محمود عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 18:42
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
في خضم رحلة الإنسان في حياته، تجده يبحث دائما بحثاً حثيثاً مستمراً عن الأمن والأمان، وكأن جزءاً من تكوينه الفطري وغريزته يتطلب الشعور بالأمن والأمان - غذائياً ووظيفياً وأسرياً وعائلياً ونفسياً ...و....و....إلخ. وبدون هذا الشعور، الذي يؤكد على ميل الإنسان إلى الإستقرار وتأمين احتاجاته، لا تستقيم حياته ولا تستقر حالته النفسية..ولا يعرف الإنسان منا قيمة الأمن والأمان إلا عندما يتعرض للتهديد الوجودي - مثلما يحدث في أوقات الحروب والمحن..فالإنسان حريص دائما على تأمين مستقبله، بل ومستقبل أولاده وذويه..
إن حاجة الإنسان للأمن والأمان هي من أقوى الحاجات الأساسية التي تحكم حياته وتؤثر في سعادته واستقراره النفسي. يسعى الإنسان طوال حياته لتحقيق الأمان والاستقرار في كافة جوانب حياته، سواءً كانت في الجوانب الاجتماعية، العاطفية، الاقتصادية أو الشخصية. ويرجع ذلك إلى طبيعة الإنسان الاجتماعية والحاجة القوية للشعور بالأمان والحماية.
ومن الناحية العلمية والسيكولوجية، فقد أسكن عالم النفس الشهير "أبراهام ماسلو" في هرم الحاجات (الإحتياجات) الشهير الذي افترضه..وهذا التسلسل الهرمي عبارة عن نظرية نفسية قدّمها ماسلو في ورقته البحثيّة «نظريّة الدافع البشري» عام 1943 في دورية «المراجعة النفسية» العلمية. ثُمّ وسّع ماسلو فِكرَته لتشمل مُلاحظاته حول الفضول البشري الفطري..لكن ما يهمنا هنا هو موقع "الحاجة للأمن والأمان" (السلامة الجسدية والأمان الأسري والمهني والوظيفي) في هذا الهرم، والتي تأتي في المرتبة الثانية التي تعلو الإحتياجات الفسيولوجية الأساسية (من تنفس وماء وغذاء وجنس...إلخ) التي لا غنى للإنسان عنها..ويقدم هرم ماسلو للحاجات البشرية تفسيرًا شهيرًا يساهم في فهم حاجة الإنسان للأمن والأمان. وفقًا لهرم ماسلو، تتألف حاجات الإنسان من سلسلة متصلة من الحاجات الأساسية، حيث يجب تلبية الحاجات الأساسية قبل الانتقال إلى الحاجات الأعلى. وتُعد الحاجة للأمن والأمان من بين الحاجات الأساسية الأولية التي يبحث عنها الإنسان.
وأخيراً عندما يكون الإنسان محرومًا من الأمان والحماية، يشعر بالتوتر والقلق والخوف، مما يؤثر سلبًا على حياته اليومية وصحته النفسية. يمكن أن يعاني الفرد من الشعور بالعجز وفقدان الثقة في النفس، مما يعرقل نموه وتطوره الشخصي، ويعوق التطور في سلم الحاجات حتى يصل إلى التقدير وتحقيق الذات..
تحياتي
#محمود_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟