أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد فاروق عباس - مجانية التعليم ... لمن ؟!














المزيد.....

مجانية التعليم ... لمن ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 04:50
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


فى حوار لإسماعيل باشا صدقى مع جريدة المصرى يوم ٤ فبراير ١٩٥٠ جاء رأى صدقى باشا فى عدة موضوعات واضحا وجريئا ..
سأله المحرر أولا عن رأيه فى مجانية التعليم ..
وكان رد صدقى باشا كالأتى :
" المجانية فى التعليم شئ طيب ، بل هو واجب ، على أن تكون هذه المجانية مؤدية لنفع واقعى وحقيقى ، أو تتمشى مع المبادئ العامة التى جرت عليها البلاد المتحضرة ..
ولابد أن يلحق بمجانية التعليم الابتدائي مجانية التعليم الفنى ، لاحتياج البلاد إليه ولتأدية مطالب التصنيع والتحسين الزراعى ..
أما التعليم الثانوى والجامعى فرأيي أن لا تكون المجانية فيه إلا للنابه والنابغ ، وهما النوعان اللذان تنتظر منهما البلاد نفعا من وراء الحصول على ثقافة عالية ..
ويستمر صدقى باشا فى كلامه :
اما تحميل سكان البلاد جميعا أعباء " شباب " قد يصلح لأعمال أخرى فسوف يصبح تعليمه مجلبة لضرر عام ..
وفى الوقت الذى نحن احتياج فيه ليد عاملة راقية ( أى ماهرة ) فإن نشر المجانية فيه لا ينتج غير الضرر ، وغير إنشاء طبقة من أرباع المتعلمين الذين سيكونون عالة على الغير ، وقد يسيئون إلى هدوء البلاد وطمأنينتها بتفشى الأفكار غير السليمة في أوساطها "
أعتقد أن ذلك كان شجاعة من صدقى باشا ، وهى شجاعة لم تكن أبدا غريبة عليه ..
فلم يعرف عن صدقى باشا مع طول عمله في السياسة المصرية تملق عواطف الجماهير أو نفاق الجموع بحثا عن شهرة أو جماهيرية ، بل كان رجلا ذو رأى وحجة ، وهو مستعد دائما للدفاع عن رأيه ، وليس لديه سوى المنطق وقوة الإقناع ..
والمشاهد أن من يصل إلى التعليم الجامعى محدود في كل دول العالم ، بما فيها الصين " الشيوعية " التى تضع شروطا قاسية - غير مالية - للالتحاق بالجامعات ، تتعلق بالاستعداد والكفاءة والذكاء ، وليس فقط بالمجموع في الثانوية ..
إن جزءا كبيرا من مشاكل التعليم الجامعى فى مصر راجع إلى الإعداد المهولة التى تصل إلى التعليم الجامعى ، بدون استعداد قوى أو كفاية أو ذكاء ..
ولما كان تشخيص المشكلة خاطئا فقد قُدم العلاج الخاطئ ، فتم اعتبار مشكلة الجامعات المصرية مشكلة مادية ، وهنا كان الحل بإنشاء الجامعات الخاصة !!
فالتشخيص الخاطئ قاد إلى العلاج الخاطئ ..
وقديما كان يصل إلى التعليم الجامعى من ليس لديه استعداد قوى لذلك ، غنيا كان أو فقيرا ، والآن أصبح يصل إلى التعليم العالي من ليس لديه استعداد قوى لذلك ، وخصوصا لو كان غنيا !!
وهل ما نراه الآن فى التعليم الجامعى المصرى إلا ما حذر منه إسماعيل باشا صدقى منذ أكثر من سبعين عاما ؟!
وإسماعيل صدقى كان ينظر إليه قديما كسياسى محافظ أو حتى رجعى بلغة تلك الأيام البعيدة - وهو مالا يبعد عن الحقيقة - ولكن لابد من الإعتراف أن جزءا كبيرا من آراءه أثبتت الأيام وجاهته ، وأنه لم يكن يبعد كثيرا عن الحقيقة ..
يقارن الإنسان بين نوعية السياسيين والمشتغلين بالعمل العام قديما ونوعيتها الآن ، ويجد شتان الفارق بين الاثنين ، ليس فقط في الخبرة والحنكة وتجارب الحياة ، ولكن أيضا في شجاعة الرأى وعدم تملق الجموع ، ووضوح الرأى والقدرة على الدفاع عنه بمنطق وحجة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز اردوغان ...
- عن الصحافة المصرية ..
- أهلا بأهل السودان ..
- تعليق على موضوع الجنود المصريين فى السودان ..
- ببن الأمس واليوم ... هل تغير شئ ؟!!
- الماسونية فى مصر ...
- إنجلترا .. كيف سيطرت جزيرة صغيرة نائية فى شمال العالم على ال ...
- ماذا يحدث في السودان ..
- عالم الأسرار
- الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!
- الجيش والسياسة والاقتصاد .. فى إسرائيل ( 3 )
- الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )
- الدين والجيش والسياسة .. في إسرائيل ( 1 )
- دول كبرى محتلة !!
- أغانى رمضان
- رئيس قسم الاقتصاد .. قصة عشرون عاماً
- القطاع الخاص المصرى
- هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد فاروق عباس - مجانية التعليم ... لمن ؟!