احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 14:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عالمٍ غرائبي يعج بالتحديات والصعاب، تبدو المواجهات هي أفضل سبيل للتغلب على هذه التحديات إذا أراد الإنسان حل معضلاته، فلا يمكنه الرهان على وسائل ناعمة في ظلِّ عالم يغرق بالمواجهات على مختلف الأصعدة، فزمن الرفاه والرخاء الذي كانت حتى الشعوب الغنية تتباهي به لم تعد مظاهر التباهي تخدع أولئك المتربصين بالوقائع والأحداث التي جعلت الحلم الأمريكي سراب، فما بالك بالدول التي لم يكن فيها الحلم سيدًا.
الآن وفي هذه اللحظة آلاف من الخريجين من كافة المستويات العلمية يواجهون منذ سنوات معاناة البطالة والبحث عن وظيفة، وعندما نعود للوراء ونبحث عن تلك الخسائر المالية والطاقات والجهود والأحلام التي تشكلت خلال فترة الدراسة ثم نرى نتائج ذلك كله على الأرصفة، كيف نتصوّر العالم؟ وكيف نؤمن بالدول والمؤسسات التي تخرجنا منها طالما ألقت بنا خارج الكرة الأرضية؟
كيف يشعر المرء الذي كان يحلم بوظيفة وراتب وتكوين أسرة وتولي مناصب وتحقيق طموحات؟ كيف يواجه كل هذه الأحلام والأمنيات وهو على قارعة الشارع؟ ماذا ننتظر منه بعد سنوات من تخرجه وأمامه مستقبل ولكن مظلم ومجهول؟
عندما أرى ساعات نهاية الدوام الدراسي مئات الطلبة والطالبات يملئون الشوارع وزحمة المرور أمام بوابات المدارس والجامعات، أتصور عالم مظلم ينتظر هؤلاء الآلاف الذين لم يفكروا ولم يخطر حتى الآن بمخيّلتهم ما ينتظرهم من نفقٍ مظلم، حالهم حال غيرهم اليوم. فإذا كنا اليوم نواجه هذا الطريق المسدود فيما يتعلق بالعمل والوظائف، فماذا عن تلاميذ وتلميذات المرحلة الابتدائية اليوم؟ هل نتخيّل عالمهم بعد عقدين منذ الآن؟
كل مرة أرى فيها طوابير هؤلاء الكائنات الإنسانية البريئة الحالمة، أشعر بأن العالم بحاجة لزلزالٍ من نوع غير مألوف يعيد تركيب البنية الهشة التي نعيش عليها والتي لا تشكل سوى عقبة في وجه الحياة المنتظر منها أن تكون أفضل للجميع...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟