|
شفاهيات الأهوار: شهامة محيسن السويعدي
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 01:02
المحور:
سيرة ذاتية
في عشرينيات القرن الماضي كانت السفن البريطانية تتحرك على وجه الاعتياد في نهر دجلة، ولها في قلعة صالح مرافئ صغيرة محاطة بأسوار منيعة، وحراسات مشددة، لكنها لم تكن عصية على الثائر (كاظم الگرعاني) واشقاءه: (حواس و وريوش). الذين كانت لهم اشتباكات سابقة مع القوات البريطانية المحتلة، فقرروا استثمار قوتهم في الهجوم على السفن الراسية في المرفأ، وضرب الهنود المكلفين بالحراسة، ثم حملوا معهم الغنائم التي كانت مؤلفة من خرائط الأهوار، ومعدات ملاحية، وسجلات مخبأة في صناديق صغيرة، حملوها معهم إلى مدينة المجر، لكن الانجليز لم تغمض لهم عيناً، ففتشوا المنطقة قرية قرية، وكوخ كوخ. حتى عثروا على المواد، واقتادوا (كاظم) واشقاءه مكبلين بالاصفاد إلى سجن في القلعة. . ولم يبق في بيت كاظم سوى زوجته (عنب) وابنها (جبار) الذي لم يبلغ الثامنة. كانت لديها بقرة حلوب، فانتهز اللصوص غياب رب البيت، فسرقوا البقرة تحت جنح الظلام الدامس، الأمر الذي اضطر (عنب) للاستعانة بشقيقها (محيسن السويعدي)، وكان معروفاً بمروءته وشهامته ونخوته العربية. . كان الهور كله يعرف (محيسن) ويخشى بطشه وقوته، ويحسب له ألف حساب. وما ان سمع (محيسن) باعتقال (كاظم)، وانتهاك اللصوص لحرمة بيت شقيقته، حتى انتفض من مكانه، فحمل بندقيته، وتحزم بخنجره، وانطلق مع ابن شقيقته (جبار) يجوب الارياف بحثاً عن أوكار اللصوص، فعثروا عليهم بعد ظهر ذلك اليوم، حيث استدلوا على البقرة من خوارها، وكانت مخبأة في حفرة مغطاة بالقش. . كان اللصوص يدركون قوة (محيسن) فوقفوا مذهولين لا يلوون على شيء. فعاد بالبقرة ومعها عجل صغير (ليس منها)، وانما كان من ضمن المسروقات. . كانت هذه حكاية حقيقية من حكايات رجال الاهوار، الذين تعمدت الدراما العراقية تشويه صورتهم، والانتقاص من كرامتهم. فكان لابد من تسليط الاضواء على بطولاتهم ومواقفهم الوطنية المناهضة للقوات البريطانية الغازية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواقف صنعتها رواسب الخوف
-
دراما مسيئة لأبناء الأهوار
-
مقابر سومرية مبعثرة
-
أهوارنا التي طواها النسيان
-
العدالة في عالم الحيوان
-
حكاية من أعماق الاهوار
-
عمران: اعتقال تعسفي داخل المحكمة
-
آخر أحفاد جلجامش
-
استهدفوه لأنه من كوكب آخر
-
القيم النبيلة عند الدواب والبهائم
-
فرنكشاين في تونس
-
بحرٌ مات عطشاً
-
الليلة التي تسبق الإبحار
-
المتأسلفون وخرافة الأرض المسطحة
-
عندما يصبح التعسف منهجاً وقاعدة
-
نواقيس الخطر في البحر الاحمر
-
جهود فردية لتشجير سواحلنا
-
الفيلد مارشال فوزية فؤاد
-
لسنا على ما يرام يا سيدي
-
السودان: شركات الكولا تستغيث
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|