أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أحمد رباص - ظاهرة الانتحار في المغرب: الأرقام والدلالات














المزيد.....

ظاهرة الانتحار في المغرب: الأرقام والدلالات


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 06:55
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الحديث عن ظاهرة الانتحار في المغرب حديث ذو شجون..لكن قبل التطرق لهذا الموضوع، يستحسن القيام باطلالة على هذه الظاهرة على المستوى العالمي، على ان نخصص الفقرات الأخيرة من هذا المقال لعرض رأي باحث سوسيولوجي مغربي.
- الانتحار عبر العالم
بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الموافق ل10 شتنبر، قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها هو الأول من نوعه إن ما يقرب من 800 ألف شخص ينتحرون سنوياً ويقوم كثيرون آخرون بمحاولة انتحارية. بصيغة أخرى، تحدث عملية انتحار كل 40 ثانية في العالم. فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الانتحار يحدث في أي مرحلة من مراحل الحياة، ويمثل السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة في جميع أنحاء العالم في عام 2015.
يشير التقرير أيضا إلى أن هذه ظاهرة عالمية، حيث أن أكثر من 78 % من حالات الانتحار وقعت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في نفس السنة. في حين أن الصلة بين الانتحار والاضطرابات النفسية (وخاصة اضطرابات الاكتئاب وتلك الناجمة عن استهلاك الكحول) راسخة في البلدان ذات الدخل المرتفع، يشير التقرير إلى أن العديد من حالات الانتحار تحدث بشكل مندفع في لحظة الأزمة وفشل القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة مثل المشاكل المالية، القطيعة، المرض أو الألم المزمن.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الصراع والكوارث والعنف وسوء المعاملة والفجيعة والعزلة بقوة بالسلوك الانتحاري. ويذهب التقرير إلى أن معدلات الانتحار مرتفعة أيضاً بين الفئات الضعيفة التي تواجه التمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين والسكان الأصليين والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية أو ثنائيي الجنس والسجناء.
كما تلاحظ المنظمة أن ما يقرب من 30 % من حالات الانتحار في العالم ناجمة عن التسمم بالمبيدات، ومعظمها وقع في المناطق الزراعية أو الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بينما تشمل الطرق الأخرى الشائعة الاستخدام الشنق والأسلحة النارية.
و تعتقد منظمة الصحة العالمية أخيرا أن الانتحار، الذي يمثل "مشكلة صحية عامة خطيرة، يمكن تجنبه من خلال التدخلات في الوقت المناسب".
التسمم بالمبيدات الحشرية والشنق والأسلحة النارية هما أكثر الطرق شيوعا في جميع أنحاء العالم. وتظهر المعطياتت الواردة من أستراليا وكندا والولايات المتحدة واليابان ونيوزيلندا والعديد من البلدان الأوروبية أن تقييد الوصول إلى هذه الوسائل يمكن أن يساعد في منع الوفيات من الانتحار. والطريقة الأخرى لتحقيق ذلك هي التزام الحكومات الوطنية ببلورة وتنفيذ خطة عمل منسقة. واليوم، هناك 28 دولة فقط لديها استراتيجيات وطنية للوقاية من الانتحار.
- المغرب سجل أعلى معدل انتحار على مستوى العالم العربي
نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً تقريراً حول الانتحار في المغرب يلفت الانتباه إلى الاتجاه السائد في معدلات الانتحار في بلدنا. وبالتالي فإن المغرب لديه أعلى معدل انتحار في العالم العربي.
في الواقع، خلال المدة الفاصلة بين 2000 و2012، ازداد عدد حالات الانتحار في المغرب بنسبة 97 %، وارتفع من 2،7 الى 5،3 لكل 100،000 من المغاربة. ويبرز هذا التقرير أن 800 مغربيا يقدمون على الانتحار سنويا، أي ما يعادل نسبة 5 إلى 10 لكل 100،000 من المغاربة، وهي نسبة كبيرة تتطلب اهتماما عاجلا ورصدا دؤوبا من قبل السلطات الصحية في بلادنا.
وقال التقرير إن معدل الانتحار في المغرب أعلى أيضا من أرقام منطقة مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) التي تسجل عموما معطيات أقل من 5 لكل 100 ألف. وسجل أدنى معدل للانتحار في المملكة العربية السعودية (0.4)، أي أقل بكثير من المتوسط ​​العالمي البالغ 11.4 لكل 100.000.
وفيما يتعلق بالأساليب الأكثر شيوعا للانتحار في المغرب، يظهر هذا التقرير أن بلادنا في المراتب الأولى ضمن البلدان التي يتم فيها الانتحار عن طريق تجرع المبيدات التي على السلطات وضع الكثير من القيود للحصول عليها في أفق الحد من هذا العدد المفجع.
- رأي باحث سوسيولوجي
جعل الباحث السوسيولوجي عياد أبلال في مقدمة أسباب الانتحار، التفكك الأسري، والبطالة والفقر، والأمراض النفسية، والإدمان على المخدرات، مؤكدا على أن المقاربة السوسيولوجية للظاهرة تبقى ضرورية، باعتبار أن مختلف الاضطرابات النفسية سببها اجتماعي، ومن بينها عدم تمكّن نسق الشخصية من تلبية الحاجيات الأساسية التي تضمن للمرء الاستقرار والتوازن، أو وقوع خلل على مستوى النسق الثقافي أو الاجتماعي.
وأشار أبلال إلى أن الانتحار محرم في الإسلام، ومنبوذ في المجتمع، لكن حين يصل الخلل الوظيفي في أداء مختلف الأنساق إلى مستوى حرج، يصل نسق الفعل إلى رفض المجتمع، ومن ثم إلى رفض ثقافته ومعاييره، أو الشعور، في حالة تفكك الأسرة، بغياب الدفء الأسري والمساندة الوجدانية والحاجيات المعنوية والرمزية التي تجعل الفرد يتمسك بوجوده الذاتي، مؤكّدا أن كل خلل في الأداء النسقي للشخصية يصيب الفرد باضطرابات نفسية وعصبية، قد تجعل مسألة الانتحار لديه جد بسيطة.
وتؤكّد الأرقام والدراسات، بحسب أبلال، على ارتفاع حالات الانتحار ومحاولات الإقدام عليه في صفوف المراهقين من الجنسين، وبشكل أكبر في صفوف الذكور، كما تقل النسب في صفوف المتزوجين في مقابل ارتفاعها عند العزّاب. وبالعودة إلى المراهقين، فالأمر يمكن شرحه بكون أن هذه المرحلة جد حساسة ضمن مراحل نمو الفرد الثقافي والاجتماعي والبيولوجي، وهي مرحلة تعرف بطور بناء الشخصية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوح الذاكرة: قصة حب مشوب بالشفقة
- الصورة النمطية للمرأة المغربية في وسائل الإعلام
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدغر (الجزء الثامن ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء السابع ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء السادس ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء الخامس ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء الرابع ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء الثالث ...
- ما هي المهام التي على مجموعة السبع إنجازها؟
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء الثاني ...
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر (الجزء الأول)
- الإرهاب اليهودي من منظور دومينيك فيدال، ترجمة وتقديم أحمد رب ...
- وادي زم: وما زالت المتابعات القضائية تلاحق المناضل والحقوقي ...
- من المهدي بن بركة إلى ياسر عرفات.. كتاب يتتبع مسار الاغتيالا ...
- شذرات من هنا وهناك
- العلم كموضوع فلسفي
- العلم كموضوع فلسفي (الجزء الثالث والأخير)
- الانتخابات في تركيا.. بين انتظار الجولة الثانية وانتقاد المع ...
- العلم كموضوع فلسفي (الجزء الثاني)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أحمد رباص - ظاهرة الانتحار في المغرب: الأرقام والدلالات