رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 00:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 䀇
المستشرق هنري كوربان (1903 - 1978)
ولد هنري كوربان في 14 أبريل 1903 من أسرة بروتستنتية في مقاطعة نورماندي (بشمالي فرنسا). وأتقن اللاتينية واليونانية، كما أتقن اللغة الألمانية، وألمّ باللغة الروسية. ودرس الفلسفة في كلية الآداب (السوربون) في باريس. لكنه تأثر خصوصاً بمحاضرات أتيين جلسون Etienne Gilson في المدرسة العملية للدراسات العليا، وكان يلقي محاضرات آنذاك عن الترجمات اللاتينية لمؤلفات ابن سينا. وربما كان ذلك هو الذي وجّهه إلى الاهتمام بالفلسفة الإسلامية. ومن أجل هذا أخذ في تعلم اللغة العربية، واللغة الفارسية الوسطى، والفارسية الحديثة. وداوم على حضور دروس لوي ماسينيوس في «المدرسة العملية للدراسات العليا» الملحقة بالسوربون. وقد أهداه ماسينيون نسخة من كتاب «حكمة الإشراق» بشرح قطب الدين الرازي وصدر الدين الشيرازي (طبع حجر في طهران)، فكان هذا الكتاب بداية لاهتمامه بمؤلفه: السهروريدي المقتول، وكان ذلك في 1928.
واشتغل بعد تخرجه من كلية الآداب (السوربون) محافظاً في المكتبة الوطنية بباريس: أولاً بصورة مؤقتة، ثم بصورة دائمة في 1933. وفي هذه السنة تزوج رفيقة حياته التي أهدى إليها الكثير من مؤلفاته، والتي كانت أكبر عون له في الشؤون العملية: إذ كان كوربان ثقيل السمع، لا يكاد يسمع في كثير من الأوقات، فكانت هي التي تتولى إسماعه. وزوجته، واسمها استلاّ Stella، كانت بنتاً لأحد الأساتذة الكبار في السوربون.
وكانت باكورة إنتاجه ترجمة رسالة صغيرة بالفارسية للسهروردي المقتول، عنوانها: «مؤنس العشاق» وذلك في 1933، وكانت هذه الترجمة بداية رحلته الطويلة المثابرة مع رفيق عمره: السهروردي المقتول، والتي ختمها في عام 1976 بكتابه «الملك الپورفيري» L Archange empourprè وهو ترجمة لخمس عشرة رسالة للسهروردي بعضها مكتوب بالعربية، وأغلبها بالفارسية.
ولما أحيل ماسينيون إلى التقاعد في 1954، خلفه في «المدرسة العملية للدراسات العليا» (الملحقة بالسوربون) هنري كوربان. لكنه جمع بين هذا المنصب وعمله مديراً لمعهد الإيرانيات في طهران، فكان يحضر إلى طهران في كل عام ويقيم حوالي ثلاثة أشهر . وحتى بعد أن أحيل إلى التقاعد في 1973، ظل يسافر إلى طهران ليقضي نفس الفترة. ومن 1975 إلى 1977 كان يحضر إلى طهران بدعوة من «الأكاديمية الفلسفية الإيرانية» التابعة لمؤسسة بهلوي.
وتوفي كوربان في 7 تشرين الاول 1978.
ان أعظم أعمال كوربان هو من غير شك كتابه: «في الإسلام الإيراني» (في أربعة أجزاء، عند الناشر جاليمار، باريس 1971): في الجزء الأول منه تناول مذهب الشيعة الإثنا عشرية، وأوّله تأويلاً صوفياً عرفانياً.
وقد كتب فصلاً في تاريخ الفلسفة الإسلامية ضمن «تاريخ الفلسفة» الذي صدر في مجموعة La pleiade (لدى الناشر جاليمار، باريس)، وهذا الفصل طبع أيضاً على حدة كتاباً قائماً برأسه في مجموعة «أفكار» Idees (لدى الناشر نفسه).
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟