أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جمال الهنداوي - مطر وسماء صافية














المزيد.....

مطر وسماء صافية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 22:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ليس من الانصاف أن يكون المرء جاحدا تجاه التفاتات الحكومة المباغتة تجاه الشعب، فصدقا، لا أحد يقدر قيمة بضع ساعات إضافية في الفراش، إلا من عانى اضطرابات النوم خلال شهر رمضان.. وقد يكون هذا هو السبب وراء الإحساس المنعش بالراحة الذي انتاب جميع الموظفين، وأنا منهم، عند صدور تعليمات رسمية في أحد مساءات الشهر الفضيل ، باعتبار اليوم التالي عطلة رسمية بسبب توقع هطول المزيد من الأمطار وإمكانية تعذر حركة التنقل في العاصمة..ولكن وسط كل مشاعر الراحة والانتعاش التي انتابت الجميع ، أعتقد أن الجميع أيضا تساءلوا في اليوم الثاني، وأنا منهم، عن الأسس والمعلومات التي اعتمد عليها المسؤول الأعلى في إصدار هذا القرار، خاصة وهم يراقبون السماء الصافية والشمس الساطعة في يوم العطلة المنشود..
وهذا التساؤل يقودنا بالتأكيد إلى التفتيش عن السياقات المتبعة في تكوين الرؤى التي تسبق اتخاذ القرارات في الدولة العراقية..وخاصة مع تزاحم العناوين التي تحمل لقب المستشار أو الباحث التي تكاد تفيض بهم الدوائر والمؤسسات الحكومية وما هو دورهم في صناعة القرار.
فمن المعروف أن من أهم واجبات الجهات الاستشارية ومراكز البحوث والدراسات توفير المعلومات الأساسية والمفصلة حول المشكلة أو القضية المطروحة. مما يساعد في تحليل الحقائق والبيانات المتاحة لاتخاذ قرار أقرب إلى الصواب. وتقديم تقييمات شاملة للخيارات المتاحة والمزايا والمآخذ والتأثيرات المحتملة لكل خيار، مما يساعد في تحديد أفضل قرار ممكن. مع تقديم النتائج المحتملة للاتجاهات المختلفة، مما يساعد المسؤول في تقييم المخاطر وتوقع النتائج المحتملة لاتخاذ قرار مناسب. والأهم هو تدعيم التوصيات بالحجج والأدلة العلمية التي تمكن المسؤول من شرح حيثيات وجدوى القرار وتبريره والدفاع عنه أمام الجهات التي قد تعترض عليه، حقا أم باطلا.
طبعا هذ الكلام ينطبق على الدول والمجتمعات التي تحرص على أن تكون قراراتها محققة للقدر الأعلى من الانتاجية والمقبولية ، ولكننا لا نجد أي عسر في تشخيص ثانوية وظيفة المستشار والباحث ضمن الهيكل الإداري للدولة واقتصار وجود هذه العناوين على الإمكانيات العالية التي توفرها مثل هذه المكاتب في "إخفاء" بعض الموظفين في دهاليزها مع ضمان مردود مالي لا بأس به لذلك الموظف الذي غالبا ما يكون من ذوي الحظوة أو ممن يستحسن إسكاته عن طريق ملء فمه، والذين غالبا ما يقتصر عملهم على إراحة "ظهورهم" على المقاعد الوثيرة، وتكون أعلى مهامهم هو تقديم الولاء ولا شيء سواه والتزلف للمسؤول وتبرير سوء إدارته وفشله.. وهذا ما يمكن تلمسه بسهولة من خلال الفوضى –أو الخفة-التي تضرب عملية اتخاذ بعض القرارات التي نكتشف بعدها أنها كانت ناتجة استنادا إلى تقارير أو معطيات ملفقة او تسريبات صحفية لبعض وسائل الأعلام غير مأمونة الجانب ولا المصداقية.. أو مجرد انعكاس ساذج لبعض التقولات والشائعات.. كإمكانية سقوط المطر في جو صحو وصافٍ.
نقدر تماما المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤول وهو يستعد لاتخاذ قرار يؤثر على انتظام الأمور في مناطق وقطاعات شاسعة من الدولة، ونحس بالضغوط التي قد يتعرض لها من يمتلك السلطة في اصدار التعليمات التي قد لا تكون ضمن السياقات المتبعة عادة في ادارة الامور، ولكننا يجب أن نشخص المآلات الخطرة للقرارات التي تستند على استشارات عاجزة أو شحة في المعلومات المطلوبة مما ينتج عنه اتخاذ قرارات بناءً على تخمينات أو افتراضات غير مؤكدة تكون بالضرورة بعيدة عن الصواب والمصلحة العليا للبلد، وما يحمله هذا السياق الخاطىء في إضاعة العديد من الفرص المتاحة للتطور والتحسين، بسبب سوء فهمها أو كيفية استغلالها بشكل فعال. وذلك بسبب النقص الخطير في التقييم الشامل للمخاطر المحتملة، وتبذير
الوقت والموارد وفقدان الثقة بين المسؤول والفرق العاملة أو الجمهور.
وطبعا أرجو أن لا يفهم هذا الكلام على أنه اعتراض على " مكارم" الحكومة السخية بالإجازات الفجائية.. فالأمر مرحب به دائما.. صحوا أم مطرا.. وهو فرحة وعيد لجميع الموظفين.. وأنا منهم بالتأكيد..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟


المزيد.....




- استطلاع: تزايد شعور الألمان بالقلق وعدم اليقين حيال المستقبل ...
- مصر تصدر قرارا رسميا بتسديد قيمة استهلاك الغاز بالدولار لفئا ...
- انخفاض أسهم الشركات الكورية الجنوبية بشكل حاد في التعاملات ا ...
- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جمال الهنداوي - مطر وسماء صافية