أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - الهويريني: فيلسوف مهاجر إلى الله














المزيد.....

الهويريني: فيلسوف مهاجر إلى الله


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 00:47
المحور: سيرة ذاتية
    


تعرّف عليه المتابعون منذ سنوات قليلة من خلال لقاءاته المتلفزة التي كان متفوقاً فيها على المُعدين والمقدمين والمخرجين، فتعلق المشاهدون بأحاديثه عن العبادات ومطالباته بالتحرر من ممارساتها الشكلية ذات الطابع الآلي، التي لم تترك أي أثر في حياة الناس. من قوله ان الصلاة تبدأ بعد خروجك من المسجد، وتعتمد على مدى التزامك بإقامة ما عاهدت الله عليه، ثم يضع فاصلاً بين أداء الصلاة وإقامتها، وبين الشبهات التي يقع فيها معظم المصلين، الذين ما ان يغادروا المسجد حتى يحلفوا بغير الله، ويستسلموا للجن والعين والسحر، وينساقوا وراء اهواءهم وميولهم السياسية والعشائرية والنفعية، متمردين تماماً على ما عاهدوا الله عليه في إشاعة العدل والاحسان، والدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم، والمساواة بينهم. .
لم يكن الهويريني متطرفاً من فئة المتشددين، ولم يكن من وعاظ السلاطين، ولا يؤمن بنظريات التشرذم الطائفي، ولم ينتم إلى حزب أو ميليشيات، وليس لديه مآرب دنيوية ونفعية، ولم يتخذ من الدين سلعة وتجارة. بل كان هارباً إلى الله، باحثا عن الحقيقة المجردة، ناطقاً بالكلمة الحرة، حتى غلبت عليه الدعوة للاتجاه إلى الله و(الفناء فيه). .
لا يؤمن المفكر علي الهويريني بالمظاهر الخداعة وطقطقة المسابح، ويرفض الأعمال والطقوس والعادات التي يبرأ منها دين الإسلام نفسه. .
تحظى لقاءاته المتلفزة برواج كبير بين الناس، ولقيت استحساناً وانبهاراً من المسلمين وغير المسلمين، الذين عكفـوا على متابعة المقاطع المنشورة له على مواقع التواصل. .
ولا يعلم الناس حتى الآن ان الهويريني المولود عام 1945 لم يدرس الفقه في الازهر الشريف، وانما درس الفنون المسرحية والسينمائية في هوليود، وهو أول سعودي تخرج في جامعة كولومبيا، واشتغل في التمثيل والاخراج وهندسة البث التلفزيوني، وكانت له انتقادات مشهودة لسلوك الفنانين، وهو من أدخل الزهد والالتزام في عالم الفن والمسرح، ثم انصرف قبل وفاته في البحث عن الطرق الصحيحة التي تربط العبد بربه من دون فوضى وعنف ومغالاة ودماء أو مباهاة بفضيلة، فهاجر بروحه المطمئنة نحو الآفاق السامية، واستطاع ان يلخص فلسفة الحياة بأنها في مجملها تحمل هدفًا للإنسان نفسه، وإن الله خلقه لهدف، وحينما ينتهي هدفه في الحياة، يأخذه الله إلى مثواه الأخير. . وعن معنى الهدف، أوضح الهويريني في لقاءاته: أن الهدف يُراد به ما يرغب فيه الله من الإنسان، قد يكون الفاسق عبرة للمؤمنين، أو العكس. مؤكداً أن الله يعلم المستقبل منذ أن خلق السماوات والأرض، وأن الإنسان مخير في الذهاب إلى قدره المحتوم. .
قال عنه الكاتب عبده الأسمري: انه أخرج نزعات التحليل من عمق الشعور ليطفئ نزغات التأويل في أفق التساؤل، مبحراً في محيطات التفكر على متن ذاته التي كانت تأنس بالشعر وتستأنس بالمشاعر. .
انتقل الهويريني إلى رحمة الله عن عمر 76 عاماً، بعد أن زرع من خلاصة معايشته في هذه الحياة الكثير من الآراء الثقافية والمآثر المحمودة، وصنع لنفسه فلسفة خاصة تعبّر عن عميق المعرفة، فأثارت وفاته موجة من الحزن في عموم البلدان العربية. .
قال واحد من السلف الصالح: ((لقد قرأت سورة العصر عشرين عاماً ولم افهم معناها. كنت افكر كيف يكون الأصل في الانسان الخُسران، والله يؤكده بكل المؤكدات، ثم يستثني الناجين من الخُسران بصفات أربعة، وهي: الإيمان - والعمل الصالح - والتواصي بالحق - والتواصي بالصبر. إلى ان سمعت يوماً بائعاً للثلج ينادي على بضاعته مستعطفاً الناس، فيقول: إرحموا من يذوب رأس ماله. لأن الثلج ماءٌ متجمد، وقطرة الماء التي تسقط ان تعود مرةً أخرى، هنا فهمت ان هذا هو معنى القسم في سورة العصر، فرأس مالك في الدنيا هو عمرك، واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية، فكل واحد منا يذوب رأس ماله. فانتبهوا لرأس مالكم، وهو الوقت الذي تحييون فيه، قبل أن يمضي بكم قطار العمر بلا عودة)). .
ربما هذا ما كان يجتهد في تفسيره الهويريني رحمه الله. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلحة لإبادة مجاميع بشرية مستهدفة
- قيم وأعراف مفقودة
- جسور أخفاها الإعلام المُسيس
- من هو أنس خليفكان ؟
- كتاب: أساطير سومرية
- مقاتل العراقيين: برواية محمد السيد محسن
- التلاعب بتصاميم العقال العراقي
- حزب الأسرة الحاكمة
- هل كان السومري أوأنّس من كوكب آخر ؟
- 11 كتابا جديداً عن حضارتنا هذا العام
- هكذا تفكر بغال الحروب
- أطباؤنا وارتباطهم المهني بالأردن !؟!
- أعمدة الرب: قنابل من مدار الأرض
- بين مسؤول متحزب ومسؤول مستقل
- من أم المعارك إلى أم القنابل
- نظرة ساحرة على سومر والسومريين
- فواتير يدفعها التاجر من جيب المواطن
- مصيرنا بين الإبادة والفناء
- قرار إعدام عماتنا النخلات
- الانحراف نحو العوجة


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - الهويريني: فيلسوف مهاجر إلى الله