مقاربة تاريخ مصر الوطني وكفاحها من اجل التحرير من خلال دراما التلفزيون1

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 07:12
المحور: الصحافة والاعلام
    

إذا أنت سألت , من الذي جعل اللهجة المصرية لغة العرب الثانية من المحيط الى الخليج؟
قيل لك ... انه التلفزيون..
وإذا شأت الوضوح, سمعت "التلفزيون المصري"

لذلك, حرصت لفترة, كمهتم ومتتبع لصناعة السينما في الشقيقة مصر ضمن سياق الإنتاج العربي ,بشكل عام , والتراكم الذي أنجزته حول كتابة تاريخها الوطني. القطري على نحو خاص ,أن لا أخفي إعجابي وافتتاني بالشكل الذي تم و يتم به رسم خريطة تاريخ الكنانة فنيا , وأسلوب تمثله, وتسويقه عبر العالم , وبمستوى وقيمة تلك الرؤية الإستراتيجية الثاقبة في نشر وتعميم اللهجة المصرية في زمن قياسي.
وتجدر الإشارة في هذا السياق , الى أن التجربة السورية ,قطعت أشواطا مهمة في هذا الاتجاه , حيث نجح التلفزيون السوري في السنوات الأخيرة في لفت أنظار الجمهور العربي من المحيط الى الخليج , وتمكن ان ينتج ويخرج عددا من الأعمال التلفزيونية السورية المتميزة دراميا ، إلا انه فشل على ما يبدو في إنبات وتخصيب نبتة اسمها "لهجة الشام" , ونشرها عبر العالم العربي على الاقل ,بالسرعة والفاعلية نفسها.

لقد استطاع التلفزيون المصري ,المفرد بصيغة الجمع, في ظرف قياسي, أن يعمم لهجة الفراعنة, كي تشمل كافة العرب, و تجتاح بلاد الإسلام في شرق أوروبا وغربها , وتهيمن على شعب كيان إسرائيل اللقيط فوق ارض فلسطين الحبيبة. بل وتفوق في ذلك , ليمر الى السرعة الخامسة حيث يعد الان لتسويق لهجة الصعيد. بينما فشلت سياسة كافة الحكومات العربية في تعميم الحرية,وتخصيب نبتة الديموقراطية , ومحو الأمية, رغم عقود من الزمن ,تعاقبت فيه السياسات العنترية الفاشلة , وتناسلت الاختيارات اللاشعبية المدمرة , والتي أخفقت إخفاقا اللهم لا حسد , في تدبير الشأن السياسي والمجتمعي للشعوب العربية .
تاريخ مصر وكفاحها اذن من خلال الشاشة ,ينساب بتواتر , بدءا بمرحلة ما قبل "الفاروقية " وما تلاها, مرورا بثورة 23 يوليوز , أو ما عرف في التاريخ بثورة الضباط الأحرار... فالفترة الناصرية بمدها و جزرها .ثم عصر الانفتاح "الساداتي" بماله وماعليه .نكسة 67 ,انتفاضة73 , مواقف مصرالمبدئية في نصرة قضايا عربية مختلفة ,وما أعقب ذلك من تطورات سياسية واديولوجية مختلفة ومتناقضة هيمنت على المنطقة في سياق تهافت محموم من اجل السيطرة وإحكام السيطرة في إدارة شؤون العالم ,والشرق الأوسط تحديدا..
هكذا،ومن خلال جرد بسيط لعينة من المسلسلات التي شاهدها النظارة المغاربة على الخصوص , سواء على شاشة القناة "الأولى" أو" الثانية" دوزيم " في الفترة ما بين سنة 88 الى حدود 2006 .انطلاقا من مسلسل "الراية البيضا "..".رأفت الهجان"...الوسية "–ليالي الحلمية ".. الثلاثية-" غدا تدق الاجراس" ..-بوابة المتولي "–شارع الماوردي" .بوابة الحلواني" - المال و البنون – مرورا بقائمة يصعب حصرها. وصولا الى " حضرة المتهم أبي..".. ومسلسل عبد الحليم" العندليب" والذي يعتبر من آخر انتاجات الشاشة المصرية في مجال كتابة التاريخ.
سواء من حيث استقطابه لألمع نجوم السينما العربية , أو من حيث الرؤية الفنية ...ومنظور معالجة الاحداث التاريخية , يلاحظ المهتم أن القاسم المشترك. بين معظم هذه الأعمال الفنية , تيمة الانتصار للتاريخ . قصة كتابة تاريخ مصر النيل , الذي يمتد الى سبعة آلاف سنة .رحلة كفاح الإنسان المصري, ومعاناته من اجل أن تحيى مصر حرة أصيلة .سواء كان هذا الكفاح ضد الطبيعة الكونية ..أو ضد الرموز الإقطاعية و إفرازات الحقب و العهود الفاسدة ...أو ضد أذناب و عملاء الاستعمار الذين تراكموا الثروات وكسدوا الأموال على حساب بؤس الشعب الذي بات مقهورا ومعدما.

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات