تطوير المهارات البحثية في اعداد الرسائل العلمية لطلبة الدراسات العليا في طرائق التدريس _أهمية البحث وتحديد المصطلحات_

إحسان عمر الحديثي

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 18:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تأتي هذه المقالة حلقة ثانية بعد الحديث عن مشكلة البحث وآليات كتابتها، واخترت أهمية البحث وتحديد المصطلحات لانهما ركيزتان اساسيتان في البحوث التربوية والنفسية وطرائق التدريس، اذ يُشكلُ على الكثير من الباحثين المسار الذي ينبغي أن يسلكوه في كتابة أهمية البحث واليات تحديد المصطلحات وصولا الى التعريف الاجرائي.
يأتي هذا المقال في ضوء قراءاتي للعديد من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه سواء مناقشا أم مقوما علميا لها، إذ يغلب على العديد من الرسائل والاطاريح ما يأتي:
1. الاسهاب كثيرا في الحديث عن التربية وأهميتها، والابتعاد عن محاور البحث الاساسية وأهدافه.
2. ضعف الربط بين متغيرات البحث أو الربط بين موضوع واخر.
3. كتابة اكثر من فقرة تحمل الفكرة ذاتها.
4. انحياز الباحثين لمتغيرات بحوثهم وصب جام غضبهم على متغيرات اخرى مثل الطرائق التقليدية في التدريس واغفال عوامل واسباب اخرى قد تكون لها الاثر في تدني تحصيل الطلبة أو اكتساب المفاهيم وغير ذلك.
5. ضعف مهارة كتابة التعريف الاجرائي من قبل الباحثين، فضلا عن اختيار المصطلحات ذات العلاقة المباشرة بالبحث، على الرغم من أنها أي _ المصطلحات_ الركيزة الاساس أو هي التي توصل الباحث الى التعريف الاجرائي المناسب والسليم.
6. اعطاء أحكام شديدة وقاسية على عملية التعليم والتعلم وطرائق التدريس (عدم) (ولا يوجد) (غياب) (سوء اختيار) الخ وهذه غالبا ما تكون بدون شواهد او ادلة من جهة، ويوقع الباحث بالاساءة الى القائمين على عملية التعليم والتعلم، وهو بالتأكيد ما لا يقصده الباحث وانما اختيار العبارة غير المناسبة اوقعته في ذلك من جهة اخرى.
7. النقل عبر قنوات غير المصدر الاصلي وغالبا ما يوقع الباحث في مشاكل كثير منها عدم الدقة في المعلومات المنقولة، فضلا عن عدم الالتزام بالامانة العلمية.
8. الاخطاء في التوثيق والاقتباس .
ومن أجل أن تأتي أهمية البحث ذات جدوى وتراعي اهداف البحث وما كتبت من أجله لابد من أن يراعي الباحث النصائح الاتية :
1. سعة الاطلاع والقراءة المعمقة للادبيات والبحوث والدراسات السابقة .
2. تجنب الاسهاب والاطناب والتكرار الممل للفكرة ذاتها واعتماد اللغة الاكاديمية الرصينة معززة بالاحصاءات والدراسات السابقة والمراجع الحديثة قدر المستطاع.
3. مراعاة القواعد النحوية والاملائية وعلامات الترقيم.
4. مراعاة قواعد التوثيق والاقتباس .
5. تأكيد مبدأ الامانة العلمية اثناء عملية نقل النصوص واقتباسها عن طريق الرجوع الى المصادر ذاتها وتجنب الاعتماد على النقل المباشر من الرسائل والاطاريح .. لان الباحث قد يقع ضحية السرقة العلمية .
6. عند اختيار عبارة او نص ما من أي مصدر على الباحث ان يظهر شخصيته العلمية ويمارس دور الناقد ولا يكتفي بنقل العبارة او النص من دون تحليل.
7. تأكيد جوانب الافادة العلمية فقيمة البحث العلمي بمدى استجابته للقضية التي يعمل من أجل ايجاد الحلول لها .
8. الربط بين فقرات متغيرات الدراسة بشكل منطقي ومدروس ووالانتقال من موضوع الى اخر بمهارة وحرفية، وتجنب العودة الى ذي بدء .
أن ما جاء اعلاه يمكن ان يُسهم في إخراج اهمية البحث عل نحو سليم يتوافق واهداف الدراسة ومتطلباتها .


أما ما يتعلق بتحديد المصطلحات: فالغرض الاساس هو (ضبط فهم المعنى) سواء أكان اصطلاحيا أم اجرائيا، وهناك من يضيف اليهما المعنى اللغوي .
ويبقى السؤال كيف يختار الباحث تعريفات متعددة للمصطلح وينتقي منها ما يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بدراسته، بحيث توصله تلك التعريفات الى التعريف الاجرائي .
وقد قالوا : (بالمثال يتضح المقال)، وفيما يأتي مثال لتحديد احد المصطلحات في الميدان التربوي وهو: (البرنامج) ، في الاصطلاح التربوي هناك تعريفات متعددة للبرنامج منها:
- عرفه هيوسن (Husen,1985) بأنه:- ((مجموعة منظمة من النشاطات أو المواد التعليمية الموجهة إلى فئة معينة من الدارسين لغرض إكسابهم ما يحتاجون إليه من معرفة ومهارات واتجاهات في مجال دراسي معين أو لغرض تعزيز تلك الجوانب لديهم حيث يستغرق المدى الزمني لتنفيذ البرنامج بضع ساعات دراسية أو عاماً كاماً)). (Husen:1985:P/4089)
- أما (لومان،1989) فقد عرفه بأنه: ((ما يلزم من مساقات لإعداد معلم معين ذي مهمة في إطار المرحلة الدراسية السابقة)). (لومان:1989:ص170)
- وعرفه (مدكور،1996) بأنه: ((نظام متكامل مكون من أسس البرنامج، والأهداف، والمحتوى، وطرائق التدريس، وأساليب التقويم، وهي قائمة على أساس التفاعل فيما بينها لتحقيق الأهداف المنشودة في البرنامج)). (مدكور:1996:ص207)
- وعرفه (الدليمي،1997) بأنه: ((مجموعة من الأنشطة التعليمية المتعلقة بطرائق تدريس اللغة العربية النظرية منها والتطبيقية، لهدف زيادة خبرات المدرسين، ومهاراتهم، وزيادة كفاياتهم التدريسية)). (الدليمي:1997:ص30)
- وعرفه (الجنابي،2003) بأنه: ((مجموعة الخبرات التدريسية المنظمة والمخططة، التي تتضمن الأهداف والمحتوى، وطرائق التدريس وأساليبه، والوسائل التعليمية، والتقويم)). (الجنابي:2003:ص22)
- وعرفه (العزاوي،2003) بأنه: ((مجموعة من الموضوعات العلمية والمهنية التي تقدم إلى التلميذ في المرحلة الابتدائية في الصف الرابع لقصد تحسين مهارة الاستماع وتطويرها في ضوء كفاياتهم التي توصل إليها الباحث)). (العزاوي:2003:ص25)
لقد اختار الباحث في اعلاه تعريفات عديدة ويلاحظ انها متدرجة في سنوات كتابتها من الاقدم الى الاحدث وهذا يعطي للباحث تصورا للجهود العلمية المضافة الى تطور المفهوم ومسارا له من أجل الوصول الى التعريف الاجرائي فيكون ذلك عن طريق استعراض التعريفات السابقة للبرنامج بطريقة تمكننا من استخلاص قسم من الجوانب الرئيسة، التي تمثل قاسماً مشتركاً فيها، وبالنتيجة تساعد الباحث في إعطاء تعريف إجرائي لمصطلح البرنامج يتناسب وأهداف بحثه.
وبالنظر الى تلك التعريفات نجد انها تشترك في عدد من الجوانب يمكن تلخيصها بالاتي:
- محتوى منظم من المعارف أو الخبرات أو المهارات أو الاتجاهات أو جميعها معاً.
- أهداف مقصودة.
- طرائق تدريس وأساليبه.
- الوسائل التعليمية والنشاطات.
- عمليات التقويم.
- مدة زمنية محددة.
وبعد أن حددنا القاسم المشترك يمكن للباحث ان يقول: (في ضوء ما سبق يعرف الباحث إجرائياً مفهوم البرنامج بما يأتي: مجموعة من الموضوعات العلمية والمهنية المنظمة والمخطط لها، بقصد رفع مستوى أداء طلبة أقسام طرائق تدريس القرآن الكريم والتربية الإسلامية –مدرسي المستقبل- في ضوء الحاجات من طرائق التدريس التي توصل إليها البحث).
وما ينبغي ملاحظته والاشارة اليه اثناء اختيار تعريفات المصطلحات النصائح الاتية:
• سعة الاطلاع وكتابة ما تقع عليه من تعريفات للمصطلح واختر بدقة ما له علاقة مباشرة بموضوع بحثك، فالعبرة بالنوع وليس بالكم .
• ترتيب المصطلحات على وفق التسلسل الزمني من الاقدم الى الاحدث .
• استخلاص قسم من الجوانب الرئيسة في التعريفات للمصطلح، التي تمثل قاسماً مشتركاً فيما بينها، فهي تساعدك في إعطاء تعريف إجرائي للمصطلح يتناسب وأهداف البحث.
• الرجوع الى المصادر الاجنبية وترجمة المصطلحات ترجمة اكاديمية علمية متخصصة وتجنب اعتماد النقل من الرسائل والاطاريح بصورة مباشرة .

#إحسان_عمر_الحديثي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات