أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - حتى الاقتصاد اختطفوه














المزيد.....

حتى الاقتصاد اختطفوه


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
الفتوى نوع من القانون البديل، وهي مزيج من عنصرين: سماوي وأرضي. في مجتمعاتنا المتخلفة حضارياً لا تحظى القوانين البشرية بالاحترام والتقدير، ربما للطبيعة الجينية والمتمردة على التنظيم والقوانين، وربما للتعبير عن تحدي مبطن لاستبداد السلطة السياسية، أو ربما لشعور راسخ بانتقائية القوانين وافتقادها لروح العدل والمساواة. أضف إلى ذلك، أن الفتوى صارت تستمد مزيد من الألق والتسلط نتيجة صعود الأصوليات الدينية والفشل المتزايد للحكومات السياسية من الوفاء بالتزاماتها تجاه رعاياها. لقد صار من الشائع أن ترى الكثير منا عندما يضطر للمفاضلة بين بديلين، فإن عقله يرتج بسؤال تقليدي: أحلال أم حرام؟
يصر المفتي لضمان الاحتفاظ بالملايين من مريديه أن قيم الحلال والحرام لا تضيء فقط طريق المرء إلى الآخرة بل تلهمه بكل التفاصيل المنمنمة للعيش في دنياه، فالإسلام – كما يدعي – هو منهاج متكامل لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وسكب عليها الضوء. يجد المفتي في سذاجة رجل الشارع البسيط المتخبط بين جواز و كراهية الهروب من سياط الشمس الحارقة للاستظلال تحت شجرة تابعة لبنك تجاري (يطلقون عليه ربوي)، أو بين جواز وكراهية ارتداء المرأة للبنطلون بين النساء صيداً ثميناً لحلب المال والجاه والشهرة. رجل الشارع البسيط يحمل ذاكرة مثقوبة تنساب منها سوابق تجار الدين وأكاذيبهم لذا سرعان ما يبتلع الطعم المغلف بحلاوة الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة. رجل الشارع البسيط يرى أن تضارب الفتاوى "رحمة بالعباد" لكنه لا يرى أنها سوق رائجة تضم الحواة وباعة الوهم للمؤمنين السذج. ورجل الشارع البسيط يجد في وظيفة المفتي حلاً مريحاً يعفيه من مشقة البحث والقراءة والتفكير مادام أنه سيجد ضالته فوق رفوف "ميجا ماركت" الإفتاء.
تلتف الفتوى حول عنق المجتمع كحبل المشنقة لتكتم أنفاسه، وتتسلل كالأوساخ والغبار إلى محركات الدفع لتحرم المجتمع من الطيران والتحليق. ما خالطت الفتوى شيء إلا وأفسدته. دسوا أنوفهم في التعليم فأضاعوه، ودسوا أنوفهم في الاقتصاد فأفسدوه، ودسوا أنوفهم في علاقة المرء بربه فأهدروها. يطالب أصحاب الفتاوى ممن لا ينتمي لهم ألا يحشر أنفه في الدين، لكنهم – أي المفتين – يصرون على ألا يعبر طير سماء البلاد دون أذن ومباركة منهم، وألا تدب دابة على ظهر الأرض دون موافقة منهم. أليسوا هم حرّاس الدين ووكلاء الله على أرضه وعباده؟ هل من فرق بين استبداد الكنيسة في العصور الوسطى واستبداد المسجد في عصر الفضائيات والانترنت والعولمة؟

-2-
لنقتطف بعض المشاهد المعاصرة لنرى أي دور يمكن أن تلعبه الفتوى في تفويت فرص استثمارية تخدم المجتمع الكلي وترفع من درجة الرفاه الاقتصادي، وفي حرمان الأفراد من بدائل استثمارية جذابة. وأنت لك الحكم والتقدير.
رفض الاستفادة من المواقع الأثرية مثل مدائن صالح كمناطق جذب سياحية امتثالاً لتحذير النبي محمد من زيارة المواقع التي سلط الله عليها عذابه. لاحظ كيف أن خرافة قوم هود تصبح حقيقة اسمنتيه لا تقبل النقاش!
رفض أقامة المهرجانات الغنائية والتي يمكن لها أن تسهم في إنعاش اقتصاديات بعض المدن أثناء الصيف وفي تشجيع معدلات السياحة الداخلية.
رفض تأسيس دور سينما والتي يمكن لها أن تسهم في تقليل هجرة الشباب الأسبوعية إلى الجارة الصغيرة البحرين من جهة، وفي خلق فرص استثمارية جذابة لرؤوس الأموال المحلية المتراكمة.
رفض قيادة المرأة للسيارة وما يترتب عليه من استنزاف مالي لجيوب المواطنين وجيوب الاقتصاد جراء تحويلات العمال الأجانب النقدية خارج البلاد، ناهيك عن الأضرار الاجتماعية الأخرى.
التدخل في سوق الأسهم من خلال تصنيف الشركات إلى نوعين (فسطاطين): شركات نقية (لا تقبض أو تدفع فوائد بنكية) وشركات غير نقية (تقبض أو تدفع فوائد بنكية). هذا التصنيف التعسفي يخلق الكثير من البلبلة ويؤثر سلباً على الأوراق المالية المطروحة للاكتتاب وعلى حركة التداول وقيم الأسهم.
إجبار المطاعم والمقاهي على الفصل القسري بين العائلات والأفراد، ثم تخصيص زنزانة (= كبينة) مغلقة لمنع الزوج الشهواني من أن يختلس نظرة لامرأة أخرى لا تحل له. هذه الاحترازات المرضية تكلف أصحاب الأعمال أعباء مالية إضافية.
مصادرة الورود الحمراء من محلات الزهور قبيل عيد الحب في فبراير من دون تعويض لأصحاب المحلات عن خسائرهم المالية.
متطوع ينصب خيمة أمام مقهى شعبي يؤمه الشباب ليقدم لزواره دروس مجانية وعملية في غسيل وتكفين الموتى وذلك بغرض صرف الشباب عن تضييع الوقت في أماكن اللهو وتذكيرهم بأن الموت منهم قريب.
أحد السذج اتصل بمفتي عبر الإذاعة متسائلاً عن شرعية الدخل الذي يجنيه من مقهى الإنترنت الذي يملكه. رد عليه المفتي أنه ولعجزه عن منع العملاء من الدخول للمواقع المشبوهة فإن الأولى به تصفية المشروع! بالمناسبة، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحجب كافة المواقع الإباحية والمناوئة لسياسة الحكومة وللوهابية.
ساذج آخر تنازل طواعية عن كل أشرطة التسجيلات الغنائية (حوالي ثمانين ألف ريال) لمصلحة برنامج مبتكر اسمه (استبدلني) حيث يقدم الفرد ما تحت يده من أشرطة وأسطوانات أغاني وأفلام وألعاب كمبيوتر مقابل هدايا عينية، والأهم دعوات مخلصة من القلب بالمغفرة والثواب عند الله.



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما -طاش- المعتدلون
- ثقافة العرب الشفهية: الوهم...السحر...والجهل
- وهابيات يومية
- لماذا فشلنا في كأس العالم؟
- الرأس إلى الأسفل والقدمان إلى الأعلى
- إيمان لا يبصر لكنه يقطع
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة
- عندما ينقلب السحر الدنماركي على أهله
- أحاديث كاذبة ولكنها مبجلة
- أطلقوا الله من أسره
- الفردوس.... كم هو حلم جميل!
- انتبه! تحت كل حجر جندي من جند الله شاهر سيفه
- سجل...ابن سبأ (حقيقة) وابن لادن -وهم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - حتى الاقتصاد اختطفوه