أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - دُوسُونْ دُوزْ 212














المزيد.....

دُوسُونْ دُوزْ 212


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 00:01
المحور: سيرة ذاتية
    


جاهدا يحاول (سيمُوحَنْدْ أُوعَبدالله) تَذَكُّرَ تفاصيل ما وقع رغم أنه يبذل ما بوسعه لنسيان الكثير من الوقائع بعد مغادرة أمه البلدة ناجية بجلدها، وبقائه وأخته مع جدتهما (أُولْتْ عَيَّادْ) (١) في حِضنٍ رَؤُومٍ عَـزّ نظيرُه .. ما يَتْسَدْ بابْ حتى يتفتحو بيبانْ (٢) .. نشأ الصغير بمعية أطفال الدار والدوار في منزل يجمع (آيْتْ سِيعْلِي) قاطبة قبل أن يرحل فخذ منهم إلى حيز قريب ينشئ عائلة مستقلة يحفظ القرآن ويقوم بما يقوم به أقرانه من مهام الفلاحة والرعي والكسب .. "ما يندا تقابلتْ ميغْ أورْ تْلَّحَاكَتْ يَماشْ .. آتَرْوَالْ آيَا مْخيبْ تَجِّيشْ تَسْماحْ داكش دَكْ وَلْتْمَاشْ (٣) .. لقد تركتكَ أمك وحيدا مع أختك اِلْحَقْ بها سوف لن تعود" .. كان يسمع مرارا من أفواه أطماع ثيران إعَجْمِيِينْ (٤) لا حُلومَ لها لم ينقطع رجاؤها في حيازة ما يمكن حيازته من مزيد متاع الآخرين، فهي دوما تخور تنخر تتفجر أوامرُها في وجه الفتى تروم آستغلال طيبوبةً آتسم بها أو شعورا بنقص أو إحساسا مفرطا بـيُتْم لن يبرئه من وقعه آلقاهر إلا أهلٌ أصفياء يحن عليه حدبُهم .. هذا ظنه فيهم، لكنهم بالغوا في آستغلال نيته وغرارته وخفة حركاته وحبه الأعمال اليدوية ليغرقوه في مزيد من الأعمال الشاقة لصالح خدمة فدادينهم وكسبهم وتجارة أسواقهم وقضاء مآرب أغراضهم الخاصة التي لم يكن يستطيع التنصل منها حياء وتوقيرا للذين يعيش في كنفهم يحيطونه برعايتهم وحمايتهم .. هكذا كان يشعر، هكذا أريدَ له أن يتلقى معيشته وما يقع مِن حوله .. أكُوجيلْ آيَتْيِيتْ أورْ غَارَشْ لا بَبَاشْ لا يَمَّاشْ لا والي لا يَمَقْرَانْ اَحْزمْ عَوَّلْ خِي خْفَنَّشْ ما تَبْغِيتْ أَتَقِيمَتْ تْبَدّتْ خِي طِيطَارِينْ نَّش شَكْ دْوَلتْمَاشْ طَامَزْيانْتْ (٥) .. وتتفاقم خطورة سُخُرات الكَرْه والغصب بتحميل ما لا يطيق كاهلُ الفتى من مهام تفوق قدراته .. ووجد المستغلون مع مرور الوقت فجوات عريضة دخلوا عبرها عنوة أو بطرق شتى ليحكموا قبضتهم على رقبته، فجَدَّتُه كانت تمر بفترات عصيبة بعد وفاة نصيرتها (ميمونة إيمحطرن) الزوجة الأولى ل (سيعبدالله أوحمو)، وبعد قدوم زوجة آبنها الجديدة (تاهْرِيدانتْ) التي حرصت على فرض أسلوبها وسلطتها الجديدة في تسيير العائلة والتحكم في أعضائها، مما جعل نفوذ (أولتْ عَياد) التي كان يضرب بها المثل في المواجهة، يتقلص شيئا فشيئا لصالح مَنِ آختارتْ وسَعَتْ هي نفسُها أن يتزوج آبنُها بها .. فكان لا بد مما لا مفر منه .. فَرّ الفتى إلى سَرْبيس العسكر بعد أن آطمأن على أخته زوجةً في بيتها، لتبدأ رحلة جديدة في حياة عامرة بصهد الرحلات المتعسفة ... (سيمُوحْ) ستطلق عليه الألسنُ في الثكنات .. ( دُوسُونْ دوزْ 212 ) (٦) سيغدو رقما في سلسلة أرقام يُنادَى عليه به في لارْمي فرنسيس (٧) يُؤمَرُ فيطيع .. اللهم بوقليب لكحل البراني الرُومي والسانيغالي والمَرُّوكي ولاَ الجغْديد لَحبابْ للي خْلاَني (٨) .. آرْوَلْ عْتَقْ إخْفَنَّشْ آيَا كُوجِيلْ .. آيْ تَنَّا يماسْ ميمونة مثلما قالت لفلذتها من قبل (٩) .. كانتِ تُخلصهم واحدا واحدا بطريقتها التي ما آستطاعت غيرها في أتون أجمة لا ترحم غيلانُها، حتى إذا آطمأنت من مرور ويلات تاجْنُوفْتْ العاصفة، سلمت أمورها لأقدار أخرى تهيئ عواصف من نوع آخر في آنحدار سحيق لأعمار رهيفة في أخاديد لا قرار لغورها .. ذلك مَكْتَابْ الله ما شاء فعل ...

☆إشارات :
١_اولتْ عيّاد : نسبة الى عائلة تدعى عيّاد، إذ غالبا ما تعرف المرأة المتزوجة في عائلات الاستقبال سواء في قبيلتها أو قبيلة الغير، غالبا ما تُنَادى بآسم آنتسابها أو بآسم عِرقها أو منطقتها، ويغيب مع الزمن آسمها الخاص بها ...
٢_ما يَتْسَدْ بابْ حتى يتفتحو بيبانْ:كلما أغلقت أبواب فتحت أخرى، كناية عن الأمل
٣_ما يندا تقابلتْ : ما عساك تفعل هنا
_ميغْ أورْ تْلَّحَاكَتْ يَماشْ : ألا تلحق بأمك
_آتَرْوَالْ آيَا مْخيبْ : لقد هربت وتركتك وحيدا أيها الغرير
_تَجِّيشْ تَسْماحْ داكش دَكْ وَلْتْمَاشْ : لقد غادركتكما أنت وأختك تركتكما لمصيركما
٤_إعَجْمِيِينْ : ثيران لا يفقهون ما يقولون
٥_أكُوجيلْ آيَتْيِيتْ : أنت مجرد يتيم
_أورْ غَارَشْ لا بَبَاشْ لا يَمَّاشْ : ليس لديك والد ولا والدة
_لا والي لا يَمَقْرَانْ : لا مُعيل لك لا راعِ
_اَحْزمْ عَوَّلْ خِي خْفَنَّشْ : ما يحك جلدَك إلا ظفرك
_ما تَبْغِيتْ أَتَقِيمَتْ تْبَدّتْ خِي طِيطَارِينْ نَّش شَكْ دْوَلتْمَاشْ طامزيانت : عول على نفسك وقدراتك إذا أردتَ أن تستمر على قيد الحياة أنتَ وأختك الصغيرة
٦_دُوسُونْ دوزْ : نطق فرنسي لرقم 212
٧_لارْمي فرنسيس : العسكر الفرنسي
٨_بوقليب لكحل البراني الرُومي : مصائب الأجانب الأوروبيين
_السانيغالي والمَرُّوكي : نسبة الى مجندي أفارقة جنوب الصحراء الذين استخدمتهم فرنسا لغزو المغرب والبطش بالمغاربة
_المروكي: المغربي نسبة الى المورو لفظة يطلقها الإفرنجة على المغاربة
_ولا الجغْديد لَحبابْ للي خْلاَني : أولى من زبانية الأقارب الذين فتكوا بي
٩_آرْوَلْ : انج بجلدك
_عْتَقْ إخفنش آيا كوجيل : اعتق نفسك أيها اليتيم
_ آيْ تَنَّا يماسْ ميمونة : هذا ما قالت أمه ميمونة



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي
- عناقيدُ شتينباك
- ثم، من غير سلام ينصرفون
- فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان
- تِيقَّااااادْ
- سَقَر
- أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا
- تِيرْجِينْ نَتْنِيمَارْ أَجْأَرُ بِها وكفى
- رَأَى مَا رَأَى تَلَا مَا تَلَا
- مَاتيلدْ دُو لَامُولْ تطبعُ قبلةً على شفاهنا ثم نموت


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - دُوسُونْ دُوزْ 212