|
خيانة حزيران 1967 - 12
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 09:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خيانة حزيران 1967.... – 12 قبل الإنتقال إلى مواقف تاّمرية وإجرامية أخرى لوزير الدفاع وعصبته العسكرية وصولاّ إلى إنقلابه الذي أوصله للرئاسة 1970 . لابد لنا من طرح الأسئلة التالية : هل كان العقل العربي المدني والعسكري عقيماّ وبائساّ قبل وبعد وقوع هذه الخيانة السافرة لهذه الدرجة من العدمية . حتى مرّت هذه الجريمة دون توصيف حقيقي ودون أي تحقيق عسكري أو قضائي أو سياسي وطني.- حتى سميت نكسة وحسب - وكفى الموْمنين شر القتال ...؟؟_ وكيف مرّت دون عقاب خصوصاّ في سورية حيث أدلة الإدانة وبصمات المجرمين جلية وفاقعة -. كأنها حادث سير عادي ذهب ضحيته عدد من الناس – قضاءّ وقدراّ كما يقال.؟؟؟؟؟ ولماذا يتردّد الوطنيون في القيادة السياسية اّنذاك الذين ظلموا واضطهدوا في السجون أو في المنافي أكثر من ربع قرن بعد اغتصاب السلطة منهم في انقلاب 1967 حتى اليوم لماذا يترددون بتوصيف الجريمة بالخيانة الكبرى التي مازال شعبنا في سورية ولبنان خصوصاّ يعاني من اّثارها ويحصد العلقم والجوع والإستبداد والتمزق الوطني والقومي والطائفي . مادامت الجريمة مستمرة واللاعبون في الخيانة الأولى فرّ خوا أبناء وأحفاداّ أكثر غباءّ ووقاحة وأعتى إجراماّ وأنذل عمالة ممن سبقوهم على نفس الكراسي وبنفس الأدوار الأكثر سادية وغباءّ ...؟؟؟ إنني أغتقد جازماّ أن الكثير من الوطنيين الصادقين والعقول والأيدي النظيفة والمخاصة للوطن والشعب من العسكريين والمدنيين ... الذين كانوا داخل السلطة أو خارجها الذين همّشتهم الديكتاتورية والعصبوية الحزبية العقيمة والمتخلفة . كما همشّتهم الطائفية المستشرية التي أسس حافظ الأسد مشروعه عليها بموافقة ورعاية أسياده المعروفين ... كانوا يعرفون مسبقاّ نتائج الحرب كما يعرفون تفاصيل ماجرى على الأرض ولو لم يكونوا في موقع القرار العسكري وطالب بعضهم بالتحقيق عما جرى ومعاقبة المسوْولين عنه . لكن صودر رأيهم وطمست مطالبهم ولم يؤخذ بها تحت الشعار الأكذوبة : ( وحدة الحزب والثورة ) ولست هنا في موقع تحليل الرأي الاّخر على الجبهة المصرية أو الأردنية ... مكتفياّ بمثال واحد للرأي الاّخرالعلمي والصائب الذي طرح قبل بدء الحرب خارج عصبة مصدر القرار وضرب به عرض الحائط . وهذا ما جرى في القيادة العربية المشتركة في القاهرة . ثم في غرفة عمليات الأركان السورية. لأوْكد بأن الديكتاتورية وإعدام الرأي الاّخر وأبسط مبادئ الحرية والديمقراطية في القيادة العسكرية والمدنية وفي العلاقة بين الحاكم والشعب هي السبب الرئيسي لكل كوارثنا وعزلتنا عن العالم المتحضر وأبسط حقوق الإنسان وبقاء شعبنا المعذّب رهينة بيد عصابة من القتلة واللصوص . لايعلم إلى أين سيأخذه إنسان ( لامبروزو ) وإلى أية هاوية أخرى ,,,. ماجرى في القاهرة : وقف الضابط السوري اللواء أديب الأمير ممثل الجيش السوري في هذه القيادة ليقول : من الخطأ دخول الحرب الاّن لأنها فرصة ذهبية للعدو ليسدّد ضربة قاصمة لنا . بانياّ رأيه على أسس علمية وحقائق على الأرض بعيداّ عن العواطف المريضة والعنتريات الفارغة .. إلى جانب ذلك المهم في مثل هذه المفاصل التاريخية والمواقف الحاسمة أن تقرأ ما يفكر به العدو وتتوقع الأسوأ منه بالدرجة الأولى وكيف تجابهه إذا فرض عليك القتال لاتبني مواقفك على رأي الاّخرين سواء كان صائباّ وصادقاّ أو مضللاّ كاذباّ كما كان رأي الأمريكان والمحرفين السوفييت في هذه الحرب كما مرّ سابقاّ .... وهذا مافعله هذا الضابط السوري الذي لاأعرفه شحصياّ مع الأسف إلا من خلال أصدقاء عسكريين سابقين وصفوه بالشهامة والشجاعة والوطنية الصادقة وفيما يلي ماجاء في مقاله الذي ذكرته في الحلقة الثامنة من هذه الدراسة بتاريخ 11 / 10 الفائت والذي جاء تحت عنوان : ( هل كان يمكن تجنب الهزيمة عام 1967 ) : قال ( في القاهرة وفي القيادة العربية الموحدة وكان فيها ضباط كبار من مختلف الدول العربية _ مر شهر أيار طويلاّ ونحن نناقش إمكانية نشوب حرب بالرغم أننا لانملك أي حصة مهما صغرت في قرار خوضها أو منعها وكان هناك العديد من الاّراء .... وضعت نفسي في موقع صاحب القرار في إسرائيل , فوجدت أن الحرب ليست خياراّ مناسباّ إسرائيلياّ فقط . بل إنها فرصة تاريخية لاتفوّت لفرض الحلول الإسرائيلية كاملة على المنطقة بعد تدمير القوات المسلحة العربية بحيث لاتقوم لها قائمة لأمد بعيد .للأسباب التالية : 1- التوجه الأمريكي يتناسب تماماّ مع توجيه ضربة إلى مواقع هامة من بؤر النفوذ السوفياتي في منطقة حسّاسة من العالم 2- الدعم الأمريكي والتحالف مضمون لإسرائيل لوحدة الهدف والمصير . وهو تحييد أي تدخل سوفياتي في الميدان 3- التعاون العسكري الذي بدأ يطبخ على عجل لم يعط نتائجه بعد مما يستدعي خوض الحرب فوراّ دون تأخير 4- أما الوضع العسكري وخاصة انشغال الجيش المصري في اليمن , فهو في أحط حالات الجاهزية 5- إمكتنية خوض الحرب على أكثر من جبهة يؤخذ بالحسبان إذا كانت تلك الجبهات قادرة على تهديد إسرائيل والهجوم عليها .. وطالما هذا غير ممكن عسكرياّ فإن إسرائيل تستطيع أن تنهي حربها على كل جبهة على حدة دون أن تخشى أي تهديد إلا بعض صليات المدفعية ... الغير مؤثرة في سير العمليات الكبرى 6- هذا إذا استثنينا الأوضاع الداخلية في البلدان العربية المحيطة وعلاقاتها مع بعضها . ولو استبعدنا إمكانية التوريط .. وخاصة لناحية تهميش الدور القيادي للرئيس عبد الناصر .....لاشك إن اسرائيل كانت تعي جيداّ كل ذلك فلماذا تفوت الفرصة ... ) ؟ كل هذا التحليل العلمي وأمثاله الكثير لم يسمعه أحد في القاهرة التي كانت تراهن على وعود أمريكا والسوفييت بعدم قيام الحرب والتضليل ولا في دمشق التي رأينا ألاعيب حافظ فيها وغباء السويداني والأداة المنفذة ( عبد الرزاق الدردري ) الذين صّدّقواأكذوبة حافظ القائلة ( سنربح الحرب دون قتال ) .... وكان يقصد أنه سيربح الملايين كماحدث .... هكذا بيع الجولان لإسرائيل كما رأينا والحكام العرب جميعهم يعرفون الجريمة بتفاصيلها ويتكتمون عليها لأنهم في الهوى سوى بنسب وأشكال مختلفة ... باستثناء المرحوم الملك فيصل الذي قال لحافظ الأسد في موْتمر قمة الرباط عام 1974 عندما قام بالمزاودة على الملك بأنه لم يقطع النفط في حرب تشرين : ( ولك تزاود علينا وإنت بعت الجولان لإسرائيل ب 70 مليون دولار ) !!؟؟ ____ يتبع في الحلقة القادمة – ختاما: بمناسبة عيد الفطر المبارك نتقدم لأسرة الحوار المتمدن وشعبنا في سورية والشعب العربي عامة في الوطن والشتات بأطيب الأماني نحو عام جديد تحت خيمة وطن متحرر من الإستبداد .. يسوده الفرح والحرية والسلام ____ وكل عام وأنتم بخير ... جريس الهامس 27 – 10 لاهاي
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيبقى الحوار المتمدّن .. منارة الحريّة فوق قمّة قاسيون
-
خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11
-
خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
-
خيانة حزيران 1967 - 9
-
خيانة حزيران 1967 - 8
-
نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
-
نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
-
نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
-
الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
-
الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
-
المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
-
هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
-
هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1.
...
-
أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
-
الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
-
دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال
...
-
تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
-
صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
-
إلى متى يدفع لبنان ضريبة حروب الاّخرين على أرضه .. ؟
-
وطن مستباح بين الصهاينة اليهود والصهاينة العرب .
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|