أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - مقطع قصير من الفصل الأول من الكتاب الثاني من ثلاثية -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الذي صدر الكتاب الأول منها سنة 2022 وسيصدر الكتاب الثاني في بداية السنة الادارية الجديدة.














المزيد.....

مقطع قصير من الفصل الأول من الكتاب الثاني من ثلاثية -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الذي صدر الكتاب الأول منها سنة 2022 وسيصدر الكتاب الثاني في بداية السنة الادارية الجديدة.


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال ناظم إن اسم المنوبي الطبي وصورته يذكرانه باسم لشخص إما يعرفه أو قرأ عنه ولكن ذاكرته لم تسعفه فهو لم يعد يذكر عنه إلا شتاتا من هنا وهناك كحلقات من سلسلة متقطعة. ولكن الراجح عنده أنه قد يكون قرأ عنه في كتاب ما ولكنه لا يذكر شيئا بالتفصيل.
كان يتساءل: من ترى هو هذا المنوبي الطبي؟ ألا يكون هذا الخلط الذي بي مرده ضعف ذاكرتي وربما تدرجها المتسارع نحو التلاشي.
تصوروا إنسانا بلا ذاكرة؟ لما يمكن أن يشبه؟ كيف سيتحمل حياته وهل تكون له حياة أصلا وهو لا يعرف من حوله من وراءه وما وراءه من أمامه وما أمامه أين يذهب ولماذا يذهب؟
قاده ذلك لتذكر تلك النكتة التي سمعها كثيرا حتى مجّها ولم يعد يتحمّل سماعها لما كان يتبارى هو وأخوه وهما صغيران في من يأتي بما يضحك بقية أفراد العائلة أكثر. تلك النكتة عن الابن الأعور الذي يذهب لأبيه الأعور هو أيضا يطلب منه نقودا والتي تنتهي بـقول الأب الأعور "خذ أخاك وأغرب عني قبّح الله وجهك"
إلاهي ألا يكون هذا الذي أراه الآن على شاشة التلفاز هو المنوبي الطبي الذي أعرفه. المنوبي إمام الجامع قبل سنوات. ذاك الذي صار معروفا أكثر بعد واقعة سنة 2011 واقعة "أقبل البدر علينا" والتي رفعته للسماء وصار من بين من بيدهم الحل والعثد في حكم البلاد.
لا شيء في الحقيقة كان يجعل ناظم متأكدا مما ذهب إليه. ملامح الرجل هي هي هيئته هي هي طريقة نطقه للحروف وتلعثمه هو هو فقط لم تعد له تلك الأسنان الصفراء المبعثرة في فمه والناتئ بعضها لقد إختفت تلك الأسنان وعوضها طاقم أسنان اصطناعي وهو ما جمّل وجه الرجل شيئا ما ولكن لم يحوله لكائن وسيم.
لقد ظلت هيئته كما يعرفها وظلت طريقة كلامه كما هي لم يغير في طريقة لبسه وحتى الكسوة وربطة العنق اللتان يظهر بهما فقد جعلا منه إنسانا أخرق أكثر من أن يحولاه لرجل أنيق. ولكن كل ذلك لا يمكن أن يجعل منه المنوبي الطبوي فهو يمكن أن يكون خنتوش المرعي فالرجلان يتشابهان كثيرا وفي كل شيء.
لم تبرح الصورة خياله حتى بعد انتهاء البرنامج وبقي هكذا دون يقين يريحه وهو ما رسخ لديه أكثر قول الطبيب له في أنه قد يشفي بنقص في الذاكرة سيلازمه طول حياته. لم يكن الطبيب متأكدا مما قاله ولكنه شدّد على أنه احتمال من بين احتمالات أخرى كثيرة قد تحصل لمن هو في مثل حالته.
ظل أسابيع وحتى بعد أن غادر الغرفة 42 من مستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة يحاول أن يربط بين ما رآه على الشاشة وما يعرفه بالفعل فهو لا يجزم بأن ذلك الذي ظهر وتكلم هو المنوبي أم غيره ويخلط بين الشخصيتين شخصية منوبي الطبي وشخصية خنتوش المرعي التي تستعيدها ذاكرته بكل صفاء حسب ما يعتقد.
هو لا يذكر سوى أنه هو من أوجدهما وخلقهما وجعلهما بما هما عليه في الكتاب الأول وأسند لهما تلك الأدوار.
هل تداخلت الأمور إلى هذا الحد عنده حتى اختلط المتخيل بالواقع في ذاكرته ولم يعد يفرق بينهما؟
لماذا هو يلح على أن في الأمر متخيل وواقع؟
لماذا لا يكون ما يراه تداخلا هو الواقع الذي لا دخل للخيال فيه وأن ما يرى أنه خياله ليس الا الواقع ذاته.
الواقع بشع أحيانا كثيرة بشاعة هذا الخلط بين الشخصيتين التين يعتقد أنه هو من خلقهما فلماذا يصر على عكس ذلك.
ألا يكون كل ما فكّر ويفكذر فبه وما تصور أنه رآه ليس إلا خيالات وأنه لم يرى لا المنوبي الطبي ولا خنتوش المرعي بل رأى شخصية أخرى من هذه الشخصيات التي تتناوب منابر الكلام العابر كل مرة.
ألا تكون هلاوسه هي التي صورت له كل ذلك وأنه لم يخلق شخصيات هكذا من لا شيء ولم يسند لها أدوارا هكذا أيضا من لا شيء... ولم يكتب شيئا بل أن كل ما في الأمر أنه مريض وأن ذاكرته تتلاشى وتصور له خيالات وأن كل ما رآه هو مجرد خيالات تقبع فقط في دماغه وحده ولا صلة لها بالواقع؟



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: ثلاثون سؤالا وسؤال بعد العملية الإرهابية التي جدت أخير ...
- إنها الحرب على الأغلبية
- مات اليسار التونسي ولم يكتسب أي نفوذ داخل الجماهير لأنه كان ...
- بشير الحامدي سيرة داتية
- تونس: رأي حر في مسلسل فلوجة الذي يبث على قناة تلفزية تونسية
- المضللة
- تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في ...
- أوهام الحشود في ظل غياب حركة اجتماعية مستقلة
- تونس ـ قيس سعيد يهيئ للمعركة مع بيروقراطية الاتحاد العام الت ...
- حول استبدال الإصلاحية أو الثورة بالدولة
- مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكت ...
- الكتابة تحت القنابل المسيلة للدموع: تقديم كتاب ورقات من دفات ...
- حبيب الهمامي يكتب عن نص -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب ...
- البِرْكَة لا تستحق حجرا لتحريكها بقدر ما تستحق أحجارا ورملا ...
- نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول ...
- تونس: من أجل مؤتمر للمقاومة ينجزه كل الذين يلتقون على مهمة ا ...
- تونس: حول الموقف من إضراب 16 جوان 2022
- تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنا ...
- تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابي ...
- تونس: لوبيات الفساد في وزارة التربية وفي غرفة صانعي الكتاب


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - مقطع قصير من الفصل الأول من الكتاب الثاني من ثلاثية -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الذي صدر الكتاب الأول منها سنة 2022 وسيصدر الكتاب الثاني في بداية السنة الادارية الجديدة.