أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - لقد قتلنا الإله














المزيد.....

لقد قتلنا الإله


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألم تسمع عن ذلك المجنون الذي أشعل فانوسًا في النور.
ركض في ساعات الصباح إلى السوق وبكى بلا انقطاع: أطلب الله!
يا الله!
أين أنت؟
لقد كان موقفا طريفا و محزنا.
هل ضاع الاله؟ هل ضل طريقه مثل طفل صغير؟
أم أنه يختبئ؟ هل يخاف منا؟ هل ذهب في رحلة طويلة؟
أين الله؟ لقد قتلناه - أنا وأنتم - كلنا قتلة له. لكن كيف فعلنا ذلك؟
الإله مات. يبقى الله ميتا. و نحن من قتلناه.
كيف نعزي أنفسنا كقتلة؟
أقدس و أعظم ما امتلكه العالم حتى الآن نزف تحت سكاكيننا.
سكاكيننا مضجرة بالدماء.
من سيمسح هذا الدم عنا؟
يجب علينا ألا نصبح آلهة لمجرد الظهور بمظهر الجدارة و البراءة.
هنا صمت المجنون وحدق مرة أخرى إلى مستمعيه.
كانوا أيضًا صامتين.
حدق فيهم بدهشة و بعمق شديد. في النهاية ألقى فانوسه على الأرض، وها هو ذا يخرج منكسرا.
قال حينها: لقد جئت مبكرا جدا.
لايزال الوقت مبكرا جدا للنحيب.
وقيل كذلك أنه في نفس اليوم اقتحم المجنون طريقه إلى عدة كنائس وأقام هناك قداسه.
أليست هذه الكنائس الآن الا قبرا لله؟

من وجهة نظر نيتشه، يشير موت الله إلى موت الفكرة الأكثر تقديسًا وثباتًا في تاريخ البشرية. كانت فكرة الاله الوحيدة التي أعطت هذه الحياة معنى مستقرًا وعمليًا. هذه الفكرة، مع ذلك، كان لا بد من دحضها. يقارن نيتشه المفكرين بالقتلة لدحضهم وفضح زيف و وهم الله. هذه النزعة يعدها نيتشه مثل جريمة قتل، كان لا بد من توظيف الميكيافيلية فيها.
نيتشه يأسف لغياب الله، ويتساءل عن مسؤولية الإنسان لملء هذا الفراغ. يكشف نيتشه عن مفارقة عميقة. على الرغم من أنه كان قادرًا على نبذ الدين و الله، إلا أنه يشعر بنوع من الشوق لهذه الفكرة. يجب أن يكون الإله الوحيد في السماء يشعر بالحزن الشديد أو الغضب أو اللامبالاة لحقيقة أن البشر قد بدأوا في رفضه. لقد تحولت دير العبادة الى ايحاء مادي يجسد موت الاله. يبقى لنا الا أن ننعيه و نعزي محبيه.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باروخ سبينوزا: البحث عن الله
- الأزمة السياسية بين المغرب والجزائر: التاريخ و الحاضر
- كائنات سماوية (Celestines)
- النبي محمد خارج المراجع الاسلامية
- عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا
- عيد العمال: إجابات صغيرة على الأسئلة الكبيرة
- عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية
- صلاة التراويح: بدعة عمر بن الخطاب
- العدالة البيئية Environmental Justice
- الفلسفة المثالية لأفلاطون
- من هرطقات البخاري: حديث إن أحدكم يُجمع خلقه
- من يحكم العالم
- المرأة و أصل العائلة
- رواية الطاعون: عبثية الإله و الوجود
- معاهدة واد راس: وصمة عار في تاريخ المغرب
- الفكر النسوي Feminism: مقدمة قصيرة
- بيان سايبورغ: مجتمع المدينة الفاضلة
- ما بعد الإنسانية Posthumanism: مقدمة قصيرة


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - لقد قتلنا الإله