أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بهاء الدين الصالحي - تديين الدستور














المزيد.....

تديين الدستور


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 02:50
المحور: المجتمع المدني
    


الدستور والدين
في ظل مئوية دستور ١٩٢٣ ذلك الدستور الذي أسس مصر الحديثة ولقد راهن المتحدثون الدستور ّوالمغازلون لتيار الإسلام السياسي بحكم التركيبة الطبقية التي تم ترسيخها منذ ١٩٥٢ حتي الآن حيث تحول الإسلام السياسي الي مفردة رئيسية في المعادلة السياسية بحكم الصدام التاريخي مع جمال عبدالناصر والفرض القهري من قبل السادات والتوافق في عهد حسني مبارك من باب اراحة البال حيث قسم الواقع من باب اعطاءهم المنابر مع ترك السياسة للحرب الوطني ، مما خلق شرعية لا تتناسب مع التوزيع الطبيعي للقوة السياسية علي ارض الواقع وخلق ذلك نوع من المبرر لاكتساب أرضية منحة من الغير .
علاوة علي ان الدستور وجه عاكس للواقع الاجتماعي ،فطبقا للتغيرات التي أجرتها الدولة من خلال الإصلاح الزراعي الذي هدم الأساس الاجتماعي لسيطرة الوفد في الريف وبروز الفلاح كوحدة فاعلة في الريف المصري بدلا من العمدة وكذلك إيجاد مستوي تنظيمي جديد هي الجمعية الزراعية مما أدي لترجع القيم المدنية المرتبطة علاوة علي المرجعية الفكرية لصانعي القرار من الصعيد حيث جمال ويوسف صديق وغيرهم وحيث تراجع للاتجاهات المدنية ممثلة في اليسار المصري المشارك والذي صاغ دستور ١٩٥٤ الذي حمل نفس مواد دستور ١٩٢٣ ، ولما انسحب اليسار من بنية السلطة بعد أزمة ١٩٥٤ ،فكانت النتيجة الطبيعية ان يتم إيجاد المادة ٥ من دستور ١٩٥٦ ،والمادة ٣ : الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ، ربما كانت المصالحة مع التوجه للدين الشعبي السائد في الريف المصري خاصة مع انتشار كوادر الإسلام السياسي في الريف وكنوع من الرد علي الاتهامات الموجهة من الدعاية المضادة ضد الدولة المصرية بالتوجه نحو الدول الشيوعية، علاوة علي ان تفريغ مصر من القوة السياسية للاديان الاخري مع قبول الدين الاخر الباقي لاهوتيا لفكرة قومنة الدين ، ولكننا هنا قمنا بإعطاء هدية مجانية للاسلام السياسي متناسين ان الأفكار مثار حوار اجتماعي ولامجال للحسم السياسي والأجرائي خاصة وأن تلك التدخلات من الدولة قد أعطت الفرصة ليكون الفهم الاصولي للاسلام ، خاصة مع الغابة المصطلحية الغير منعكسة في خلق الفجوة مابين عمومية النص وخصوصية الحالة القضائية ،خاصة من تنامي الاختلافات الفقهية داخل التاريخ الإسلامي وهنا مواءمة النص للواقع حيث جاءت الفتاوي محاولة تكييف النص مع متطلبات الواقع وهنا صعوبة تطبيع المادة الثانية من الدستور المصري علي غير معاملات الأحوال الشخصية ،ومن هنا كانت وجاهة مادة ١٢ من دستور ٢٣ ان حرية العقيدة مطلقة ّ
ولعل ذلك الخلط المنهجي في مفهوم الدين وتفصيلات الحكم القانوني وعدم قابلية الأمر لفكرة تعدد الرؤي والتأويلات، ويبقي فكرة الظهير الشعبي وجاذبية فكرة الدين مع كثرة التفاصيل والخلط مابين علوم الدين والعقيدة ،وهو امر يحتاج نوع من الثقافة الدينية العميقة ربما لم تتوفر في ظل الأمية السائدة في الواقع المصري ، وهو امر له عودة.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئوية دستور ١٩٢٣
- المقاومة الفلسطينية- تحديات
- المقاومة الفلسطينية
- الأسير معبر الحرية
- عولمة ضريبية
- السودان ومصر ٥٥
- السودان ٤ ٥
- السودان ٣ ٥
- السودان ٢٥
- مابعد حرب السودان ١٥
- الرهائن المصريين
- مسارات أزمات السودان
- أزمة السودان ٣ ٤
- أزمة السودان ٢٤
- أزمة السودان ١٤
- الدولة الوطنية مابعد الميليشيات
- فلنكتب تاريخنا
- مصر وأفريقيا ٢٥
- مصر وأفريقيا ١_٥
- الاقتصاد وصناعة الرأي العام


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بهاء الدين الصالحي - تديين الدستور