أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - مائة عامٍ من الإستعمـــار














المزيد.....

مائة عامٍ من الإستعمـــار


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 509 - 2003 / 6 / 5 - 18:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


                                                   

لم يتمتع العراقيون طويلاً بنشوة زوال الطاغوت الذي أثخنَ أجسادَهم وأرواحَـهم بالجراح  ، وأثخنَ أرضَ العراق بالمقابر والسموم ، في الأعوام الثلاثين المدوّنة عنواناً عريضاً للجريمة على امتداد تاريخ البلاد بإطلاقٍ .
أقول: لم يتمتع العراقيون طويلاً حتى بالوهم ؛ إذ بعد التاسع من نيسان بشهرٍ واحدٍ تقريباً ، أعلنَ مجلس الأمن الدولي أن العراق بلدٌ محتلُّ تتولّـى المسؤوليةَ فيه القوّاتُ الأميركية والبريطانية .
لقد شُـطِـبَ البلد ، Deleted ، بلغة الكومبيوتر ، ولم يعد عضواً في الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية أو أي هيئة سواء كانت دولية أو إقليمية أو عربية ؛ أمّـا الحديث عن المستقبل السياسي المنظور فلا يزال يدور في حدود
توليفةٍ محليةٍ تسدي النصح إلى المحتلين .
وعلى غير المعهود بعد انتهاء الحروب ، لم يبدأ التخفيفُ من عديد القوّات المحتلة ، وإنما جرى تدعيمُ هذه القوات بوحداتٍ جديدةٍ ، وكان استتبابُ الأمن والنظام  هو المبرر المعلَـن لهذا التدعيم .
وفي هذه الظروف ظلت مسألة النفط وعودته إلى الأسواق الهاجسَ الأكثر إلحاحاً من سواها ، والأمرُ مفهومٌ .
                                      * * *
من حقّ المرء أن يشعر بنوعٍ من الإحباط إزاء  الأداء السياسي / الثقافي للنخبة العراقية الطافية على السطح ، فهذه
" النخبة " في توصيفها الأكثر اعتدالاً ، هي وهميّــةٌ حقّـاً : باحثٌ بلا كتاب . ناقدٌ بلا كتاب. شاعرٌ تجاوزَ السبعين ولم ينشر من المَـتْـن الشعري ما يتجاوز سبعين صفحةً . " قائد" حزبٍ بلا حزب . منظمة حقوق إنسان ظلّتْ تقدم تقاريرها إلى أجهزة صدام حسين . " يساريّ" تعتمده أجهزةُ البلد المضيفِ عيناً لها … إلخ.
ولأنّ الإحتلال يعرف ما يريد
ولتوهّـمه أننا نجهل ما يريد
استقبلَ ، لكنْ ( بحفاوةٍ متحفِّـظةٍ ) ، متطوِّعي تقديمِ الخدماتِ ، من هؤلاء ، وفضّـلَ عليهم عملاءه الذين أعدّهــم منذ زمانٍ في بلد " المتروبول" .
جوني أبو زيد ، إذاً ، لا وفيق السامرائي .
وإياد علاّوي ، لا فالح عبد الجبار أو مهدي الحافظ .
                           * * *
الحضارة الغربية ( أوربا و أميركا ) الآن ، قائمةٌ على استهلاك الطاقة ، طاقة أمِّـنا الأرض : البترول .
ولأنّ البترول آيلٌ إلى الزوال ، بعد مائة عامٍ ، فإن إدامة الحضارة المتسيدة تقتضي السيطرة على الموارد البترولية سيطرةً كاملةً ، حتى التوصّـل إلى الطاقة البديلة .
من هنا ، سيدوم استعمار العراق ، تحت واجهاتٍ شتى ، قرناً كاملاً ، ينتهي بنضوب آخر قطرةٍ من هذا السائل المعتصَـر من كائناتٍ منقرضةٍ ، آخرُها نحن …
                        * * *
هل الصورة كالحةٌ إلى هذا الحدّ ؟
هي كذلك .
إلاّ أن كل شيء قابلٌ للحراك …
أقول هذا ، وأنا مستاءٌ من الضيق الذي يشعر به  متطوعون معينون إزاء ظواهرَ أوّليّــةٍ ، تؤشِّــرُ إلى مقاومة
هذا المصير المغلق .
ترى ، هل استتبابُ الأمرِ للمحتلّ ، هو الهدف الآنيّ ؟
إنه الهدف الآنيّ للمستعمِــر طبعاً .
لكنه ليس الهدفَ الآنيَّ للعراقيّ المستعمَـــر .
وللذين ضعفتْ ذاكرتُـهم لأسبابٍ يعرفونها هم خيراً مني  ، أقولُ :
ألم يكن الحالُ هكذا في ثورة العشرين ؟

 

                                                        لندن 4 /6 / 2003

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنيةُ الصَـــرّار - الزِّيـْـــز
- الرعد
- منبرٌ للحريّـة والحوارِ واللُّطفِ
- كم هو موجِـعٌ هذا الوقت ، يا أمل !
- جان دمّـو … إلى أين ؟
- منطقُ الطَّـيْـطَــوَى
- أجوبةٌ إلى - أخبار الأدب- القاهريّــة
- قلتُ : أعودُ إلى الألوانِ المائيّــةِ
- توضيــــح
- الخوَنةُ ، خدمُ الجنرال المتقاعد غارنر مسؤولون عن مذبحة الفل ...
- آيةُ الله … كنعان مكّــية
- الجــــمعـــة اليتـــيمـــة
- ابتدأت معركة التحرير
- الجـــنرال الأصلع و طابورُه
- الفالاشا العراقية ودرس الخوئي
- أنا العراقيّ ، كيف أستعينُ بنفسي …
- الطّــوافُ بالمقاهي الثلاثة
- مصـطــفى
- يومٌ في منتهى الغرابة
- - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - مائة عامٍ من الإستعمـــار