|
كيف كفرت بالإسلام مسلمة سلفيّة في فرنسا
موريس صليبا
الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 14:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد صدور كتابي ((الإسلام يعرّيه أهله))، تلقّيت رسائل عديدة تعاتبني لعدم اهتمامي في هذا الكتاب بالمسلمين القاطنين في أوروبا والذين كفروا بالإسلام أو تحرّروا منه. في الواقع، بدا لي من الصعب بمكان البحث والتنقيب عن هذه الحالات التي تتكاثر يوما بعد يوم ولا يمكن تحديدها ولا ضبطها نظرا لميول الكثيرين منهم للبحث عن العيش بصمت وهدوء بعيدا عن الأضواء وعن الجماعات الإسلاميّة الراديكاليّة التي تطاردهم وتضطهدهم. فنرى الكثيرين منهم يفضّلون العيش في عزلة اجتماعيّة توفّر لهم الراحة والسلامة. تضمنت إحدى هذه الرسائل مقالا بالفرنسيّة للباحث والصحفي ((أورليان مارك)) صدر عام 2019 في مجلة ((لو كوزير)) يتحدّث فيه عن شهادة سيّدة من المغرب العربيّ تكشف فيها كيف كانت مسلمة سلفيّة سابقة وكيف طلّقت الإسلام. فإلى قرّاء موقع الحوار المتمدّن هذا المقال بالعربيّة.
بقول ((أورليان مارك)): استمتعت يوما بلقاء غير متوقع على موقع Twitter، حين علّقت إحدى السيّدات بقدر كبير من المعرفة والحساسيّة على ما كتبته، لتقول لي بأنّني كنت مخطئًا. في الواقع لم أكن واضحًا كفاية. شكرتها واعتبرتُ أنها كانت على حقّ. على أثر ذلك تبادلنا سلسلة من الرسائل المحفّزة والمميّزة.
أطلقت على هذه الشابّة إسما مستعارا وهو "كاهنة"
منحتني هذه الشابة ثقتها الكاملة وأخذت تخبرني بجرأة عن نفسها بأنّها سلفية سابقة، مرتدّة، مهدّدة بالقتل حتى من أقاربها، لأنها تجرأت على اتّباع ضميرها بدلاً من اتّباع تعاليم الطائفة الإسلاميّة التي ولدت فيها ونشأت في أحضانها. أرسلت لي قصتها التي أثّرت فيّ كثيرا. اقترحت عليها نشرها نظرا لقيمتها الرفيعة ولضرورة تعريف القرّاء بها. وعندما قبلَت بذلك، تمنّيت أن تتاح لنا المزيد من الفرص لقراءة كتاباتها الرائعة. أما اسمها المستعار "كاهنة"، فيذكّرنا بملكة الأمازيغ، أيّ الكاهنة ديهيا تلك المحاربة البطلة التي قاتلت وماتت في الدفاع عن شعبها. هذا ولا يعرف المؤرخون ما إذا كانت تلك الكاهنة وثنية أم يهودية أم مسيحية. ما يهم هو أنها كانت امرأة تحلّت بشجاعة فائقة في سبيل القتال من أجل حرية شعبها.
والآن أترك الكلام لإحدى حفيداتها، التي تقول: لقد ولدت وترعرعت في أسرة مسلمة من شمال إفريقيا. كنّا نصوم في شهر رمضان، ونلتزم بالعادات الغذائية، ونصلّي وفقا للتقاليد. كنّا على اقتناع تام قبل كل شيء بأن الله موجود، وأننا نحن المسلمين متميّزون عن الآخرين، وبالتالي أفضل من الأوغاد الفقراء الجاهلين المنحرفين الذين نعيش بينهم في فرنسا. كان إسلامنا إسلاما مسالما تمامًا ولكنّه إسلام مليء بالجهل نقله إلينا أجداد أمّيّون عبر آباء أمّيّين. وما نقلوه إلينا ليس سوى القليل ممّا سمعوه هنا وهناك.
الأئمة محرجون عند استجوابهم
أثارت لديّ بعض جوانب الإسلام مشاكل كثيرة، تماما كما يحصل مع غالبية المسلمين الذين يطرحون تساؤلات حول دينهم، خاصة حول مواضيع مثل الزواج من فتاة عمرها ست سنوات، والعبودية الشرعية، ومكانة المرأة، والعنف في آيات قرآنية كثيرة... غير أنّ جواب الأئمة واضح. فكلّهم يردّدون دائما: <<هذا هو ديننا، لا خيار آخر لدينا، نتعامل معه وعلينا قبوله كما هو، شئنا أم أبينا>>. هكذا يجدون الأعذار، ويحاولون تبريرها عبر وضعها في سياقها على حدّ قولهم. هذا هو نهجهم وهذه هي طريقة تعاملهم مع من يطرح عليهم أيّ سؤال. لا يعطون أي مصدر ملموس أو علميّ يمكن الرجوع إليه. المهم والمطلوب بالنسبة لهم هو أن يُقنع كلّ إنسان نفسه بذلك ويقبل به طوعا أو كرها. غير أنّني فضوليّة بطبيعتي. عندما كبرت، أردت التعمق أكثر، حاولت أن أفهم هذا الدين بشكل أفضل قليلاً. قرأت القرآن (دون أن أفهم كل شيء). في ذلك الوقت، كنت منزعجة بشكل خاص من فكرة القضاء والقدر. لذلك بحثت عن إجابات، قرأت مقالات كثيرة واستمعت إلى الكثير من المحاضرات الدينيّة، وطرحت الكثير من الأسئلة على الأئمة. بالنسبة لي، لم يكن بإمكاني القبول بأي معنى يبرر مقولة القضاء والقدر. أدركت أن أسئلتي تحرج الأئمة، الذين كانوا يلومونني دائمًا ويتّهموني بغطرسة لا حدود لها في محاولتي لفهم إرادة الله وتعاليمه. كانوا دائما يردّدون على مسامعي: <<الله يفعل ما يشاء وكما يشاء، وما علينا إلا طاعة أوامره وممارسة تعاليمه>>. اعتبروني إنسانة مجدّفة تهين الله ودينه إذا واصلت تكرار طرح مثل هذه الأسئلة لأنّها بنظرهم تشكيك في عدل الله وعظمته وكماله. لذلك طُلب مني أن أعيد النظر في حياتي وكيفيّة تفكيري. وهذا ما فعلته. في البداية استمعت بشكل أساسي إلى كلّ من الإمامين المشهورين حسن إكويسن ورشيد حدّاش ، وهما من المبشّرين المسلمين الوعّاظ الناطقين بالفرنسية الذين يزيّنون ويجمّلون الدين الإسلامي ويقلّلون من أهواله و وعنف تعاليمه . وهذا ما كنت احتاجه في ذلك الوقت كي أشعر بالهدوء والاقتناع. منذ ذلك الحين، التزمت في ممارسة الدين وتعلمت أن أمارس أشياء معيّنة <<لأن الله يطلب منّي ذلك>>. وفعلا، طبّقت ما يطلبه الله منّي، فتركت عملي وارتديت الحجاب. كرّست وقتي لأتعلم القليل عن الدين بشكل أفضل، فاكتشفت بنوع خاصّ كل العقوبات التي تنتظر المسلمين السيئين. وهذا أمر أرعبني للغاية. بحلول ذلك الوقت كنت قد توقّفت عن طرح الأسئلة على نفسي واعتبرتها مجرد إيحاءات وهذيان وهلوسات شيطانيّة لتبعدني عن الطريق الصحيح. فبدأت حياة اختفت فيها مفاهيم الخير والشر لتفسح المجال أمام مفاهيم الحلال والحرام.
الاغتصاب حلال؟
هناك آية مريحة للغاية في القرآن ساعدتني كثيرًا على تحمل كل القيود: "كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّه يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ". (سورة البقرة الآية 216). حتى الأشياء البغيضة نحن نفعلها. نلبس الجلباب وننهض في منتصف الليل للصلاة. نصوم بانتظام يومي الاثنين والخميس. نَعتبر تعدد الزوجات شيئًا جيدًا، لأنّه حلال. كما نقبل بدونيّة المرأة أمام الرجل، لأنّها إرادة الله. يحقّ للرجل أن يفرض الجماع على زوجته، أي أن يغتصبها. فهذا حلال. بالمقابل، الاستماع إلى الموسيقى أمر سيء، كذلك الاختلاط بين الجنسين أمر أسوا، والمصافحة باليد حرام... والمزيد من القيم الأخلاقية محرّمة أيضا. من الواجب علينا أن نفعل الخير حتمًا، ولكن لا يُفعل الخير إلا مقابل أجر أو مكافأة، وهذا ما يُسمّى "فعل الخير في سبيل الله". في الحقيقة، لا يحاول الإنسان المسلم أن يكون شخصًا صالحًا، بل عليه فقط أن يطيع كي يُكافأ وخاصّة كي لا يُعاقَب. إذا مارس فعلًا سيئًا وأتبعه بفعل جيّد، يعتبر أنّ فعله السيئ سيُمحى ويُغفر له... وفي يوم من الأيام تعلّمت أن ذروة العمل الصالح هي <<القتل في سبيل الله>>! هذه هي حياتي التي عشتها كإنسانة سلفيّة ... أما اختلاف السلفيّة مع داعش فيعود إلى اعتبار دولة داعش الإسلامية غير شرعية، أو بالأحرى منافسة لها، وترى أن شروط الجهاد غير مستوفاة لديها. لكن لو قرّر غدًا إمام أو شيخ أو خطيب سعودي او مصريّ إطلاق فتوى لإعلان الجهاد ضد أوروبا، فسيكون من واجب السلفيين حتما حمل السلاح...
وذات يوم... بدأ كل شيء يتغيّر. بكيت كثيرا ولم أعد أؤمن إطلاقا بدين الإسلام!
تسنّت لي الفرص للنقاش مع "الإسلاموفوبيّين"، الأمر الذي جعلني أدرك شيئا فشيئا أن جميع الأسئلة التي وضعتها جانبًا لم تجد بعد حلّا لها بالرغم من شرعيّتها. عندها تسلّل الشكّ من جديد في حياتي، بدأت أشعر بالذعر. فلجأت إلى الكثير من النقاشات والحوارات... لم أحاول إقناع الآخرين، بل كنت أبحث وأحاول أن أقتنع أنا شخصيّا قبل كلّ شيء. كنت أبحث فعلا عن الحقيقة. و في خضمّ التساؤلات وفترة البحث عن الحقيقة، تعرّفت على رجل عربيً غير مسلم من الشرق الأوسط كان يوزّع ترجمات فتاوى إسلامية. فقلت له: <إنّ ما تفعله حسن ورائع للغاية، غير أنّ هذه الفيديوهات مثيرة للاشمئزاز لا يعرفها ولا يمارسها أحد.>
أجابني: <حسنًا ، ومن أنت؟>
بالمناسبة، يجب أن أذكّر أن للسلفيين إله إسمه الله ، ونبيّ إسمه محمد ، وجماعة السلف ،أي أصحاب محمد وخلفاؤهم الأوائل ، وبعض العلماء. علينا أن نتقبّل كلامهم كما هو. لا يحقّ لنا معارضتهم، لأنهم درسوا الإسلام طوال حياتهم. فهم الأكثر تمكّنا وكفاءة لفهم رسالة الإسلام ونقلها. في النهاية، علماؤنا مقدّسون بالنسبة لنا ولدينا ثقة مطلقة تقريبًا في ما يقولونه. أطلعني هذا الرجل العربيّ على مقاطع فيديو ونصوص من علماء كنتُ معجبة بهم. ثمّ أطلعني على فتاوى عنيفة أو غريبة أو شاذّة أطلقها هؤلاء العلماء المفضّلون لديّ. وكان أحد مقاطع الفيديو يدور حول تبرير الشيخ الفوزان لعقوبة الإعدام بتهمة الردّة. كذلك أطلعني على شرح الشيخ العريفي الذي يفسّر بهدوء كيفيّة ضرب المرأة لفرض الطاعة عليها. عند ذلك اعتراني حزن شديد. بعد هذه التبادلات علنًا على إحدى الشبكات الاجتماعية، تواصلنا كثيرًا على انفراد. ثمّ تعرضت لصدمة اخرى. في أحد الأيام، نشر أحد مراسليّ صورة لامرأة ضربت على عينها وشوّهتها، علّق عليها قائلا: تمّ هذا الضرب تطبيقاً لآية من القرآن (سورة 4، الآية 34). ناقشت معه هذا الموضوع، مشيرة إلى تفسير مفاده أن الرجل يمكن أن يضرب زوجته، ولكن ليس بهدف إيذائها، وأّنه يجب عليه فقط استخدام السواك لا أكثر. باختصار، دافعت عن هذا الموقف، وعندها توقّف مراسلي عن الإجابة والحوار معي. ظننت أنني ربحت المعركة، وتركته بلا جدال، وشعرت بسعادة غامرة، دامت ربما ثانيتين فقط. ثم أدركت الرعب الذي كنت أدافع عنه…. فبكيت ولم أعد أؤمن إطلاقا بالإسلام!
الإسلام يريد تصحيح المجتمع
هنا أخذت أتساءل: كيف وصلت إلى هذه الحالة. كيف أنا تلك الفتاة التي تعتبر نفسها متمردة قليلاً، ومليئة بالحيويّة والحب والعاطفة والطموح، كيف أدافع عن حق الرجل في إذلال زوجته، أو بالأحرى زوجاته... وبالرغم من ذلك، ما زلت أرفض الاعتراف بأن الأمر كله ليس سوى مجرد حلم كاذب. أردت أن أتمسّك بإيماني. ولكنّني رفضت تحمّل العواقب (الإسلامية) لعدم الإيمان بعد الآن. لجأت بعدها إلى صديقة مسلمة متديّـنة ومثقّفة، وأعربت لها عن شكوكي، مع الحرص قدر الإمكان على تقليل الاضطرابات التي تقضّ مضجعي. فتلقيت منها صفعة قاسية. فكل الأشياء الفظيعة المرهبة التي دافعتُ عنها وآمنتُ بها، اعتبرتها تلك الصديقة تعاليم كاملة ومثاليّة، لا يمكن المسّ أو التشكيك بها، في واقعها كما من منظور الإيمان. بعد النقاش معها، تبيّن لي أنّها امرأة ذكيّة ومحبّة تحاول فهمي وتبرير موقفي، كما فعلت شخصيّا مرات عديدة سابقا، مؤيدة الصلاحية الكاملة في العقاب البدني ، الذي يهدف إلى تنظيف المجتمع وتصحيحه باعتباره عقابا رادعا قبل كل شيء. وهذا هو السبب أيضًا في دعوة المؤمنين المسلمين وحثّهم على عدم الشفقة على المذنبين الضّالّين والمضلّلين، كما تقول الآية القرآنيّة الثانية في سورة النور 24 : ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ كما ناقشت مع هذه الصديقة المسلمة الحكمة من قتل المرتد، وكذلك فوائد تعدد الزوجات لمنع الزنا، إلخ. لكن في النهاية، رأيت أنّ هذه التعاليم غير معقولة وغير منطقيّة! كان ذلك شيئًا جيدًا، ولكن لم يكن بعد بوسعي أن أكفر. فالكفر كان لا يزال يفوق طاقتي. شعرت بحالة من الضياع الكامل. لم أعد أثابر على الصلاة، بالرغم من أنّ التوقف عن الصلاة يعني الردّة ولم أكن مستعدّة بعد لذلك ، كنت خائفة من أفكاري. أحيانًا كنت أقوم في منتصف الليل لأعوض عن الصلوات الفائتة وأطلب المغفرة من ربّي. طلبت منه علامة لافتة صغيرة واحدة لإرشادي. وفي صباح اليوم التالي بدأت من جديد. شككت في كل شيء، وتساءلت عن كل شيء. لكن الشكّ في وجود الله ذاته يعني أيضًا التساؤل عن وجودي في هذا الكون.
الابتعاد عن صورة النبي المثاليّ
عندما حلّ رمضان، اعتقدت أنّ لحظة حاسمة ستأتي بعده و سأتخذ في النهاية قرارًا وسألتزم به. أنا لا أحبّ التردّد ولا أقبل بذلك، لأنّه أسوأ شيء بالنسبة لي. أريد أن أعرف أين مكانتي في الوجود. كنت أصوم وأصلي طوال الشهر، وأشاهد كلّ يوم مقاطع فيديو The masked Arab((العرب الملثمون)) (مترجما إلى الفرنسية). قضيت ساعات في التحقّق من كل ما جاء فيه في المصادر الإسلامية. كما اكتشفت "زواج" النبي من صفية في مقطع فيديو للعابر السابق الكندي ((إسماعيل أبو آدم)). وهنا أيضًا، اكتشفت أنّ كلّ ما ورد فيه يستند مباشرة على المصادر الإسلامية. فبدلاً من صورة النبيّ، الرجل المحبّ والمقنِع، صاحب التقوى والأخلاق العالية التي تخيّلتها، اكتشفت فيه قائد حرب يذبح خصومه ويرهب أعداءه، وإنسانا مهووسًا بالجنس. تأثرت كثيرا من ذلك وصعقتني هذه الحقيقة. فصورة نبيّي المثاليّ، الذي اتبعته وأحببته أكثر من والديّ، تحطّمت أمام عينيّ، لأنّي أدركت أنّها ملوّثة وقذرة. بعد ذلك أدركت أن الإله الذي ضحّيت كثيرا من أجله لا وجود له. وفي أسوأ الأحوال اعتبرته إلها ساديًا وكارهًا للنساء. أدركت أن الذي كنت أؤمن به غير موجود. أنا كنت أتخيّل عن جهل واتّبع عن غباء إلهًا ونبيًا سبّبا لي المحن والمآىسي. كذلك تبيّن لي أنّ الدين الذي ولدت وترعرعت فيه لم يجعل منّي امرأة حقيرة خاضعة وتعيسة فحسب ، بل أيضًا مسخا قادرًا على الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه.
كتبت هذه الشهادة غداة شعوري بكارثة رهيبة. وفي سبيل تحقيق شخصيّتي واحترام تفكيري، كتبت ما حصل معي. واعترفت بصدق واقتناع علنا: ((لا وجود لإله يّسمّى ألله، ومحمّد ليس نبيّا)). صَعُبَت عليّ جدّا كتابة هذه الجملة، ولكنّي أدركت تماما أهميّة الخطوة الحاسمة والصادقة والجريئة التي أقدمت عليها واتخذتها في حياتي. وعند اتّخاذي هذا القرار، توقّعت أن تتوقّف الأرض عن الدوران، أن أتعرّض لعواقب وخيمة، أن يحدث شيء غير عاديّ في حياتي. ولكن لحسن الحظّ خلدتُ إلى الراحة ونمت نوما هادئا مثل الأطفال الأبرياء.
#موريس_صليبا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سالم بن عمّار: يا شعوب إفريقيا الشماليّة، ألم تدركوا بعد أنّ
...
-
هوبار لومار (26)ز خواطر ختاميّة
-
هوبار لومار يسأل (25): هل من حلّ لخروج المسلمين من مأساة الإ
...
-
هوبار لومار يسأل (24): متى ستستيقظون أيّها المسلمون؟!
-
هوبار لومار يسأل (22):هل تعرفون كيف تسيئون لأولادكم؟
-
هوبار لومار يسأل (22): ماذا تعرفون عن أحوال العالم الإسلامي؟
-
هوبار لومار يسأل (21): هل سمعتم بمبدأ -المعاملة بالمثل-؟
-
هوبار لومار يسأل (20): ماذا تقولون عن هجرة المسلمين إلى الغر
...
-
هوبار لومار يسأل (19): ماذا تعرفون عن -المسلم المعتدل-؟
-
هوبار لومار يسأل (18): هل تعرفون أنّ الرجل المسلم متسلّط؟
-
هوبار لومار يسأل المسلمات (17): ماذا تعرفن عن الحجاب؟
-
هوبار لومار يسأل (16) المرأة المسلمة: ماذا تعرفين عن وضعك في
...
-
المواطن الفرنسيّ هوبار لومار يسأل (15): هل تعرفون حقيقة مفهو
...
-
هوبار لومار يسأل (14): أيها المسلمون، هل تعرفون حقيقة موسى و
...
-
هوبار لومار يسأل (13): أيّها المسلمون، ماذا تعرفون عن الخنزي
...
-
هوبار لومار يسأل (12): أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة صيام
...
-
هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة رُكني الحج
...
-
تساؤلات (10)المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام
-
تساؤلات (9) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام
-
تساؤلات (8) المواطن الفرنسيّ هوبار لومار عن الإسلام
المزيد.....
-
الجيش السوري يسقط 11 مسيرة تابعة للجماعات التكفيرية
-
بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن
...
-
TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا
...
-
أنس بيرقلي: الإسلاموفوبيا في المجتمعات الإسلامية أكثر تطرفا
...
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|