِجتماعي والإعلامُ والمَسؤولون بآلافٍ طَفَشوا ويَطفَشون في صمتٍ من الجامعاتِ، ألأنهم خارجَ الاِهتمامِ؟؟ هل تمَ الرجوعُ لهم في أيٍ من الاِهتماماتِ والمشاريعِ والقضايا؟؟ أحسَبُ أن الإجابةَ واضحةٌ.
ألهذا الحدُ ضاقَ الوطنُ؟؟
كلام، كلام، كلام، …
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟