انطلاقا من حرصنا على الوطن ودرء الأخطار عنه بالدرجة الأولى باعتبار إن مصلحة الوطن العليا لها الأولوية المطلقة, ومن اجل بناء وطن حضاري ومزدهر إننا نحن أعضاء ملتقى الحوار الوطني في اللاذقية وطرطوس نوجه هذه الدعوة إلى جميع مواطني سوريا أيا كانت أرائهم ومشاربهم الفكرية أو السياسية إلى الالتقاء والحوار الديمقراطي المفتوح الشفاف ، للبحث في مجمل التحديات والإخطار التي تواجهنا كشعب ووطن.
ونرى إن هذه التحديات تتمثل بصورة عامة وكالويات على الصعد التالية:
1) الصعيد الخارجي: حيث أدى غزو العراق من قبل الفوات الانغلو أمريكية ليس إلى إحداث شرخ عميق في وجدان المواطن في المنطقة العربية وحسب, وإنما إلى تغير عميق أيضا في المعطيات السياسية على المستوى (الإقليمي والدولي ) نجم عنها خلل واضح في المعادلات السياسية على هذين المستويين وبصورة اخص على المستوى الإقليمي. وبات مؤكدا الآن إن ميزان القوى في المنطقة يميل وبصورة متسارعة لصالح المشروع الأمريكي _ الإسرائيلي في آفاقه القريبة أو البعيدة على حد سواء , تجلى كل ذلك وبما يخص سورية في التهديدات العدوانية ( المرفوضة ) الأمريكية _الإسرائيلية _ضد سوريا والتي نراها تحمل في طياتها خطرا مقبلا على سورية نظاما وثقافة وتراثا وتاريخا ... وبكلمة أدق خطر محدق بالوطن بأكمله، الأمر الذي يتطلب ويؤكد ضرورة الحوار الديمقراطي المفتوح للبحث عن السبل والآليات الجديّة لمواجهة هذا الخطر.. ولصيانة الوطن وتعزيز قدراته ومناعته.
2) الصعيد الداخلي: إن درس العراق البليغ يكمن وبصورة أساسية في إن اللحمة الوطنية والتماسك الوطني الداخلي الحقيقي بين كل قوى المجتمع وفئاته هو المخرج الأساسي والأكثر قوة وصلابة لمواجهة أي خطر خارجي او للرد على أي تحد مهما كان نوعه ومصدره .
وإذ نرى انه لايمكن إحداث هذه اللحمة داخل سورية, إلا عبر سياق تصالحي محدد.لايمكن تجاوزه أو القفز عنه اواغفاله.. باعتباره معطى موضوعي لكل مكونات الوطن. هذا السياق لابد انه يمر عبر بوابة أساسية تفتح آفاقه, ولعل الحوار الوطني هو مفتاح هذه البوابة التي تتضمن مجموعة من الانفراجات الداخلية يتم نقاشها خلال الحوار.
إن الزمن الضائع الذي تمر به المنطقة (حيث تنشغل الإدارة الأمريكية بإعادة ترتيب العراق –الانتخابات الأمريكية..الخ.كذلك الحكومة الإسرائيلية (خارطة الطريق –إعادة ترتيب الوضع الداخلي..الخ .. هذا الزمن هو فرصة لا تعوض لكل الأطراف داخل سورية لتحقيق ما ذكرناه.
3 ) على صعيد مواكبة العصر: ثمة تحديات أخرى تمليها مقتضيات العصر.. ومواكبة التطور..وضرورات الإصلاح والتحديث..تطرح مجموعة معقدة من الأسئلة بدءا باسئلة حول إنتاج منظومات فكرية –سياسية – جديدة.. وانتهاء بطرح امكانية التكيف مع.منظومات التعقيد –الحضارية –الكونية..وانتهاء ..بأسئلة حول بناء مواطن (بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. جديد..
إننا نحن اعضاء ملتقى الحوار الوطني في اللاذقية وطرطوس ندعو إلى إطلاق هذا الحوار الوطني الشامل..ليستوعب كل مكونات الوطن في سورية أيا كانت مواقعه..داخل السلطة أو خارجها.
12 /5 / 2003/
عنهم : هيئة تنسيق الملتقى :د. احمد الفاضل – اكثم نعيسة –جمال صالح – دانيال سعود –سمير حيدر