مؤشر الازدهار العالمي 2023 دراسة تحليلية

عدنان فرحان الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 12:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يعد مؤشر الازدهار العالمي "The Legatum Prosperity Index" أحد المؤشرات الاقتصادية المهمة التي يستخدمها صناع السياسات والقادة السياسيون ورجال الأعمال والمستثمرون حول العالم فضلا عن الباحثين والأكاديميين.
بداية نبدأ بتعريف الازدهار "الازدهار الحقيقي هو عندما تتاح لجميع الناس فرصة الازدهار من خلال تحقيق إمكاناتهم الفريدة والقيام بدورهم في تعزيز مجتمعاتهم ودولهم".
تم تطوير مؤشر الازدهار كأداة عملية للمساعدة في تحديد ماهو الإجراء المحدد الذي يجب اتخاذه للمساهمة في تعزيز المسارات من الفقر إلى الازدهار ولتوفير خارطة طريق للدول التي تواجه صدمات اقتصادية وسياسية متزايدة.

يرتكز الازدهار على مجتمع شامل، مع وجود عقد اجتماعي قوي يحمي الحريات الأساسية وأمن كل فرد.
الأهداف التي يرغب فيها المجتمع المزدهر:
1- يعيش الناس في سلام، متحررين من التهديد بالعنف وضغوط الرأي والجريمة.
2- احترام كرامة كل فرد وحريته في الكلام والعبادة والتجمع محمية.
3- المؤسسات الحاكمة تتصرف بنزاهة وتخضع للمساءلة للمواطنين، ويخضعون لسيادة القانون.
4- الأسر المستقرة والمجتمعات الداعمة تغرس القيم التي تشكل الثقافة وتبني أواصر الثقة اللازمة لازدهار المجتمع.
الازدهار يقوده الاقتصاد المفتوح الذي يسخر الأفكار والمواهب لخلق مسارات مستدامة للخروج من الفقر. في مجتمع مزدهر تتحقق الأهداف الاقتصادية الآتية:
أ‌- حقوق الملكية محمية، لذلك يمكن أن يتدفق الاستثمار.
ب‌- تنظيم الأعمال يمكّن ريادة الأعمال والمنافسة والابتكار.
ت‌- الأسواق المفتوحة والبنية التحتية عالية الجودة تسهل التجارة والتبادل التجاري.
ث‌- تُستخدم السياسة المالية والنقدية بشكل مسؤول لتوفير العمالة والإنتاجية والنمو المستدام للاقتصاد.
ج‌- يتم بناء الرخاء من قبل الأشخاص المتمكنين، الذين يخلقون مجتمعًا يعزز الرفاهية.
ح‌- كل فرد قادر على بناء حياة خالية من الفقر.
خ‌- يعتني الناس بصحتهم الجسدية والعقلية والحصول على رعاية صحية فعالة.
د‌- التعلم له قيمته ويتمتع الجميع بجودة تعليم عالية حتى يتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم.
ذ‌- تتم رعاية البيئة الطبيعية بحكمة، كإرث لأجيال الحاضر والمستقبل.
يتألف مؤشر الازدهار العالمي من ثلاثة مجالات رئيسية كل منها يضم أربعة مؤشرات فرعية تشكل الأعمدة الاثني عشر التي يتكون منها المؤشر، وتضم هذه الأعمدة سبع وستون عنصرا، وكالآتي:
أولا: المجتمعات الشاملة (Inclusive Societies) ويضم هذا المؤشر المؤشرات الفرعية الآتية:
أ‌- الأمن والسلامة ويضم العناصر الآتية (الحرب والصراع الأهلي، الإرهاب، الإرهاب والعنف المرتبطان سياسياً، جرائم العنف، جرائم حقوق الملكية).
ب‌- الحرية الشخصية ويضم العناصر الآتية (حرية التجمع وتكوين الجمعيات، حرية التعبير والدخول الى المعلومات، عدم وجود تمييز قانوني).
ت‌- الحوكمة ويضم العناصر الآتية (القيود التنفيذية، المساءلة السياسية، قواعد القانون، نزاهة الحكومة، فعالية الحكومة، الجودة التنظيمية، الثقة المؤسسية).
ث‌- رأس المال الاجتماعي ويضم العناصر الآتية (العلاقات الشخصية والعائلية، الشبكات الاجتماعية، الثقة الشخصية، التسامح الاجتماعي، المشاركة المدنية والاجتماعية).
ثانيا: الاقتصادات المفتوحة (Open Economies) ويضم هذا المؤشر المؤشرات الفرعية التالية:
أ‌- بيئة الاستثمار وتضم العناصر الآتية (حقوق الملكية، حماية المستثمر، تنفيذ العقد، تمويل النظام البيئي، قيود على الاستثمار الدولي).
ب‌- شروط المشروع ويضم العناصر الآتية (المنافسة في السوق المحلية، بيئة انشاء الأعمال، عبء التنظيم، مرونة سوق العمل، تشوهات الأسعار).
ت‌- البنية التحتية والوصول الى الأسواق ويضم العناصر الآتية (تشوهات الأسواق، حواجز تعريفة الاستيراد، حجم السوق المفتوح، إدارة الحدود، النقل، الماء، الطاقة، الاتصالات).
ث‌- جودة الاقتصاد ويضم العناصر الآتية (مشاركة القوى العاملة، الديناميكية، الإنتاجية والتنافسية، استقرارية الاقتصاد الكلي، الاستدامة المالية).
ثالثا: تمكين الأشخاص: ويضم هذا المؤشر المؤشرات الفرعية الآتية:
أ‌- شروط المعيشة ويضم العناصر الآتية (الموارد المادية، التغذية، الخدمات الأساسية، المأوى، الترابط، والحماية من الأذى).
ب‌- الصحة ويضم العناصر الآتية (عوامل الخطر السلوكية، التدخلات الوقائية، أنظمة العناية، الصحة النفسية، الصحة الجسدية)
ت‌- التعليم ويضم العناصر الآتية (مهارات البالغين، التعليم قبل الابتدائي، التعليم الابتدائي، التعليم الثانوي، التعليم العالي)
ث‌- البيئة الطبيعية ويضم العناصر الآتية (الانبعاثات، التعرض لتلوث الهواء، الغابات والأرض والتربة
المحيطات، المياه العذبة، جهود الحفظ)
يمكن استخدام البيانات الموجودة في التقرير والتحليل الوارد فيه لمجموعة متنوعة من الأغراض، على سبيل المثال:
• قياس الأداء مقارنة بدول أخرى.
• تحليل متعمق للازدهار على المستوى القطري.
• فهم ما إذا كان الرخاء يتحسن أو يضعف بمرور الوقت، ولماذا؟
• تحديد المعوقات التي تحول دون زيادة الازدهار.
• إرشاد الأولويات لوضع جداول الأعمال القطرية، فعندما يظهر بلد ما أداءً قويًا أو ضعيفًا في إحدى الركائز، فمن الممكن التعمق في تحديد العنصر الذي يقود السياسة المعينة.
على سبيل المثال، قد يتم اكتشاف أن تصنيفات الازدهار الضعيفة لبلد ما سببها أداء ضعيف في التعليم. يكشف التقرير بعد مزيد من التحقيق أنه على الرغم من أن سياسة التعليم الحالية في البلاد أضعف في التعليم الابتدائي، فانه قد تم التركيز على تحسين التعليم الثانوي بالمقارنة مع دول المقارنة الإقليمية. ويكشف المزيد من التحليل في المؤشر عن أن انخفاض مستوى الإنجاز قد يكون سببه معدلات اكمال التعليم الابتدائي الضعيفة.
يكشف تقرير عام 2023 انه خلال العشر سنوات الأخيرة فان النسبة المئوية للأشخاص الذين يعيشون على أقل من مبلغ 5.50 دولارات يوميًا عالميًا انخفض من 57٪ إلى 47٪ على الصعيد العالمي وانخفضت إلى النصف في شرق آسيا والباسيفيك من 56٪ إلى 28٪، في حين ارتفعت نسبة الأطفال الذين يكملون المرحلة الثانوية الدنيا من 74٪ إلى 80٪. وارتفعت النسبة في وسط وجنوب آسيا من 68٪ إلى 79٪.
كما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 37 حالة وفاة إلى 26 حالة وفاة لكل 1000
أطفال. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفضت من98 حالة وفاة إلى 71 حالة وفاة لكل 1000 طفل.
وقد احتلت الدانمارك والسويد والنرويج المراتب الثلاث الأولى في تقرير عام 2023، في حين جاء ترتيب الدول العربية في المؤشر الذي يضم 167 دولة كالآتي:
1- الامارات بالمرتبة 44.
2- قطر بالمرتبة 46.
3- الكويت بالمرتبة 60.
4- البحرين بالمرتبة 62.
5- عمان بالمرتبة 67
6- السعودية بالمرتبة 79
7- الأردن بالمرتبة 86
8- المغرب بالمرتبة 96
9- تونس بالمرتبة 99
10- لبنان بالمرتبة 112
11- مصر بالمرتبة 121
12- جيبوتي بالمرتبة 122
13- العراق بالمرتبة 140
14- ليبيا بالمرتبة 146
15- السودان بالمرتبة 158
16- سوريا بالمرتبة 159
17- اليمن بالمرتبة 166
18- جنوب السودان بالمرتبة 167.

#عدنان_فرحان_الجوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات